إفلاس أمريكا وأزمة البنوك ومصير رفع الفائدة.. كيف علقت مجموعة السبع؟
فتحت مجموعة الدول السبع الكبرى ملفات اقتصادية ساخنة خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية باليابان، بداية من أزمة البنوك وحتى مصير رفع الفائدة ومآل أزمة سقف الدين الأمريكي.
وقال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي في ختام اجتماع استمر ثلاثة أيام في مدينة نيجاتا اليابانية، إن وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من دول مجموعة السبع اتفقوا على أن النظام المالي العالمي متين لكن الحاجة إلى الحذر لا تزال قائمة.
معالجة ثغرات البنوك
وأصدر المسؤولون بيانا مشتركا تعهدوا فيه بمعالجة الثغرات التنظيمية التي اكتُشفت في النظام المصرفي في ظل المشكلات الأخيرة التي تعرضت لها بنوك أمريكية وسويسرية، وقالوا إنهم سيواصلون العمل عن كثب مع الجهات الإشرافية والتنظيمية لمراقبة التطورات في القطاع المالي.
- المباني الذكية الخالية من الكربون.. هل تحقق أهداف باريس المناخية؟
- سياحة الأفلام.. تعرف على أبرز مواقع تصوير أشهر أعمال هوليوود السينمائية
وجاء في البيان "نؤكد من جديد أن نظامنا المالي متين بدعم الإصلاحات التنظيمية المالية التي نُفِّذت بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ومن بينها الزيادات الكبيرة في مستويات رأس مال البنوك والسيولة، ووضع إطار دولي لحل بفاعلية مشكلات المؤسسات التي تنهار، وتعزيز التعاون التنظيمي والرقابي عبر الحدود".
تنظيم عمل البنوك
وفي حدث منفصل، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هنت للصحفيين إن وزراء مالية دول مجموعة السبع في اليابان أجروا "مناقشات صريحة ومفتوحة جدا" عن التحديات التي يواجهونها وتشمل تنظيم عمل البنوك.
وقال إن بريطانيا تعتقد أن الهياكل التنظيمية عملت على النحو المنشود وحالت دون حدوث مشاكل أسوأ بكثير، لكن من الواضح أن هناك دروسا مستفادة، ومن بينها كيف ساهمت التحويلات الرقمية في تسريع وتيرة عمليات سحب الودائع.
وأشاد بتحرك بريطانيا السريع في تسهيل عملية بيع خاصة لوحدة بنك سيليكون فالي في بريطانيا لبنك إتش.إس.بي.سي، وهي خطوة حمت الودائع بدون دعم من دافعي الضرائب، واصفا الخطوة بأنها إنجاز للجهات التنظيمية.
لكنه قال إن بريطانيا تراجع الهياكل القانونية والتنظيمية لضمان إمكانية وصول المودعين إلى ودائعهم في أسرع وقت ممكن عند حدوث أي وقائع أخرى في المستقبل.
وقال هانت إن بريطانيا تفكر بشكل عملي فيما يتعلق بعدد الشركات التي تحقق نموا مرتفعا وتتركز في فرع واحد من أحد البنوك الأمريكية، وأدركت أن خيارات التمويل لمثل هذه القطاعات يجب أن تكون أكثر تنوعا.
وأضاف "ننظر في مجموعة واسعة من الأشياء، ومن بينها إصلاح صندوق المعاشات التقاعدية لنرى ما إذا كان بإمكاننا وضع المزيد من الخيارات أمام تلك الشركات".
سقف الدين الأمريكي
حذر وزراء مالية مجموعة السبع من تزايد ضبابية الاقتصاد العالمي، وسط مخاوف إزاء تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون.
وقال الوزراء في البيان "نحن في حاجة إلى البقاء في حالة يقظة والتحلي بالرشاقة والمرونة في سياساتنا للاقتصاد الكلي وسط حالة الضبابية المتزايدة بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية".
ولم يشر البيان إلى الأزمة المرتبطة بسقف الدين الأمريكي، والتي تتعرض لها الأسواق إلى جانب تزايد تكاليف الاقتراض بسبب سياسات التشديد النقدي للبنوك المركزية الأمريكية والأوروبية.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أمس الجمعة إنها ستلتقي مع كبار المصرفيين في وول ستريت هذا الأسبوع لبحث تخلف الولايات المتحدة المحتمل عن السداد الذي سيكون الأول منذ 1789.
وقال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس إن احتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، لأول مرة في تاريخها، سيزيد من المشكلات التي تواجه الاقتصاد العالمي المتباطئ.
وقال مالباس لرويترز على هامش الاجتماع "هذا واضح، الأزمة التي يتعرض لها أكبر اقتصاد في العالم ستؤثر بالسلب على الجميع".
كم جهته، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هنت إن الولايات المتحدة إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق لرفع سقف ديونها وإذا خرج ناتجها المحلي الإجمالي عن المسار الصحيح فسيكون لذلك عواقب "وخيمة للغاية".
وقال شونيتشي سوزوكي وزير المالية الياباني في مؤتمر صحفي إن مسألة سقف الدين الأمريكي تم طرحها خلال عشاء عمل عن الاقتصاد العالمي، غير أنه رفض الإفصاح عما قاله الوزراء الآخرون عن هذه القضية.
مصير رفع الفائدة
من جهته، قال كازو أويدا محافظ بنك اليابان إن الكثيرين من محافظي البنوك المركزية في دول مجموعة السبع يشعرون على ما يبدو بأن تأثير الزيادات السابقة في أسعار الفائدة لم يظهر بالكامل بعد، ويتطلعون إلى توجيه السياسة النقدية المستقبلية.
وأوضح: "المشاركون يدركون جميعا على ما يبدو أن تأثير الزيادات السابقة في أسعار الفائدة لم يظهر بالكامل بعد على اقتصادات بلادهم وتضخمها، ويمكن أن تبدأ في الظهور بشكل أكبر مستقبلا".
وأضاف "قال كثيرون إنهم يريدون توجيه السياسة النقدية، مع أخذ هذه النقطة في الاعتبار".
وانتقل أويدا إلى اقتصاد اليابان قائلا إنه أخبر نظرائه في دول مجموعة السبع أن الاقتصاد تعافى، وأن تضخم أسعار المستهلكين الذي يزيد حاليا على الثلاثة بالمئة سيبدأ في التباطؤ في منتصف السنة المالية الحالية التي تنتهي في مارس 2024.
وقال "لقد أخبرت اجتماع مجموعة السبع أن اليابان تحافظ على سياسة نقدية متساهلة جدا لتحقيق هدف بنك اليابان بوصول التضخم إلى 2% على نحو مستدام ومستقر".
سلاسل التوريد
كشفت مسودة بيان اطلعت عليها رويترز أن وزراء مالية مجموعة الدول السبع اتفقوا على إطلاق خطة بحلول نهاية هذا العام لتنويع سلاسل التوريد العالمية من شأنها "المساهمة في حماية أمن الطاقة".
وذكرت المسودة أن "تنويع سلاسل الإمداد يمكن أن يسهم في حماية أمن الطاقة ويساعدنا في الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي".
وأضافت أن مجموعة السبع ستعمل مع الدول المهتمة والمنظمات الدولية ذات الصلة بهدف إطلاق الخطة بحلول نهاية هذا العام على أقصى تقدير.
aXA6IDMuMTQ1LjY4LjE2NyA=
جزيرة ام اند امز