باربودا.. الجزيرة الكاريبية المنسية في إعصار إرما
"باربودا".. جزيرة كاريبية ساحرة تحولت اليوم إلى منطقة هادئة، وكأنما تسكنها الأشباح بسبب إرما
"باربودا".. جزيرة كاريبية ساحرة تحولت اليوم إلى منطقة هادئة، وكأنما تسكنها الأشباح، لتصبح أطلال المنازل الملونة المدمرة وغياب السكان البالغ عددهم 1.800 مواطن، شهادة مزعجة لغضب إعصار إرما.
الإعصار المدمر الذي اجتاح باربودا الأربعاء الماضي، حوّل الجزيرة الرائعة إلى مشهد مروع، فلم يتبق من سكانها سوى الكلاب والماشية التي تركها السكان الذين فروا هربًا من مسار إعصار خوسيه الذي لا يزال يشق طريقه إلى منطقة الكاريبي.
بدءًا من بقايا المنازل المدمرة والمتاجر والمدارس، وانتهاءً بالمكاتب الحكومية وقسم الشرطة والكنيسة الأنجليكانية، كان إرما قاسيًا في تدميره، فالعاصفة التي تُعد أقوى عاصفة تضرب الأطلسي أودت بحياة طفل في الثانية من عمره ومحت أراضي تعشيش قيمة لسلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض.
اليوم، تحسب أنتيجوا وبربودا تكلفة الضرر، مع وجود توقعات بأن تتجاوز تكلفة إعادة بناء المنازل وحدها 50 مليون جنيه إسترليني، وفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
حتى يوم الأحد الماضي، كان أكثر من 1300 من سكان بربودا لا يزالون في ملاجئ في أنتيجوا، ووفقًا لميدسي فرانسيس من المكتب الوطني لخدمات الكوارث، لا يوجد جدول زمني حتى الآن للوقت الذي سيتمكنون فيه من العودة إلى جزيرتهم.
في الوقت الحالي، يُجري فريق من "الوكالة الكاريبية لإدارة الطوارئ في حالات الكوارث" تحليلًا للموقف على أرض الواقع، وقالت المتحدثة الرسمية باسم الوكالة جوان بيرساد، إن هناك جهد كبير يُبذل فيما يتعلق بالإغاثة والملجأ وإعادة التأهيل والتعمير.
هذا سيتضمن توفير مستشارين لمساعدة الناجين من الصدمة، فيمتلك العديد منهم حكايات تتعلق بالاحتماء في خزانات الملابس أثناء تمزيق إرما لمنازلهم، وأشارت بيرساد إلى الدعم الضخم من منظمات مثل الأمم المتحدة ومجموعة الكاريبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
كما أن جهود الإغاثة تعمل بكامل طاقتها في أنتيجوا مع قدوم أعداد كبيرة من المواطنين بإمدادات الطوارئ من الطعام والمياه والملابس، وتوجهت أمس الإثنين مجموعة من المتطوعين إلى باربودا بالمركب محملين بإمدادات للحيوانات الأليفة والماشية لإطعام الحيوانات التي تُركت هناك.
من جانبهم، أثبت سكان باربودا أنهم جماعة متماسكة، مع تعهد أغلبهم بالعودة وإعادة البناء في أسرع وقت ممكن، وقال العديد إنهم كانوا سيبقون في الجزيرة إذا لم يكن هناك أمر رسمي بالإخلاء صدر في عطلة نهاية الأسبوع خوفًا من وقوع وفيات أخرى.
فقال مدرس العلوم البصرية في مدرسة ثانوية بالجزيرة موريس جورج، إنه سيعود بمجرد إعادة الافتتاح، متحدثًا عن محنته المروعة عندما أطلق إرما العنان لغضبه في الساعات الأولى من 6 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأوضح جورج (30 عاما) أنه أُجبر على الفرار من منزل والده أثناء الإعصار مع بدء الرياح والأمطار باقتلاع السقف، ولكن الإعصار عاد أثناء وجودهم على الطريق واضطروا لمراوغة الأسلاك وأعمدة المصابيح للوصول إلى منزل قريبه.