هل يهدد عمالقة التكنولوجيا بنوك العالم بالاندثار؟.. مصير الديناصورات
تواجه البنوك الكبرى في العالم خطر الاندثار كما حدث مع الديناصورات، بسبب ترددها في التكيف مع تطورات التكنولوجيا المالية في عالم اليوم.
مصير شركات الاتصالات نفسه
فأحدث النتائج المالية الفصلية تشير إلى استمرار نمو إنفاق البنوك على التكنولوجيا الجديدة، دون أن يؤدي ذلك إلى زيادة مقابلة في الأرباح، بل إنها قد تتحول إلى أموال مهدرة إذا لم يحدث تغيير جذري في طريقة استخدام البنوك للتكنولوجيا الجديدة.
ويرى المصرفي الأمريكي البارز بن أشبي في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء أن أغلب البنوك تتبنى استراتيجية خطأ وهيكل خطأ، مع تراكمات كبيرة من الممارسات القديمة التي تعرقل تطور التكنولوجيا الجديدة المفيدة.
ويقول إن الكثير من البنوك تكرر خطأ شركات الاتصالات العملاقة نفسه في الجيل السابق عندما انفقت الأخيرة مبالغ ضخمة على إقامة بنية تحتية ثم جاء قادمون جدد إلى السوق ليجنوا هم المكاسب وتتكبد تلك الشركات خسائر فادحة.
هجرة المواهب
في الوقت نفسه يقول آشبي الشريك في شركة "جود جفرنينس كابيتال" للاستثمار المالي إن الكثير من البنوك الكبرى يبدو أنها استسلمت للأمر الواقع ولم تعد تقدم سوى القليل من استراتيجيات جذب العملاء المميزين، والمنافسة بشكل عام، مع التركيز على محاولة خفض النفقات. وأدى التركيز على خفض النفقات إلى رحيل الكثير من المواهب والمهارات عن هذه البنوك لصالح كيانات جديدة ناشئة.
وبحسب دراسة أعدتها شركة ماكينزي للاستشارات الإدارية فإن 70% من مشروعات التحول الرقمي في القطاع المصرفي فشلت.
ولكي تستفيد فعليا من تطبيقات التكنولوجيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، تحتاج المؤسسات المالية التقليدية إلى تبني استراتيجية "الرقمنة أولا".
وتختلف مهارات البيع أو الإقراض المطلوبة لتشغيل شركة تعتمد على التكنولوجيا تماما عن تلك الموجودة في البنوك التقليدية.
ففي أستراليا ظلت مجموعة كومنولث بنك تستخدم الأشرطة الممغنطة لتخزين البيانات الأساسية للعملاء حتى 2016. والبيانات المخزنة على هذه الوسائل القديمة ليست "قيمة" من الناحية العملية وتحتاج إلى جهد كبير حتى يتم تحويلها إلى شيء مفيد. ويصبح الأمر أكثر صعوبة بالنسبة عندما يكون البنك نتاج مجموعة من صفقات الاندماج ولديه تراث من المعايير المتباينة التي يجب التعامل معها. كل هذا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوقت والنفقات، وتقليل قيمة المؤسسة.
في الوقت نفسه فإن البنوك التقليدية ذات القواعد التنظيمية الصارمة تواجه صعوبة كبيرة في استقطاب المواهب والمهارات في مجال التكنولوجيا، التي يصعب إقناعها بالعمل في هيكل إداري جامد ويخضع للتراتبية الوظيفية بصورة كبيرة ويركز على خفض النفقات وحذر للغاية.
وفي مواجهة هذه الحقائق لجأت البنوك الكبرى إلى شراء ما تعرف باسم شركات "التكنولوجيا المالية" على أمال دمجها في الهيكل التقليدي القائم لها. لكن محاولة دمج التكنولوجيا الخارجية والتي تظهر كفكرة لاحقة، مع الحاجة إلى تغيير جوهري في التشغيل لتعظيم صفقة الاستحواذ يعني أن الكثير من هذه الصفقات تنتهي بالفشل.
خطر فيسبوك وتويتر وأبل
وأخيرا يرى بن آشبي أن الخطر الأكبر الذي يهدد البنوك العالمية قد يأتي من بعض شركات التكنولوجيا العملاقة مثل فيسبوك وتويتر وأبل. فهذه الشركات لديها المهاترات والتكنولوجيا ولديها غالبا علاقات أوثق مع عملائها. كما أن هذه الشركات تحتاج إلى التوسع في مجالات جديدة مثل مجال الخدمات المالية لكي تبرر الارتفاع المستمر في أسعار أسهمها في البورصة. وقد بدأنا نرى بالفعل دخول تلك الشركات إلى عالم الخدمات المالية من خلال فيسبوك باي وتويتر تيبس، والكثير من ذلك قادم في الطريق.
وبالتالي فإنه على البنوك الكبرى إعادة التفكير في نماذج عملها بشكل جذري قبل فوات الآوان.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMTM0IA==
جزيرة ام اند امز