خبراء: زيارة بارزاني إلى بغداد تطوي صفحة الخلافات بين كردستان والحكومة
خبراء سياسيون يؤكدون أن لقاءات بارزاني والقيادات الحكومية في بغداد تؤسّس لمرحلة جديدة من التوافق.
تمخّضت زيارة رئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني إلى بغداد عن كثير من التفاهمات والاتفاقات.
وأكد خبراء سياسيون أن الزيارة التي شهدت اجتماعات سياسية مكثفة، وجاءت بعد تدهور العلاقة بين الإقليم والحكم المركزي في الأعوام الأخيرة، ستُحدث نتائج إيجابية وتظهر ثمارها قريبا.
وقال رئيس مجلس أمن إقليم كردستان مسرور بارزاني إن "الزيارة تضمنت محادثات مبشرة لحسم القضايا الخلافية التي لم تحل"، مضيفا في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر": "أنا متفائل بأن القيادة الجديد في بغداد تُقدّر المصالح المشتركة وتكاليف الإخفاق، وهذه كثيرة بالنسبة إلى شعوبنا والمنطقة".
وذكر المستشار الإعلامي لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني كفاح محمود، لـ"العين الإخبارية"، أن "لقاءات بارزاني مع الزعماء السياسيين العراقيين تؤكد وجود مرحلة جديدة من العلاقة بين بغداد وأربيل، وتكمن أهميتها في دعم رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، وإثبات الإجماع حول شخصه من قبل كردستان والمُكوّن السني والتحالف الشيعي".
واقترحت أطراف سياسية عراقية على بارزاني افتتاح مكتب له في بغداد، بغية توطيد العلاقات بين الجانبين، وقد وافق على المقترح ويُنتظر تنفيذه قريبا.
وأردف محمود أن الزيارة شملت بحث الأطر العامة للمسائل العالقة بين بغداد وأربيل، وأوّلها المناطق المتنازع عليها، ووجود قوات البيشمركة والآسايش فيها، إضافة إلى ملف النفط والطاقة، ونصيب الإقليم من الموازنة، وحصة "البيشمركة" من التجهيز بالأسلحة والتدريب.
من جانبه، قال النائب الكردي السابق في مجلس النواب العراقي شاخوان عبدالله، لـ"العين الإخبارية"، إن زيارة مسعود بارزاني إلى بغداد تؤكد فتح صفحة جديدة سواء من قبل القيادات في العاصمة أو الإقليم، لتخطي المرحلة السابقة، والتي اتّسمت بنوع من التشنّج، بلغ مرحلة استخدام السلاح من الطرفين.
وأضاف عبدالله: "كانت هذه الزيارة ضرورية لدعم رئيس الوزراء العراقي، خصوصا مع عزم الحزب الديمقراطي الكردستاني على المشاركة ضمن الحكومة.. وفي المقابل تتفهم الحكومة المركزية ورئيس وزرائها مطالب كردستان، ولديها رؤية واضحة لحلّ المشاكل".
وحول عودة قوات البيشمركة والأمن الكردي إلى المناطق المتنازع عليها، أكد عبدالله أن هذه المسألة مثّلت محلّ بحث وتفاوض بين بارزاني والسياسيين في بغداد، ما أتاح تبنّي الحلول الملائمة لإنهاء معاناة السكان، مضيفا أن عدم التزام الحكومة ببعض المواعيد أسفر عن وقوع جزء من هذه المناطق في قبضة تنظيم داعش الإرهابي، بينما تكفّلت "البيشمركة" بحماية الجزء الآخر.
وشدّد على ضرورة اعتماد إدارة مشتركة لتلك المناطق بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، وإعادة وضعها إلى ما قبل 9 يونيو 2014.
بدوره، قال الخبير السياسي العراقي علاء النشوع، لـ"العين الإخبارية"، إن "أهداف زيارة بارزاني إلى بغداد، تمثّلت في بحث الوضع الذي يعيشه العراق والمنطقة حاليا، والمتّسم بعدم الاستقرار والصراعات".
وأوضح أن الجانبين ناقشا تحقيق المطالب الكردية التي تركّز على تطبيق المادة ١٤٠، وحلّ مشكلات النفط والغاز وحصة الإقليم من الموازنة العامة، ذاكرا أن "مطالب الإقليم وردت ضمن الاتفاقيات المبرمة بين الأطراف السياسية، والتي شكّلت أساس حكومة عبدالمهدي".
وأوضح أن الجانبين ناقشا تحقيق المطالب الكردية التي تركّز على تطبيق المادة ١٤٠، وحلّ مشكلات النفط والغاز وحصة الإقليم من الموازنة العامة، ذاكرا أن "مطالب الإقليم وردت ضمن الاتفاقيات المبرمة بين الأطراف السياسية، والتي شكّلت أساس حكومة عبدالمهدي".
وتُعد زيارة بارزاني إلى بغداد الأولى منذ إجراء الإقليم استفتاء الاستقلال في ٢٥ سبتمبر/أيلول من عام ٢٠١٧، والتدهور الذي شهدته العلاقات بين العاصمة وأربيل خلال السنوات الماضية، حيث بلغ مستوى المواجهات المسلحة.