لو تعمقت قليلا في تصريحات إيريك أبيدال المدير الرياضي لبرشلونة في مناسبات عديدة ستجد أنها غير ملائمة للمسؤولين
لو تعمقت قليلاً في تصريحات الفرنسي إيريك أبيدال، السكرتير الفني لبرشلونة، سواء فيما يخص الأزمة الأخيرة مع ليونيل ميسي، أو في أوقات سابقة، فستجد أنها تلائم الإعلام جيداً، أكثر من أصحاب المناصب الإدارية.
أبيدال حاول شرح أزمة النادي فيما يخص المدرب السابق فالفيردي فقام بإلقاء اللوم على اللاعبين قبل مرحلة حرجة من الموسم تشهد مواجهة صعبة ضد نابولي في دوري الأبطال والتأخر في صدارة الليجا عن ريال مدريد
في الوقت الذي تعمل فيه الإدارات العاقلة على تهدئة الأمور ورفع الضغط عن مرؤوسيها من لاعبين أو مدربين وتدعمهم طوال الوقت حتى بشكل يبدو مستفزاً للجماهير في أحيان وغير حقيقي، تظهر بعض التصريحات الخارجة عن هذا النص ومنها التصريحات الأخيرة لأبيدال لتخلق الأزمات.
إن شرح أسباب الأزمات والإدلاء بوجهات النظر بصراحة ليست عيباً في حد ذاته، لكن أيضاً لكل مقام مقال، ربما كانت تلك التعليقات تصلح بشكل أكبر في وقت آخر، والأهم أنها كان يجب أن تكون نقاشات داخلية وليس في العلن.
مدافع فرنسا السابق حاول شرح أزمة النادي فيما يخص المدرب السابق إرنستو فالفيردي، فقام بإلقاء اللوم على اللاعبين قبل مرحلة حرجة من الموسم، ستشهد مواجهة ليست سهلة ضد نابولي الإيطالي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
أضف إلى ذلك تأخر الفريق في صدارة الدوري الإسباني بفارق 3 نقاط عن ريال مدريد، إلى جانب الأزمة الهجومية بسبب إصابة لويس سواريز وعثمان ديمبلي، والنتائج المتذبذبة مع المدرب الجديد كيكي سيتين.
الحديث عن رفض اللاعبين للمدرب فالفيردي، وتأثير هذا الأمر على أدائهم هو انتقاد قد يتم فهمه في سياقه، لو قلنا إن المدرب ضعيف خططيا وفنيا ومن ثم يرى اللاعبون ضرورة حدوث هذا، لكن الحديث بنبرة اتهام للاعبين، حتى وإن كانت صحيحة، فإن تأثيره بلا شك سيكون سلبيا.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يدلي فيها أبيدال بتصريحات مثيرة للجدل، فقد تطرق أبيدال بشكل علني للحديث عن رغبة النادي في ضم نيمار دا سيلفا.
وبعيداً عن أن الحديث عن رغبة التعاقد مع لاعب كبير من فريق آخر قد يتسبب في غضب ناديه وهو أمر منطقي، فإن الأزمة الأكبر أن تصريحات مثل هذه قد تدفع إدارة باريس سان جيرمان لزيادة المغالاة المالية في مفاوضاتها مع إدارة البارسا، ومن ثم فأنت أيضاً أمام تصرف إداري غير سليم.
ولمزيد من الفهم لشخصية أبيدال يمكن مقارنة ذلك التصرف بواقعة قديمة جرت في 2011 ورواها بنفسه عام 2018، بأنه أرسل فيديو له وهو في حالة حرجة وقت معاناته من أزمة مرض السرطان الخبيث، ليطلب منه لاعبو الفريق عدم إرسال فيديوهات مثل هذه لهم لأنها تجرحهم نفسياً.
التصرف في حد ذاته له تفسيرات عدة، لكنه في النهاية ينم عن حقيقة أن أبيدال شخص قد لا يخجل من إظهار لحظات ضعفه، لكن هذا قد يقبل على المستوى الشخصي، أو يدخل في إطار الحرية الشخصية، لكنه إدارياً غير مقبول على الإطلاق.
من غير المقبول أن تفضح عيوب وسقطات فريقك أو ناديك أو إدارتك بشكل علني، إذا ما كانت هناك إمكانية لمناقشتها في دوائر مغلقة بعيداً عن صخب الإعلام وانتظار الأخطاء والهفوات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة