برشلونة تحت الحظر.. السياحة لن تعود كما كانت
برشلونة الإسبانية تعاني كثيرا لاعتمادها على السياحة، وهو ما أثر على كل مناحي الحياة بسبب تفشي فيروس كورونا.
مضى شهر يوليو/تموز على "لا رامبلا" أشهر شوارع مدينة برشلونة الإسبانية بدون زوار، وهو من المشاهد التي لم تعهدها المدينة طيلة تاريخها.
كان تجديد حظر الطيران بعد عودة إصابات كورونا المستجد إلى الارتفاع بمثابة قبلة الموت لقطاع السياحة الإسباني بعد انتعاش طفيف عقب رفع الحظر لفترة صغيرة في 21 يونيو/حزيران، بحسب صحيفة ذا جارديان البريطانية.
عندما بدأت حالات كوفيد-19 ترتفع مرة أخرى نهاية يوليو/تموز الماضي، أعلن الرئيس الكتالوني كيم تورا حظرا لم يكن مخولا لفرضه. وحتى الوقت الذي أوضح فيه أن الإجراء كان استشاريا فقط، كان قرار برشلونة تحت الحظر قد انتشر كالنار في الهشيم وأبلغت الفنادق والمطاعم عن إلغاء الحجوزات بصورة كبيرة.
في برشلونة، لم يتم فتح سوى خمس الفنادق فقط منذ رفع الإغلاق في يونيو/حزيران الماضي، ومن المتوقع أن يغلق نفس العدد في أعقاب إعلان بريطانيا عن إجرءات صحية مشددة للعائدين من إسبانيا.
ولعل المدينة القديمة سيوتات فيلا هي المنطقة الأكثر تضررا في الإقليم إذ يعتمد اقتصادها بشدة على السياحة وأدت الإيجارات المرتفعة إلى خروج المحليين منها وتلاشي الأعمال التقليدية.
وتقول رابطة أصحاب المطاعم في برشلونة أن 90% من أعضاءها يواجهون صعوبات في دفع الإيجارات ومن المتوقع أن يغلق 38% من المطاعم بصورة دائمة بحلول 30 سبتمبر/آيلول المقبل بالإضافة إلى احتمال فقدان ربع الوظائف في كتالونيا بسبب كورونا المستجد.
وبدأت الصفعات المتلاحقة تسدد نحو برشلونة منذ فبراير/شباط الماضي عندما ألغي المؤتمر العالمي للجوال، وجميعها كشف اعتماد المدينة الإسبانية الزائد على الزوار.
يقول جوردي أرتال الطاهي في أحد مطاعم برشلونة، إن زبائن مطعمه كانوا من الأجانب بنسبة 40%، لكن الآن أصبح حتى المحليين مترددين في تناول الطعام خارج المنزل. مضيفا: "يمكننا النجاة لشهور قليلة أخرى لكن إذا حل أبريل/نيسان المقبل واستمرت الأوضاع كما هي الآن ستكون الحياة قاسية".
ويدفع الوباء برشلونة إلى إعادة التفكير في مستقبلها وعدم الاعتماد الزائد على السياحة، ويعتقد كثيرون أنه ينبغي على مجلس المدينة التركيز على تحويلها إلى جهة ثقافية.
يقول فيران بارنبليت، مدير متحف الفن الحديث ماكبا: "لن تعود الأمور إلى سابق عهدها، لقد لحق بالمدينة الكثير من الضرر، وأصبح المال الذي نجنيه قليلا وعلينا إعادة التفكير وترتيب الأمور".
ويعتمد إقليم كتالونيا ككل على الأجانب أكثر من أي منطقة إسبانية أخرى، حيث جذب 19.3 مليون زائر من أنحاء العالم العام الماضي نصفهم تقريبا من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وهولندا وهي دول تحظر جميعها الآن السفر إلى إسبانيا.