برشلونة ضد ريال مدريد.. لماذا لا يحدث هذا كل يوم؟
على عكس المتوقع، حقق ريال مدريد فوزا بثلاثة أهداف مقابل هدف على مضيفه برشلونة في لقاء الكلاسيكو بالجولة السابعة من الدوري الإسباني
ريال مدريد عاد بهذا الفوز للمسار الصحيح، بعد الخسارة على ملعبه في آخر مباراتين أمام قادش وشاختار الأوكراني 0-1 و2-3 على الترتيب، في المقابل دخل البارسا منتشيا بفوزه 5-1 على فرينكفاروزي المجري.
"العين الرياضية" تقدم في السطور التالية تحليلا فنيا لمباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد.
اللعب على نقاط الضعف
برشلونة وريال مدريد قدما أداء متوسط فنيا في مجمل أحداث اللقاء، واعتمد كل منهما في الأساس على نقاط الضعف الواضحة في الخصم.
برشلونة أدرك ضعف الناحية اليمنى لريال مدريد، بوجود ناتشو في مركز الظهير الأيمن للفريق الملكي، كما أن زميله الجناح ماركو أسينسيو لم يقدم له مزيدا من الدعم.
في المقابل، فإن الجهة اليسرى في البارسا هي الأنشط هجوميا، بوجود جوردي ألبا وتحول ليونيل ميسي من مركز صانع اللعب إلى الجناح.
كذلك، فإن ريال مدريد كان يدرك أن سيرخيو بوسكيتس هو الحلقة الأضعف في وسط برشلونة، وهو ما أظهره الهدف الأول الذي سجله فيدريكو فالفيردي لاعب وسط الريال في الدقيقة الخامسة بعدما وصل بسهولة لمنطقة جزاء البارسا، في ظل بطء بوسكيتس وغيابه عن دعم دفاع فريقه.
الرد السريع جاء عن طريق أنسو فاتي بعد 3 دقائق فقط، بعد ضغط مكثف للبارسا خاصة من الناحية اليمنى، التي يشغلها ناتشو، والذي يمكن وصفه باللاعب الأقل تأثيرا للريال في تلك المباراة، فلم يكن له حضور دفاعي قوي، كما أنه لم يكن قادرا على نقل الكرة للأمام أو بناء هجمة.
معاناة
صحيح أن الفريقين لم يظهرا بالشكل السيئ المتوقع، خاصة ريال مدريد الذي قدم أداء دفاعيا مميزا، إلا أنهما عانيا أيضا في فترات طويلة من اللقاء.
بعد الهدف الأول، عانى ريال مدريد من أجل اختراق دفاعات برشلونة، في ظل يقظة دفاعية للفريق الكتالوني خاصة في الشوط الأول، وهو ما غاب عنه في الكثير من المباريات مؤخرا، علما بأن مستواه انخفض نسبيا في الشوط الثاني.
يمكن القول إن دفاع ريال مدريد قدم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، كما أن الخط الخلفي لبرشلونة لم يرتكب الكثير من الأخطاء الساذجة التي اعتاد عليها مؤخرا، وهو ما يدفع أي مشجع للفريقين إلى التساؤل، لماذا لا يلعبون بهذه الطريقة في كل مباراة؟
برشلونة تحول إلى الضغط من ناحيته اليمنى، بعد خروج ناتشو ودخول لوكاس فاسكيز بدلا منه، وعلى الرغم من أنه واصل تهديداته للريال، إلا أنه لم ينجح في التسجيل حتى بعد التحول لهذه الناحية، التي يشغلها الظهير الأيسر فيرلاند ميندي.
أخطاء كومان
مدرب برشلونة لم يحسن قراءة المباراة وأغلب قراراته كانت خاطئة، وعلى الرغم من أنه كان متأخرا 1-2 حتى الدقيقة 90، إلا أنه لم يقم بأي تبديلات إلا في الدقيقة 81، ودفع بـ4 لاعبين في الهجوم والأجنحة هم ترينكاو وأنطوان جريزمان وعثمان ديمبلي ومارتين براثيوايت، فيما خرج بيدري وبوسكيتس وأنسو فاتي وألبا.
كومان اعتمد على خطة 4-2-3-1 لكن مع وجود فاتي في مركز المهاجم وليس ميسي كما فعل في عدة مباريات سابقة، كما دفع بيدري في مركز آخر غير مركزه الأساسي كصانع لعب، حيث وضعه في مركز الجناح الأيمن، ويبدو أن المدرب الهولندي كان يستغل مباراة الكلاسيكو لتجربة أسلوب جديد.
على النقيض، فإن إدارة زين الدين زيدان لفريقه كانت أفضل، حيث اعتمد على ثنائية كاسيميرو وفالفيردي في خط الوسط، لإفساد هجمات وانطلاقات برشلونة في أكثر من مناسبة، كما استفاد من إصابة ناتشو في الدقيقة 43 ودخول فاسكيز بدلا منه، ليغلق الجبهة التي كانت مصدر خطورة البارسا.
زيدان أدرك انخفاض مردود أسينسيو، ودفع بالجناح الشاب رودريجو في آخر 10 دقائق من اللقاء، لإضافة مزيد من المتاعب لبرشلونة، ومنعه من التقدم للضغط على الفريق الضيف.