تعهد بحظر إخوان فرنسا.. هل يفعل «التجمع الوطني» إنذار أبريل؟
قبل ثلاثة أيام من الدورة الثانية للانتخابات التشريعية الفرنسية التي شهدت جولتها الأولى اختراقا غير مسبوق لليمين المتطرف، بدأ الأخير يعد أجندته التي سيعمل عليها، حال وصوله لرئاسة الحكومة.
وكان حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) احتل المركز الأول في الدورة الأولى من الاقتراع، إلا أنه وفقا لآخر استطلاعات الرأي يبدو أن احتمال حصوله على الأغلبية المطلقة البالغة 289 نائبا بات بعيد المنال، بعد الانسحابات العديدة لمرشحي اليمين ويمين الوسط واليسار (أكثر من 200 مرشح من اليسار وفي معسكر ماكرون).
ومن بين الملفات التي أعلن حزب التجمع الوطني أنه سيعمل عليها حال وصوله لرئاسة الحكومة كان توغل تنظيم الإخوان المسلمين، في البلد الأوروبي.
ففي نقاش تلفزيوني أعلن رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا أنه يعتزم حظر الإخوان المسلمين في فرنسا، حال وصوله إلى رئاسة الحكومة.
وقال في مقطع فيديو بثته وسائل إعلام محلية «نحن أكثر ضعفا من بعض الدول الإسلامية في مواجهة الإسلاميين، ففي دولة الإمارات مثلا الإخوان المسلمون مصنفون كتنظيم إرهابي، وأنا سأحظرهم فوق التراب الفرنسي».
لكن ما موقف فرنسا من الإخوان؟
قالت صحيفة «ذا سبيكتاتور» البريطانية إن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين أجرى مقابلة في أبريل/نيسان الماضي، حول جماعة الإخوان المسلمين، ووصفها بأنها «منظمة شريرة».
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فوض وزارة الداخلية بإعداد تقرير عن التهديد الذي يشكله الإخوان المسلمون، وفي بيان أعلن عن هذه المهمة ذكرت الوزارة أن «الانفصالية الإسلامية هي مشروع سياسي ديني نظري، يهدف إلى بناء مجتمع مضاد، وتلعب جماعة الإخوان المسلمين دورا رئيسيا في نشر مثل هذا النظام الفكري».
ويهدف دارمانين إلى أن يكون التقرير بمثابة «جرس إنذار» لأساليب الإخوان المسلمين، قائلا «إنهم يهاجمون جميع مجالات المجتمع ويشكلون شبكة: الرياضة والتعليم والطب والعدالة والمنظمات الطلابية والنقابية والمنظمات غير الحكومية والسياسة والجمعيات والثقافة، إنهم يعطون تعليمات التصويت، ويدعمون الشركات المجتمعية، ويستخدمون الخطاب المناهض للفرنسيين، ويطلقون العرائض، ويحاصرون الممثلين المنتخبين المحليين، ويوقعون شراكات اقتصادية مع العلامات التجارية الكبرى».
لكن الإنجاز الأكثر نجاحا الذي حققه الإخوان المسلمون كان إدخال كلمة جديدة إلى الغرب: الإسلاموفوبيا، وعن ذلك يقول دارمانين: «هذه هي كلمتهم، وهي تغطي استراتيجيتهم الأساسية، وهي استراتيجية التضحية بالآخرين».
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه عندما بدأ التلاميذ في الوصول إلى المدارس في سبتمبر/أيلول الماضي وهم يرتدون الزي الإسلامي كان ذلك بمثابة تحد صارخ لقوانين العلمانية الفرنسية، لكن البعض حرفوا الأمر ليبدو الأمر وكأن المسلمين يتعرضون للظلم.
وقد لاقت تصريحات دارمانين ترحيبا من جانب المتخصصين في مجال جماعة الإخوان المسلمين، بينهم فلورنس بيرجود-بلاكلر، التي تدرس الحركة منذ ثلاثة عقود، ونتيجة لذلك فهي تحتاج إلى حماية الشرطة، وفي كتابها الصادر عام 2023 عن الإخوان المسلمين كتبت أن «هدفهم ليس تكييف الإسلام مع أوروبا، بل تكييف أوروبا مع الإسلام».
لماذا لم تحظر فرنسا الإخوان؟
حسم وزير الداخلية الفرنسي الأمر في مقابلته في أبريل/نيسان الماضي، قائلا إنه لن يكون هناك حظر في فرنسا لأن «هذا مستحيل بكل بساطة، بسبب الطبيعة السرية لجماعة الإخوان المسلمين وافتقارها إلى التسلسل الهرمي المحدد».
وبدلا من ذلك، فإن المطلوب هو «صحوة أوروبية»، وهو ما قاله دارمانين إنه سعيد برؤيته يحدث في ألمانيا والسويد، وبحسب ما ورد فإن أجهزة الاستخبارات الألمانية تراقب نشاط الجالية الإسلامية في ألمانيا، وهي منظمة تشرف على شبكة من المساجد والجمعيات الثقافية.
وسلط تقرير صادر عن جهاز الاستخبارات الفرنسي في أبريل/نيسان الماضي الضوء على كيفية نجاح جماعة الإخوان المسلمين في بناء «شبكة واسعة من المحامين.. الملتزمين بالقضية».
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز