نداء إلى بارتوميو رئيس برشلونة.. هذا النادي ليس مجرد فريق كرة، إنه يعبر عن شعب كامل، مشاكله وأزماته.. وما حدث منكم يوم الاستفتاء "عار"
كان من الصعب أن يمر القرار الذي اتخذه جوسيب ماريا بارتوميو (رئيس برشلونة) مرور الكرام، بعد أن قرر لعب مباراة لاس بالماس بالليجا تفادياً لخصم 6 نقاط من رصيده، خاصة أنه جاء على حساب الكثير من المصابين من مشجعي النادي ومحبيه نتيجة الأحداث المؤسفة التي حدثت من الشرطة تجاه المعارضين يوم الاستفتاء، لكن الأمر الذي خفف من وطأة الأمر هو تفسيره فيما بعد لقراره، عندما أكد أنه أراد إحراج المسؤولين امام العالم باللعب دون جمهور كنوع من الاعتراض الضمني على ما يحدث لمواطني الإقليم.
البارسا لعب وسط مدرجات خاوية لمدة 90 دقيقة ظهرت أمام العالم أجمع، وخلف الملعب ووراءه كانت الدماء تسيل في الشوارع، ويتم الاعتداء على مراكز الاقتراع، وتواصل السطو من الشرطة.. اتهامات لا مبرر لها وعنيفة للغاية ضد المواطنين العاديين، ورؤية ما يحدث والوقوف دون تحرك أو اتخاذ قرار كان سيؤدي لتفاقم الأوضاع على الإدارة، لكن تبريرها للأمر أدى لتجنب تلك الأزمات.
وأود توضيح أن قرار عدم اللعب كان بتوافق بين الرئيس ومجلس إدارته هذه المرة، لأن بقية المديرين التنفيذيين لم تتم استشارتهم في الأمر حتى، لكن بارتوميو تشاور في غرفة خلع الملابس وقال "دع اللاعبين يقرروا"، ليواصل عدم تصويته لمرة أخرى في قرار آخر مهم ويلقي بالكرة خارج ملعبه حتى لا يلام أو ينتقد، إنه لعار كبير.
لقد استقال كارلس فيلاروبي لعدم موافقته على قرار بارتوميو، وأيضاً جوردي مونيس من أجل الكرامة، بعد اختلاف المعايير بينهما بشأن ما حدث، وحتى لم تتم استشارتهما في الأمر، فماذا عن بقية المديرين؟ أليست لديهم عائلة أو أصدقاء؟ ألم ترون ما حدث في أحيائهم؟ إدارة البارسا كانت أكثر أنانية، غافلة لتاريخ هذا النادي وحقيقة المجتمع الكتالوني. لم يكن هناك يوم أحد في حياتهم أو اثنان؟ هل يستحق هذا المجلس الحفاظ على هذا الكرسي الملون؟ بالتأكيد لا.
لقد فوت برشلونة يوم الأحد فرصة كبيرة لإظهار قيمه وكرامته للعالم أجمع، كان الأمر يتعلق بكونه متضامنا مع شعبه أو لا يهتم بقضيتهم، وقرر ترك مقاعد كامب نو خاوية فقط ليعبر عن قراره المتضامن بشكل مخزٍ وضعيف للغاية.
نقلاً عن صحيفة "سبورت" الكتالونية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة