حكومة باشاغا تحاصر الدبيبة بـ"سلاح الدبلوماسية".. هل يعجل بسقوطه؟
محاولة جديدة من حكومة الاستقرار بليبيا برئاسة فتحي باشاغا لـ"حصار" منافستها، بعد "استقواء الأخيرة بالمليشيات ورفضها تسليم السلطة".
تلك المحاولة تمثلت في توجيه وزارة الخارجية في حكومة الاستقرار، كتابًا إلى القائمين على البعثات الدبلوماسية والقنصليات الليبية بالخارج، تطالبهم فيه بعدم الاعتداد بأي قرارات أو تعليمات صادرة عن حكومة الوحدة "المقالة" برئاسة عبدالحميد الدبيبة.
وفيما أشادت وزارة خارجية ليبيا في الكتاب الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، بجهود دبلوماسييها في الخارج، وتمثيلهم ليبيا في المؤتمرات والمحافل الدولية بـ"الصورة المطلوبة والمتميزة"، الأمر الذي عزز بناء علاقاتها الإقليمية والدولية ورفعتها بين الدول والشعوب، دعتهم إلى عدم التعامل مع الحكومة المنتهية الولاية، وعدم الاعتداد بأية قرارات أو تعليمات صادرة عنها.
تداول السلطة
وأكدت خارجية ليبيا، أن الحكومة "المنتهية الولاية"، رفضت تسليم المقرات الحكومية، "ولم تحترم" مبدأ التداول السلمي للسلطة، بعد سحب مجلس النواب الثقة منها في يوم الثلاثاء الموافق 21 سبتمبر/أيلول 2021، وانتهاء ولايتها حسب الاتفاق السياسي الليبي بتاريخ 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، وهو موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تعذر إجراؤها.
بعد أيام من الهدوء الحذر.. الغرياني يدق طبول الحرب في طرابلس
وعزت الخارجية قرارها إلى أن الحكومة الليبية (حكومة فتحي باشاغا) التي هي جزء منها، نالت ثقة مجلس النواب يوم الثلاثاء الموافق ١ مارس/آذار، وأصبحت الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الشعب الليبي، وتحقق أماله وتطلعاته وتضمن وحدة ليبيا واستقرارها.
الممثل الشرعي
وأشارت إلى أنه بناء على كلمة المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان بالإذن للحكومة من مزاولة أعمالها من مدينة سرت، وعلى إعلان رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا عن مباشرة اعمالها من مدينة سرت، لما لها من "رمزية وطنية وموقع جغرافي يتوسط ليبيا ويوحدها شرقا وغربا وجنوبا"، فإن الخارجية تدعو القنصليات للتعامل معها فقط لكونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي.
إيريني تبحر مجددًا قبالة ليبيا.. ما أسباب قرار مجلس الأمن؟
وحذرت وزارة الخارجية، من مخالفة قرارها، قائلة إن السفراء ورؤساء البعثات والقناصل العامين والقائمين بالأعمال سيتحملون المسؤولية القانونية إزاء مخالفة هذه التعليمات.
وتواجه ليبيا أزمة سياسية حادة، "أججتها" حكومة عبدالحميد الدبيبة والتي ترفض تسليم السلطة لحكومة فتحي باشاغا، متحججة بأنها ستسلم السلطة لحكومة منتخبة.
انسداد المسار السياسي
وفيما تحاول أطراف عربية وغربية التدخل لحل الأزمة التي ولدت انسدادًا في المسار السياسي، تسعى حكومة الدبيبة "المقالة" إلى حشد مليشياتها المسلحة، استعدادًا لأي محاولة من رئيس حكومة الاستقرار باشاغا للدخول إلى العاصمة طرابلس.
ورغم أن باشاغا، أعلن أنه سيقود الحكومة من مدينة سرت (وسط ليبيا)، إلا أن الدبيبة لا زال يعمل على حشد المليشيات المسلحة، لتأمين موقعه رئيسًا للحكومة، ولإيهام الجميع بأنه لا زال لديه سلطة وأن إخراجه من العاصمة سيكلف الكثير، بحسب مراقبين.
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA= جزيرة ام اند امز