براكة ومصدر.. روافد الإمارات المتجددة نحو المستقبل النظيف
"وول ستريت جورنال": الإمارات نموذجا عربيا مشرفا للطاقة النظيفة
لطالما تحرص دولة الإمارات على تقديم النماذج العالمية الملهمة على مسار المستقبل النظيف، سواء عبر الطاقة النووية السلمية أو المدن المستدامة.
محطات براكة
يقترب البرنامج النووي السلمي الإماراتي من تحقيق أهدافه المتعددة على كافة الصعد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث أصبحت محطات براكة، من أهم دعائم التنمية المستدامة.
وأصبحت دولة الإمارات نموذجا عربيا مشرفا يمتلك رؤية واعدة للطاقة النظيفة، فالجهود الحثيثة التي قامت بها ملموسة في مجال الطاقة المتجددة، وهو ما أشارت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير مطول.
وتوفر براكة طاقة كهربائية وفيرة وصديقة للبيئة على مدى العقود الستة المقبلة، فضلًا عن دورها الرئيسي في إنجاح مسيرة التحول لقطاع الطاقة في الدولة نحو الاعتماد الكلي على مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، من خلال تسريع خفض البصمة الكربونية لهذا القطاع.
من أهم الإنجازات الاستثنائية للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، أنه ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة من خلال تطوير قاعدة بشرية علمية متخصصة في قطاع الطاقة النووية المتقدم من الناحية التقنية، حيث أصبحت الكفاءات الإماراتية في هذا القطاع من أهم الثروات التي تمتلكها دولة الإمارات، لأنها الضمانة الأهم لاستدامة البرنامج وتميزه.
ومن المتوقع أن تسهم محطات براكة؛ في تمكين دولة الإمارات من مواصلة تعزيز مكانتها المتقدمة على الخريطة العالمية، وترسيخ سمعتها كعاصمة عالمية للطاقة، إلى جانب دعم جهودها للوفاء بالتزاماتها الواردة في اتفاقية باريس للمناخ ومواجهة ظاهرة التغير المناخي، والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، لا سيما أنها كانت أول دولة في المنطقة تطلق مبادرتها لتحقيق هذا الهدف.
براكة وريادة الإمارات
وتساهم محطة براكة للطاقة النووية السلمية في ريادة دولة الإمارات عالميا على صعيد دعم منظومة الاقتصاد الأخضر، وجهودها في قطاع الطاقة النظيفة ومن شأن هذا المشروع أن يسهم بدور أساسي في تنويع مصادر الطاقة بتوفيره عند تشغيل محطاته الأربع 5.6 جيجاوات من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية لأكثر من 60 عاما مقبلة، أي ما يعادل ربع احتياجات دولة الإمارات.
وتسطر دولة الإمارات تاريخًا مجيدا في قطاع الطاقة النووية، مع إدراكها المبكر لأهمية الطاقة النظيفة كأحد أهم ركائز التنمية المستدامة.
وفي مشوارها الطموح نحو الاعتماد على مصادر طاقة مستدامة ونظيفة، ذهبت دولة الإمارات بعيدا في مشاريع الطاقة المتجددة بأنواعها، كما اقتربت من إتمام إنجازها الأهم في مجال الطاقة النووية وهو محطة براكة.
وتعد قصة الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات إنجازا كبيرا بحد ذاته، سواء على مستوى توفير كهرباء هائلة تسد ربع احتياجات الدولة، أو على مستوى حماية البيئة واحترام المناخ، فضلا عن اكتساب خبرات وطنية في هذا القطاع الهام.
وأصبحت محطة براكة للطاقة النووية السلمية من أهم ركائز التنمية المستدامة في دولة الإمارات، حيث توفر كهرباء هائلة وتحمي البيئة وتحترم المناخ.
ومحطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، وتضم أربعة مفاعلات من التصميم المتقدم APR-1400 .
وقد وصلت نسبة إنجاز المشروع حتى الآن إلى 97%.
وتوفر محطات براكة فوائد بيئية كبيرة لدولة الإمارات حالياَ وعلى مدى الأعوام الستين المقبلة وما بعدها، من خلال تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة، حيث ستحد المحطات الأربع عند تشغيلها بشكل تجاري سنوياً من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية المسبب الرئيسي للتغير المناخي.
