انطلاقة جديدة لـ"بيت العود" في أبوظبي
"بيت العود" يعتبر مركزاً للتميز في توثيق وحماية ذاكرة الموسيقى الإماراتية والعربية، والمعهد الوحيد من نوعه في منطقة الخليج.
أطلقت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة رؤية جديدة لــ "بيت العود" في أبوظبي تهدف إلى ترسيخ مكانته كأكاديمية متكاملة لدراسة تاريخ ونظريات وممارسات الموسيقى العربية وأساليب العزف على العود والآلات الرئيسية في التخت الشرقي مثل القانون والربابة والتشيللو إلى جانب توفير منصة للإبداع والابتكار تعزز دور الموسيقى في المشهد الثقافي بالعاصمة الإماراتية، وحضر احتفال الإطلاق كل من اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، ومحمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وسيف سعيد غباش، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ونصير شمة، مشرف "بيت العود".
ويوفر "بيت العود" دورات تدريبية على الآلات الموسيقية الشرقية، مع تبني برامج للمحافظة على التراث الموسيقي العربي، واعتماد مناهج أكاديمية تعليمية تركز على الموسيقى العربية إلى جانب نشر الوعي بأصالتها وفنونها وتقاليدها عن طريق سلسلة من الحفلات يحييها الأساتذة والخريجون والطلبة.
ويهدف البرنامج إلى إدخال الربابة كآلة موسيقية جديدة ضمن دورات "بيت العود"، وهو ما يدعم مهمة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الحفاظ على التراث الموسيقي في دولة الإمارات. وسيدعم البرنامج أيضاً مبادرة تنمية المواهب عبر اكتشاف المواهب الناشئة في مجال الموسيقى وتزويدها بالتدريب لصقل مهاراتها الفنية وتطويرها.
وأشار سيف سعيد غباش، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إلى أن تطوير الرؤية الجديدة لـ"بيت العود " يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للهيئة والرامية إلى بناء وجهة سياحية وثقافية مستدامة، وتكريس موقعها منارة للإشعاع الثقافي في المنطقة والعالم، والتي تحتضن الفنانين للحوار والإبداع الخلاق، بالتزامن مع صون مقومات تراثها الثقافي وتقاليدها العريقة.
ويعتبر "بيت العود" في أبوظبي مركزاً للتميز في توثيق وحماية ذاكرة الموسيقى الإماراتية والعربية، والمعهد الوحيد من نوعه في منطقة الخليج، والأول في دولة الإمارات لتعليم العزف على الربابة بمستوى احترافي، وتجمع مناهجه التقاليد الموسيقية من مختلف أرجاء المنطقة العربية، وتتيح المجال للتفاعل والحوار البناء بين موسيقى الشرق والغرب. وسيواصل البيت تطوره ليصبح أحد أفضل مراكز صناعة آلة العود في المنطقة، ومقصداً سياحياً يقدم تجربة ثقافية استثنائية، ومكاناً للعروض والحفلات الموسيقية.
وأوضح غباش: "يحمل بيت العود في أبوظبي مسؤولية إحياء تقاليد الموسيقى العربية الأصيلة، وهو ما يتجلى بوضوح عندما يتألق طلابه وأساتذته في الحفلات والمهرجانات الموسيقية المحلية والإقليمية والدولية، بما في ذلك برنامج حفلاته في العاصمة الإماراتية، وبينما ينطلق بيت العود برؤيته الجديدة نحو تحقيق طموحاتنا الثقافية والفنية، نفخر بإنجازاته وأبرزها تخريج أجيال من الفنانين الموهوبين والمؤهلين أكاديمياً وعملياً للعزف بمهارة وكفاءة احترافية على الآلات الشرقية الرئيسية".
وينظم "بيت العود" جولات للجمهور تشكل إضافة نوعية تُثري برامج السياحة الثقافية في أبوظبي. ويستكشف الزوار خلال تلك الجولات التراث الموسيقي الإماراتي والعربي، والآلات التقليدية، ومهارات صناعة العود وتاريخه، ويستمتعون بأنغامه التي يعزفها أساتذة البيت، ويحظون بفرصة شراء الآلات الموسيقية العربية من "متجر بيت العود" الذي يبيع العود والربابة والتشيللو ومستلزماتها، وتتضمن الجولة زيارة أحد الصفوف الدراسية وورشة صناعة العود، وتقام الجولات من الساعة 11-12 صباحاً يومي الأحد والثلاثاء، ومن الساعة 4-5 مساءاً يومي الاثنين والأربعاء، على أن يتم الحجز مسبقاً.
ويوفر البيت أيضاً ورش عمل في صناعة آلة العود تستمر ما بين 8 إلى 10 أشهر تحت إشراف فريق من الخبراء المتخصصين لضمان جودة الآلات الموسيقية التي ستحمل علامة " بيت العود "، وتقام ورش العمل والدورات تحت إشراف الموسيقار العالمي نصير شمه .
وأشار نصير شمه، مشرف "بيت العود"، إلى أن الموسيقى لغة عالمية تسمو بالأخلاق والإحساس وترسخ قيم التسامح والإيجابية، وتعتبر وسيلة فعالة لمكافحة التوجهات السلبية في المجتمعات، مؤكداً أن العاصمة الإماراتية هي الوجهة المثالية لاحتضان هذه الأكاديمية الموسيقية العربية نظراً لريادتها في رعاية الفنانين والمبدعين والمثقفين، وأجواء التسامح والتنوع التي ينفرد بها مجتمعها.
وتابع قائلا: "يشكل خريجو بيت العود النواة لاستعادة أمجاد الموسيقى العربية الأصيلة، ونقل أنغامها إلى كل بيت لتصبح في متناول الجميع، ونشكر "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" على دعمها غير المحدود ورعايتها الكريمة لـ" بيت العود " في أبوظبي، وهو ما مهد الطريق أمامنا للمضي قدماً في أداء رسالتنا".
ونال نصير شمه مطلع العام الجاري لقب "فنان اليونسكو للسلام" تقديراً لالتزامه بدعم التربية الموسيقيّة للشباب، وجهوده من أجل تعزيز السلام من خلال عروضه الموسيقيّة، والتزامه بالمثل العليا لليونسكو وأهدافها العالميّة".
يذكر أن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة قد أسست "بيت العود" في أبوظبي خلال العام 2008 بهدف تطوير تقاليد العزف على آلة العود وبعض الآلات الشرقية الأخرى مثل القانون والربابة والتشيللو، ووضع المناهج المناسبة لتخريج فنانين متميزين في العزف عليها وقراءة مختلف المؤلفات الموسيقية وأدائها، والبحث في تاريخ آلة العود والارتقاء بمعايير صناعتها، والعمل على نشر ثقافة الموسيقى العربية في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بصفة عامة.
وقد سجل "بيت العود" العديد من الإنجازات خلال السنوات الماضية عبر تخريج فنانين موهوبين من مختلف الأعمار، وتقديمهم في حفلاته، كما حصل اثنان من طلابه على الجائزتين الأولى والثانية في المسابقة الدولية للعزف على آلة القانون للأطفال في "مهرجان الموسيقى العربية 2014" بالقاهرة.