2017.. محاصرة خفافيش الإرهاب في البحرين
"بوابة العين" الإخبارية ترصد أهم خطوات وإنجازات البحرين في محاصرة الإرهاب بالملاحقات الأمنية والقوانين الصارمة والاتفاقيات الدولية.
في البحرين كان عام 2017 مختلفاً على الأصعدة كافة، حيث شهد حربأ ضارية ضد جماعات التطرف والإرهاب المدعومة من قوى إقليمية توسعية تعمل على نسف استقرار المنطقة وتهديد أمنها.
ولم تقف السلطات البحرينية مكتوفة الأيدي تجاه جماعات التطرف التي ارتكبت مجموعة من الجرائم انطلقت في مطلع العام بهجوم في منطقة "بلاد القديم" غرب العاصمة المنامة، أسفر عن استشهاد ضابط أمن برتبة ملازم أول، في الـ29 من يناير/كانون الثاني، تلاه تفجير إرهابي في شارع البديع شمال العاصمة في الـ5 من فبراير/شباط.
وبعد 3 أيام فقط من التفجير الإرهابي في الـ8 من فبراير/شباط، الذي لم يسفر عن وقوع إصابات، أظهرت المنامة إصراراً كبيراً على مقاومة الظلاميين أعداء الحياة والمرأة بالاحتفال بها عاصمة للمرأة العربية للعام 2017، في ختام اجتماع الدورة الـ36 للجنة المرأة العربية التي اختتمت أعمالها في البحرين.
وفي اليوم التالي للعرس العربي الذي توج المنامة عاصمة للمرأة العربية، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية إحباط عملية تهريب عدد من المطلوبين في قضايا إرهابية من مركز الإصلاح والتأهيل في "جو" نجم عنها مقتل 3 ممن حاولوا الهروب.
لتعلن بداية الحرب على الإرهاب، والتي تواصلت بعزم وحزم كبيرين، دفعها إقرار مجلس النواب البحريني في الحادي والعشرين من فبراير لتعديل دستوري منح للقضاء العسكري صلاحية محاكمة الأفراد المدنيين المتهمين بقضايا إرهابية.
ولم تمض ساعات على التشريع حتى أعلنت الداخلية البحرينية توقيف 20 مطلوباً في قضايا إرهابية مختلفة.
وتبلغ جهود مكافحة التطرف أوجها في الـ4 من مارس/آذار، عبر الكشف عن تنظيم إرهابي يضم أكثر من 54 شخصا أعدوا وخططوا لعدد من الجرائم الإرهابية بغرض الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المملكة وأمنها للخطر.
وفي الـ23 من الشهر نفسه، أصدرت محكمة بحرينية حكما بإعدام ثلاثة متهمين و14 آخرين بالسجن لمدد متفاوتة ما بين المؤبد و10 سنوات في قضية تفجيرات منطقة (القرية) شمال العاصمة المنامة.
المحاكمات العسكرية
وتستقبل المنامة الشهر الرابع في 2017، بمصادقة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة على تعديل دستوري يمنح بموجبه صلاحية للقضاء العسكري بمحاكمة الأفراد المدنيين المتهمين بقضايا إرهابية، في خطوة تعمل على تشديد القبضة على الإرهابيين ومموليهم، تلاها تطور مهم في الـ23 من شهر مايو، تمثل في توقيف 286 شخصا من المطلوبين والخطيرين أمنياً والمحكومين بقضايا إرهابية، مع 50 مطلوباً آخر من الفارين من سجن "جو".
وفي الـ5 من يونيو/حزيران امتدت الضربات البحرينية للإرهاب إلى عمقه، حيث ممولي وداعمي الشبكات الإرهابية في العاصمة القطرية الدوحة، لتعلن بالاشتراك مع السعودية والإمارات ومصر، قطع علاقاتها مع قطر، احتجاجاً على تمويلها ودعمها للتطرف.
فشل "سرايا الأشتر"
وقبل أن تمضي أيام يونيو/حزيران أعلنت البحرين إفشال مخططات ما يعرف بتنظيم "سرايا الأشتر" الإرهابية، وتوقيف مجموعة من العناصر الإرهابية التي كانت تشرف عليها.
ترتيب البيت الداخلي كذلك مثّل عملية مستمرة خلال العام 2017، ليعلن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في الـ12 من سبتمبر/أيلول، تعيين الشيخ طلال بن محمد آل خليفة نائبا لوزير الداخلية .
وفي الـ17 من أكتوبر/تشرين الأول أبرمت البحرين صفقة مع شركة (لوكهيد مارتن) الأمريكية بقيمة 8ر3 مليار دولار لشراء 16 طائرة من طراز (إف 16) المطورة، وبعد عدة أيام في الـ24 من الشهر ذاته، وقعت اتفاقية شراكة استراتيجية مع الأمم المتحدة.
واستمراراً لنهجها في مكافحة الإرهاب وتهديداته على المنطقة، طلبت الخارجية البحرينية في الـ5 من نوفمبر/تشرين الثاني، من جميع رعاياها الموجودين في لبنان المغادرة فورا مع توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، احتجاجاً على ممارسات حزب الله الإرهابي في لبنان وتهديده لأمن المنطقة واستقرارها.
ولم يسدل العام 2017 الستار على أيامه دون أن تؤكد البحرين على لسان رئيس وزرائها في الـ26 من ديسمبر/كانون الأول أن الحكومة البحرينية لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الإرهابيين ومصادر تمويلهم، كما لن تتعامل معهم بأسلوب ردة الفعل.