وستحد "براكة" من انبعاثات كربونية تعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من طرق دولة الإمارات كل عام، أو زراعة 370 مليون شجرة في غضون 10 سنوات، أو الانبعاثات الناجمة عن شحن 7.8 مليار هاتف ذكي يوميا (أي إجمالي هواتف سكان العالم حاليا).
إنتاج براكة
وعند تشغيلها بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5600 ميجاوات من الكهرباء بواقع 1400 ميجاوات للمحطة الواحدة على مدار الساعة.
وتمثل "براكة" نجاحا كبيرا لدولة الإمارات في تطوير قطاع الطاقة النووية كمصدر استراتيجي للكهرباء الوفيرة والصديقة، والمساهمة الكبيرة في مسيرة التحول الجارية في قطاع الطاقة وتعزيز أمنها.
كما تقدم المحطة حلا عمليا لظاهرة التغير المناخي، وتعزيز جهود خفض البصمة الكربونية على نطاق واسع في دولة الإمارات، جنبًا إلى جنب مع دعم النمو الاقتصادي، والمساهمة بشكل محوري في تحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول 2050.
وستصبح محطة براكة للطاقة النووية، أكبر مصدر للكهرباء في دولة الإمارات، وأكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في الدولة.
وستدعم براكة المعيشة العصرية في دولة الإمارات دون التأثير سلبا على البيئة، إذ ستنتج طاقة كهربائية تكفي لإنارة 570 ألف منزل، أو يكفي لإنارة برج خليفة 3700 مرة في اليوم.
"مصدر" مدينة ملهمة
وتعد شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" مطورًا ومستثمرًا رائدًا في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتطوير العمراني المستدام وتنشط حاليًا في قرابة 40 دولة ومن خلال تحفيز الابتكار في التقنيات النظيفة ونشرها على نطاق واسع.
وتساهم "مصدر" في التخلص من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع الطاقة وترسيخ ريادة أبوظبي ودولة الإمارات في هذا المجال على المدى الطويل.
ومنذ تأسيسها باتت تمثل "مصدر" نموذجا حيًا ومساهما أساسيا في الحد من آثار التغير المناخي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتستثمر "مصدر" حاليا في مشاريع مستدامة بقيمة إجمالية تفوق 20 مليار دولار أمريكي وبقدرة إنتاجية تفوق 13 جيجاوات كما تساهم في تفادي انبعاث أكثر من 16 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
وخلال يونيو/حزيران 2022، أعلنت مدينة مصدر، مجتمع الاستدامة الرائد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، عن مشروعها الجديد "مجمع مدينة مصدر".
ومن المقرر أن يتم تشييد المشروع الجديد بالتعاون مع شركتي الاستشارات "وودز باجوت" و"فايثفول+جولد"، وهو أحدث المعالم التي تطوّرها المدينة وينضوي ضمن مساهمتها في المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
ويمتد مجمع مدينة مصدر على مساحة 29 ألف متر مربع ومساحة أرضية إجمالية تصل إلى 50 ألف متر مربع، ما يسهم في تعزيز التزام مدينة مصدر بتحقيق الحياد المناخي، وتطبيق معايير الاستدامة، والتكنولوجيا، والصحة والرفاهية والتوسع في تطوير مجتمع يحتضن العديد من الشركات التي تنسجم طبيعة عملها مع هذه المعايير. وستنطلق عمليات تطوير المجمع خلال العام الجاري ومن المقرر الانتهاء من المشروع في عام 2024.
وسيضم المجمع 7 مبانٍ للمكاتب مخصصة للإيجار الفردي أو متعدد المستأجرين ومنطقة لمواقف السيارات، وسيتم تشييد جميع المباني وفق تصاميم مبتكرة، حيث ستُبنى ستة منها بالاعتماد على أعلى معايير تشييد الأبنية الخضراء، في حين سيكون مبنى المجمع الرئيسي أول مبنى للمكاتب "صفري الطاقة" في أبوظبي، ما يعني أنه لا يستهلك طاقة أكثر مما ينتج، وذلك عبر دمج التصميمات والأنظمة التي تركز على كفاءة الطاقة وتقنيات الطاقة المتجددة. وسيتم تمييز مبنى المقر الرئيسي من خلال تركيب مظلة من الألواح الشمسية الكهروضوئية المبتكرة.
