بارزاني يطلق مبادرة لحل أزمة العراق عبر "حوار أربيل"
أزاح رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، الستار عن مبادرة لحل الأزمة السياسية بالبلاد عبر حوار مباشر تستضيفه أربيل.
وبحسب بيان صادر عنه اليوم الأحد، فقد دعا بارزاني الأطراف السياسية المختلفة إلى التزام منتهى ضبط النفس والانخراط في حوار مباشر من أجل حل المشكلات.
وقال رئيس إقليم كردستان العراق: "زيادة تعقيد الأمور في ظل هذه الظروف الحساسة يعرض السلم المجتمعي والأمن والاستقرار في البلد للخطر".
وعبر عن احترامه للتظاهر السلمي للعراقيين لكنه أكد في الوقت نفسه أهمية حماية مؤسسات الدولة وأمن وحياة وممتلكات المواطنين وموظفي الدولة.
ولفت إلى أن "شعب العراق يستحق حياة وحاضراً ومستقبلاً أفضل، والواجب والمسؤولية المشتركة لكل القوى والأطراف هي العمل معاً لإخراج العراق من هذا الظرف الحساس والخطر".
ومضى في حديثه: "إقليم كوردستان سيكون، كما هو دائماً، جزءاً من الحل، لذا ندعو الأطراف السياسية المعنية في العراق إلى القدوم إلى أربيل، عاصمتهم الثانية، والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل إلى تفاهم واتفاق قائمين على المصالح العليا للبلد، فلا توجد هناك مشكلة لا يمكن حلها بالحوار".
ودخل العراق في موجة احتجاجات جديدة مع سيطرة أنصار التيار الصدري على مقر البرلمان في أجواء ساخنة تشهدها البلاد منذ 4 أيام.
ومنذ صباح السبت، تجمع الآلاف من أنصار الصدر عند جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، حيث أزالوا الحواجز الإسمنتية على الجسر.
وبالفعل نجح أنصار التيار الصدري في اقتحام المنطقة الخضراء ببغداد احتجاجاً على الأوضاع السياسية الجارية ورفضاً لتسمية أحزاب "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني، مرشحا لرئاسة الوزراء.
و"الإطار التنسيقي" هي المظلة السياسية للقوى الموالية لإيران، والتي تحاول ترسيخ قبضتها على السلطة في العراق بتسمية رئيس وزراء جديد وانتخاب رئيس للجمهورية، ويتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
ويخشى العراق من السقوط في صراع بلا حدود في وقت تحتدم فيه الخلافات بين الصدر والمالكي.
أزمة فجرتها تسريبات منسوبة للمالكي، وتعيد إلى الأذهان صورة صراعا مع الصدر يمتد إلى عام 2008، ويبدو أن التسجيلات أدخلت العلاقات بين الطرفين في طريق اللاعودة.
والسبت، تحرك المئات من أنصار التيار الصدري لمكان التجمع الرئيسي عند ساحة التحرير باتجاه جسر الجمهورية المؤدي للمنطقة الرئاسية التي تم إغلاق مداخلها بالحواجز الخرسانية.
وكان الصدر ألمح في أكثر من مناسبة إلى الوقوف بوجه تشكيل أي حكومة وفق مبدأ المحاصصة المعتمدة منذ 2003.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة العراقية، أمس، ارتفاع عدد إصابات التظاهرات إلى 125 بينهم 25 عسكرياً، مؤكدة "استمرار استنفار مؤسساتها وملاكاتها لإسعاف وعلاج الجرحى وتقديم كافة الإجراءات الصحية اللازمة".
وأمام ذلك، قرر رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، السبت، تعليق جلسات مجلس النواب بناءً على المستجدات الأخيرة، قائلا إن "بلاده تعيش أوقاتًا صعبة وحسَّاسة تتطلب منا التحلّي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية".
وفي تطور ينذر باقتتال أهلي دعت قوى الإطار التنسيقي أنصارها للنزول إلى الشارع والتظاهر لحماية "الشرعية والمؤسسات".