"ثورة تكنولوجية".. نصيحة من رئيس بنك إنجلترا لحكومة جونسون
رئيس بنك إنجلترا يقول إن الانتعاش في المملكة المتحدة يوليو الماضي "كان أبعد وأسرع" من المتوقع
وجه رئيس بنك إنجلترا الخبير الاقتصادي أندي هالدان نصيحة للحكومة البريطانية بضرورة اتخاذ إجراء لتحفيز ثورة تكنولوجية ستؤدي إلى اقتصاد "أسرع وأذكى" وتجهز الشركات لعالم ما بعد وباء فيروس كورونا، طبقا لما ذكرته وكالة "بلومبرج" للأنباء اليوم الأحد.
وكتب هالدان في مقال مشترك مع تشارلي مايفيلد، الرئيس السابق لـ"شراكة جون لويس" لصحيفة "ذا ميل" اليوم الأحد، إن الانتعاش في المملكة المتحدة في يوليو/تموز الماضي "كان أبعد وأسرع" من المتوقع، لكن هناك حاجة لمجموعة جديدة كاملة من الإجراءات، من بينها حوافز ضريبية والوصول إلى تمويل، لمساعدة الملايين من الشركات في التكيف.
- بعد سجالات حادة.. ألمانيا تحذر البريطانيين من "عبء كبير جدا"
- لأول مرة منذ العزل.. كورونا يرفع معدل البطالة في بريطانيا
تأتي التوصية السياسية النادرة قبل أسابيع فقط من كشف وزير الخزانة، ريشي سوناك عن ميزانيته ومراجعة الإنفاق لإنقاذ الوظائف وإحياء الاقتصاد المتضرر بسبب فيروس كورونا.
ونهاية يوليو/تموز الماضي، أعلن وزير المال البريطاني ريشي سوناك، تدابير جديدة لإنعاش الاقتصاد بقيمة 30 مليار جنيه إسترليني (33 مليار يورو)، من بينها تخفيض الضريبة على القيمة المضافة لبعض القطاعات، وإعانات لتجديد المباني ومساعدات لتوظيف الشباب.
وقال سوناك في البرلمان: "ندخل في المرحلة الثانية من استجابتنا الاقتصادية" للركود الخطير الناجم عن أزمة تفشي كوفيد-19، مضيفاً أنها ستكون مركزة على العودة إلى العمل ومكافحة بطالة الشباب.
ووجه الفيروس ضربة قاصمة لمعدلات البطالة التي يتوقع أن تقفز لأعلى مستوى منذ ثمانينات القرن الماضي، لتتخطى نحو 3.3 مليون عاطل المسجلة في عام 1984.
ومازال أمام الاقتصاد طريق طويل للتعافي بعدما انكمش بمعدل غير مسبوق بلغ 20% في الربع الثاني من العام، في أكبر تراجع لأي دولة كبيرة.
كان سوناك قال في السابق إن بعض الضرائب ستزيد على المدى المتوسط.
وما يزيد الضغوط على الاقتصاد البريطاني، تصاعد حدة السجال بين الاتحاد الأوروبي ولندن بشأن المحادثات التجارية مذ قررت الأخيرة العودة عن الاتفاق الذي توصلت إليه مع التكتل بشأن بريكست من خلال قانون جديد أقرته.
وغادرت بريطانيا التكتل في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، وتتفاوض حاليا مع الاتحاد الأوروبي للاتفاق على مستقبل العلاقات التجارية عند انقضاء الفترة الانتقالية نهاية العام الحالي.
وأثار القانون الجديد في لندن المخاوف من احتمال قطع بريطانيا العلاقات بشكل حاد مع الاتحاد الأوروبي عند انقضاء الفترة الانتقالية، ما من شأنه إحداث فوضى في العلاقات بين الطرفين.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أحد مهندسي بريكست، يؤكد أن خروج بلاده بهذه الطريقة من الاتحاد الأوروبي يشكل "مخرجا جيدا" يسمح لبريطانيا "بالازدهار" إذ يتيح لها "إبرام اتفاقات تجارية مع دول العالم كلها".
إلا ان عددا من الاقتصاديين يرى أن هذا السيناريو "سيوجه ضربة قاسية جديدة للاقتصاد البريطاني، الخارج من أكبر صدمة مسجلة" حتى الآن على ما يقول جوناثان بورتيس أستاذ الاقتصاد في "كينجز كوليدج".