بانكسي.. "بريطاني مجهول" حوَّل مدينته إلى عاصمة للجرافيتي
أعمال الفنان البريطاني مجهول الهوية بانكسي تستقطب مجموعةً كبيرةً من "صائدي الجدران"، الذين يبحثون عن رسوم جرافيتي.
بعد أن كان يعتبره كثيرون نوعاً من الفوضى، استطاع الفنان البريطاني بانكسي أن يرسِّخ "فن الشارع" عالمياً، بلوحاته ورسوماته على الجدران.
وأصبح بذلك مسقط رأسه في بريستول، غرب إنجلترا، قبلةً للمصورين وعشاق فنّ الجرافيتي و"صائدي الجدران"، الذين يلتقطون مع رسومات بانكسي الصور التذكارية، ثم ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا يعرف أحد الكثير عن بانكسي، باستثناء أعماله التي جعلت منه أحد أشهر فناني جيله، وأبرزها لوحة "ويل هانغ لوفر"، إذ بنى شهرته على الغموض الذي يكتنف هويته.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018 تصدّر بانكسي الأخبار عندما بِيع أحد أعماله في مزاد بلندن، وتمزّق تلقائياً أمام أعين الحضور نتيجة مقصّ مخفي في الإطار.
ويقال إن بانكسي ولد في بريستول عام 1974، وكان في سن المراهقة يتردّد على برنامج تربوي يوفّر لرسامي الجرافيتي الشباب إمكانية ممارسة هذا الفن من دون أن تلاحقهم الشرطة، حسب جون نايشن الذي يلقب بـ"عرّاب فن الشارع" في المدينة.
وفي سنة 2001، رافق الفنان على ما يبدو فريق "إيستون كاوبويز" الهاوي لكرة القدم في بريستول، خلال جولة بالمكسيك، حيث كان يلعب في مركز حارس المرمى، وخاض مباريات ضد أفراد من مليشيا "الزاباتية"، مستغلاً الفرصة حتى يرسم على بعض الجدران رسائل احتجاجية.
وزاد الغموض الذي يلفّ بانكسي مع توسّع شهرته، إذ راح يرسم على جدرانٍ في لندن وكاليه ونيويورك وغزة ومدن أخرى، مندداً بالنزعة الاستهلاكية تارةً، وبمصير اللاجئين تارةً أخرى، لكنّه لم ينس بريستول أبداً التي يزورها بانتظام لتوقيع أعمال جديدة.
وفي غضون عقديْن ساهم بانكسي في جعل هذه المدينة البالغ عدد سكانها 460 ألف نسمة ويمرّ بها نهر "آيفون"، إحدى عواصم "فن الشارع" العالمية، ممهداً الطريق أمام نحو 150 فناناً يعملون فيها حالياً.
وذكر البريطاني جودي توماس، الذي تُزيّن أعماله بعضاً من جدران بريستول: "شعبية بانكسي وبروزه ساهما في قبول فن الشارع الذي غالباً ما كان يُعتَبر سرياّ وفوضوياً".