لم يكن هذا الإنجاز الكبير ليشهد النّور لولا قيادتنا التي تزرع بذور الأمل كلّ يوم، لتحصد أجيالها الأمان والتقدّم ورغد العيش.
تطلّ علينا الإمارات الحبيبة بين الحين والآخر بحدث فريد وإنجاز غير مسبوق يُشجينا بروعته، فها هي الآن تستقبل الأيّام الأولى من شهر أغسطس/آب لعام 2020م، مسطّرة على صفحات الوجود سبقاً عربيّاً تاريخيّاً وقفزة نوعيّة ستبقى خالدة في أذهان الجميع.
حيث أعلن الشّيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدّولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن دولة الإمارات العربيّة المتّحدة نجحت في تشغيل أوّل مفاعل نوويّ سلميّ في العالم العربيّ. وغرّد سموّه على حسابه في تويتر قائلاً: "نعلن اليوم عن نجاح دولة الإمارات في تشغيل أوّل مفاعل سلميّ للطّاقة النّوويّة في العالم العربيّ، وذلك في محطّات براكة للطّاقة النّوويّة بأبوظبي.. نجحت فرق العمل في تحميل حزم الوقود النّوويّ وإجراء اختبارات شاملة وإتمام عمليّة التّشغيل بنجاح.. أبارك لأخي محمّد بن زايد هذا الإنجاز".
يأتي ذلك تزامناً مع إعلان مؤسّسة الإمارات للطّاقة النّوويّة في منتصف شهر تمّوز الماضي عن انتهاء الأعمال الإنشائيّة للمحطّة الثّانية التّابعة لمجموع محطّات براكة للطّاقة النّوويّة السّلميّة الأولى من نوعها في عالمنا العربيّ، والّتي يجري العمل على تطويرها ضمن منطقة الظّفرة في إمارة أبوظبي.
وبهذا الحدث المهمّ، غدت الإمارات الدّولة الــ 33 على مستوى العالم بأسره، الّتي تعمل على إدارة وتشغيل محطّات الطّاقة النّوويّة السّلميّة، وذلك بعد أن اكتملت عمليّة تحميل الوقود النّوويّ في المحطّة الأولى، لتصبح جاهزة للانتقال إلى المرحلة التّالية، حيث ستُجرى عملية اختبار لكافّة أنظمة المحطّة وصولاً إلى عمليّة التّشغيل الكامل وإنتاج الطّاقة الكهربائيّة بشكل تجاريّ، بقصد دعم النّموّ الاجتماعيّ والاقتصاديّ في الدّولة لعقود لاحقة.
كما يشير الخبراء إلى أن انطلاق المرحلة الأولى لتشغيل أوّل مفاعل للطّاقة النّووية السّلمية في الوطن العربيّ، ستكون له انعكاسات إيجابيّة على خطط التنمية والاستدامة، مع توفير المزيد من النّفط القابل للتّصدير، فضلاً عن تنويع الاقتصاد وتشغيل حوالي 25% من الطّاقة الكهربائيّة الصّديقة للبيئة في دولة الإمارات.
ولم يكن هذا الإنجاز الكبير ليشهد النّور لولا قيادتنا التي تزرع بذور الأمل كلّ يوم، لتحصد أجيالها الأمان والتقدّم ورغد العيش في الحاضر والمستقبل. وإذا كان المال عصب الحياة والشّباب عماد الأوطان، فإنّ ثروة الإمارات الحقيقيّة تتمثّل فيما حباها الله تعالى به من موارد طبيعيّة وشباب إماراتيّين تسلّحوا بالعلم والثّقافة والولاء والانتماء الوطنيّ، ممّا أعانهم على سبر أغوار السّماوات والأرض ومجاورة النّجوم، ليسابقوا العالم حضارة وازدهاراً، وليكون السّبقُ العلميُّ الطّريقَ الأمثلَ إلى غد مشرق واقتصاد مزدهر.
وكيف لا نكون السّبّاقين دوماً، وقد قال صاحب السّموّ الشّيخ محمّد بن زايد آل نهيان: "ستبقى دولة الإمارات بعون الله وبفضل روح الاتّحاد الّتي تسري في نفوس ووجدان أبنائها، وطن العزّ والأمجاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة