كيف تتناول الموز وتساعد الكوكب؟.. تجربة صديقة للبيئة
تجربة مثيرة أجراها عدد من العلماء في جامعة ولاية داكوتا الجنوبية تجعلك تتناول الموز وتساعد الكوكب في نفس الوقت.
واكتشف العلماء في الدراسة التي نشرت في مجلة الكيمياء والصيدلة المستدامة طريقة لتحويل قشور الموز التي ترميها في سلة المهملات إلى شيء مذهل، وهو حل لمشكلة النفايات البلاستيكية.
لماذا الموز؟
يعد الموز عنصرًا شائعًا على طاولات العشاء حول العالم، ومع ذلك هناك ملايين الأطنان من القشور التي يتم التخلص منها سنويًا ولا يلاحظها أحد.
وحسب منصة earth المتخصصة طرح الدكتور سرينيفاس جاناسوامي، المؤلف الرئيسي للدراسة، سؤالا مثيرا للتفكير: "يستهلك الكثير منا موزة واحدة على الأقل يوميا. بعد الاستمتاع بالفاكهة اللذيذة نتخلص من القشر.. ماذا لو تمكنا من إيجاد استخدام للقشور يساعد في التخلص من النفايات البلاستيكية؟"
التغليف المستدام
عادة ما ينتهي الأمر بقشر الموز في سلة المهملات. يعد قشر الموز المتوفر بسهولة مثاليًا لإنشاء عبوات مستدامة بفضل تركيبته الفريدة.
ويقول الدكتور جاناسوامي: "في كل عام، يتم إنتاج ما يقرب من 36 مليون طن من قشور الموز، ويتم التخلص من معظمها كنفايات".
ويتابع: "تتخلص صناعة تجهيز الأغذية من كمية كبيرة من قشر الموز في مدافن النفايات أثناء تصنيع رقائق البطاطس والدقيق والعصير والمربى وأغذية الأطفال وغيرها من المنتجات المصنوعة من الموز".
وأوضح أن العثور على استخدام عملي أكثر لقشور الموز أمر مهم لتوفير فوائد مالية للصناعة الزراعية ومنع التلوث البيئي.
كيف تم استخدام القشور?
أعطيت قشور الموز حياة جديدة في هذه الدراسة
- أولاً: تمت معالجة القشور المجففة بمواد كيميائية لاستخراج ألياف السليلوز الصغيرة.
- ثانيا: تم بعد ذلك تقسيمها إلى "ألياف نانوية" أصغر باستخدام تقنية مزج خاصة.
ولصنع أغشية تشبه البلاستيك، تم خلط هذه الألياف النانوية مع بوليمر طبيعي ومادة مضافة قابلة للتمدد، حيث تم توزيع الخليط على صفائح رفيعة وتجفيفه بعناية لإنشاء أفلام ذات سمك وجودة متسقة.
واختبر الباحثون هذه الأفلام لقياس قوتها ومرونتها ووضوحها وقدرتها على التحلل بشكل طبيعي.
قشر للبلاستيك
بحث الخبراء في خصائص هذه الأفلام المبتكرة، بما في ذلك سمكها ومدى قدرتها على منع الرطوبة.
وتراوحت السماكة من 0.057 إلى 0.090 ملم. يشير هذا إلى إمكاناتها كحواجز رطوبة فعالة يمكنها الحفاظ على الطعام طازجًا.
تم تأتي مسألة اختبار القوة والمرونة، وهو أمر مهم بالنسبة للأفلام التي تحتاج إلى التعامل مع المطبات والانحناءات.
وأوضح الدكتور جاناسوامي: "تعرض أغشية ألياف قشر الموز لقوة شد تزيد عن 30 ميغا باسكال، وهو ما سيكون بالتأكيد جذابًا للأكياس وتطبيقات التغليف ذات الصلة".
نتائج ناجحة
السؤال الكبير: هل هذه التجربة صديقة للبيئة؟.. أظهرت اختبارات قابلية التحلل البيولوجي أنها يمكن أن تتحلل بنسبة تزيد عن 50% في 3 أسابيع فقط في التربة، وهو تحسن كبير مقارنة بالبلاستيك التقليدي.
كما أن فحص عوامل أخرى مثل محتوى الرطوبة والشفافية وكمية الماء التي يمكن أن يمتصها الفيلم. كل هذه الأمور مهمة للتغليف، خاصة بالنسبة للأغذية حيث يعد الحفاظ على الأشياء طازجة ومرئية أمرًا أساسيًا.
ويؤكد الدكتور جاناسوامي أن "الأغشية قوية وشفافة، والأهم من ذلك، أنها تتحلل بيولوجيًا خلال 30 يومًا عند نسبة رطوبة التربة 21%".
وتابع: "هذا الاكتشاف يفتح إمكانيات جديدة لقشر الموز وغيرها من المنتجات الثانوية لمعالجة الفاكهة في تصميم وتطوير عبوات قابلة للتحلل لتحل محل البلاستيك".
التوجهات المستقبلية
لا تقتصر التقنية المستخدمة في هذا البحث على التخلص من النفايات فحسب، بل تتجنب أيضًا استخدام البلاستيك التقليدي، الذي يستغرق وقتًا طويلاً حتى يتحلل ويضر بالبيئة.
ولا يزال فريق الدكتور جاناسوامي يعمل على جعل صفائح قشر الموز أكثر مرونة ويكتشف كيفية إنتاجها بكميات كبيرة لتستخدمها المتاجر والشركات.
ويقول الفريق: "إن أبحاثنا التي تشمل المواد الكيميائية الخضراء والقابلة لإعادة التدوير هي طريق اقتصادي ومستدام واعد لإنتاج أفلام قابلة للتحلل، لتحل محل المواد البلاستيكية البتروكيماوية، وبالتالي فهي مساهمة جذابة في الاقتصاد الحيوي الدائري".
والهدف هو رؤية هذه الأغطية الصديقة للبيئة على الرفوف في كل مكان، لتحل محل البلاستيك وتساعدنا على عيش حياة أكثر خضرة.
يوضح هذا البحث كيف يمكن أن يعمل العلم والعناية بالكوكب معًا. باستخدام الأشياء اليومية بطرق ذكية، يمكننا إيجاد حلول لمشاكل كبيرة مثل النفايات البلاستيكية.
ومن يدري، ربما يومًا ما، بفضل العلم وبعض قشور الموز المتواضعة، لن تكون عبواتنا مفيدة فحسب، بل ستكون مفيدة للأرض أيضًا.
aXA6IDMuMTcuMTgxLjEyMiA= جزيرة ام اند امز