ويشكّل هذا المشروع خطوة مهمة ضمن تنفيذ المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، التي تم إطلاقها العام الماضي والتي أصبحت بموجبها دولة الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تلتزم بتحقيق صافي انبعاثات كربونية.
مجمع مدينة مصدر
ويعكس مشروع مجمع مدينة مصدر ومبانيه الخضراء السبعة الجديدة بما في ذلك أول مبنى للمكاتب "صفري الطاقة" في أبوظبي، مدى أهمية تطوير مشاريع عقارية وفق أسس مستدامة وذات جدوى اقتصادية وبيئية في آن واحد. وتفخر مدينة مصدر بكونها وجهة لتطبيق واختبار مشاريع التطوير العمراني المستدام، ونتطلع إلى مساهمة المجمع الجديد في ترسيخ دور مدينة مصدر وإمارة أبوظبي ودولة الإمارات ككل في مجال الاستدامة".
وسوف تسهم مباني المجمع المبتكرة في ترسيخ ريادة مدينة مصدر على المستوى الإقليمي من حيث تطوير مباني خضراء وخالية من الانبعاثات الكربونية. فقد أعلنت مدينة مصدر في عام 2017 عن استكمال مشروع الفيلا المستدامة، أول فيلا "صفرية الطاقة" في الإمارات. وقد كانت الفيلا البالغة مساحتها 405 أقدام مربعة أول مبنى في الدولة يحصل على تصنيف "4 لآلئ"، حيث توفر الفيلا استهلاك طاقة أقل بنسبة 72%، ومياهاً أقل بنسبة 35% بالمقارنة مع الفيلات التقليدية ذات الحجم المماثل في أبوظبي، وبالتالي تساهم في الحد من انبعاث ما يقدر بـ 63 طنا من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وسيشمل المجمع الجديد المبنى القائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، كما ستكون هناك حدائق، وحضانة للأطفال، ومدرجا، ومساحات مغطاة للمشاة، ومركزا صحيا، وغيرها من المباني الخدمية.
وحصلت شركة "فايثفول+جولد"، على عقد استشاري توفير خدمات إدارة المشروع، في حين سوف تتولى شركة الاستشارات الهندسية العالمية "وودز باجوت" المهام الاستشارية لتصميم المشروع والإشراف على أعمال البناء.
أكثر المدن استدامة
وتعد مدينة مصدر، التي تم تدشينها في عام 2010، إحدى أكثر المدن استدامة على مستوى العالم ومجمع البحث والتطوير المتخصص والمعتمد في أبوظبي.
وتلبي المدينة معظم احتياجاتها من الطاقة عبر محطة طاقة شمسية بقدرة 10 ميجاوات وأنظمة الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني بقدرة 1 ميجاوات. وتلتزم كافة المباني بتخفض استهلاك الطاقة والمياه بنحو 40% على أقل تقدير مقارنة بالمعايير القائمة.
وتضم مدينة مصدر أكثر من 1000 شركة تركز على تطوير تقنيات مبتكرة ضمن قطاعات الطاقة المتجددة، وتخزين الطاقة، والذكاء الاصطناعي، والصحة، والفضاء، والتنقل. وتشمل هذه الشركات والمؤسسات "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" "آيرينا"، ووكالة الإمارات للفضاء، وسيمنز، ومجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة والجهتين التابعتين له وهما "معهد الابتكار التكنولوجي" و"أسباير"، وتبريد، وهانيويل، والحرم الجامعي لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
وتوفر مدينة مصدر منظومة حيوية تدعم التعليم، وأنشطة البحث والتطوير، والابتكار، والتكنولوجيا، وتمثل منصة استراتيجية تتيح للشركات اختبار التقنيات الجديدة وبناء شراكات مهمة على الصعيدين المحلي والعالمي، إلى جانب جهودها الرائدة لبناء مجمعات عمرانية أكثر استدامة.
aXA6IDE4LjIyMy4xNTguMTMyIA== جزيرة ام اند امز