بسام الحجار.. فنان فلسطيني يحول التاريخ إلى منحوتات
بسام الحجار قال إنه يكرس أغلب وقته لفنه الذي يعشقه ويعمل فيه منذ 25 عاما، مبينا أنه يستخدم أدوات النحت البسيطة لإنتاج لوحاته
بأدوات وإمكانيات بسيطة ولمسات إبداعية يحفر الفنان الفلسطيني بسام الحجار على الفخار والصخور، ليجسد شخصيات وأحداثا تاريخية لتبقى حاضرة في ذاكرة الأجيال.
رحلة الفنان الفلسطيني، الذي تجاوز نصف العقد الـ6 من عمره، مع فن النحت مضى عليها أكثر من ربع قرن، بلور خلالها مدرسة خاصة به تستند إلى نحت لوحات وصور شخصيات تجسد محطات مضيئة من الذاكرة الفلسطينية والعربية، مثل معارك حطين والقادسية، وشخصيات بارزة مثل الرئيسين الفلسطيني ياسر عرفات والمصري جمال عبدالناصر، والمناضل الليبي عمر المختار وغيرهم.
جزء كبير من منزله حوّله الفنان إلى مشغل ينجز خلاله لوحاته ومنحوتاته التي بات يعتمد عليها في تأمين نفقاته المعيشية، فضلا عن عشقه لهذا المجال.
موهبته الفذة في النحت، دفعت العديد من الجهات للاتفاق معه على نحت لوحات خاصة في هذه المؤسسات مثل ما يشبه الجداريات، التي يوثق عليها وقائع التاريخ بطريقة استثنائية.
وأشار أن الكثير من الجهات تتواصل معه لطلب لوحات ومنحوتات معينة يعدها لهم، واليوم وصلت منحوتاته إلى العديد من البلدان العربية، ويطمح أن يقيم متحفه الخاص والدائم لإحياء هذه الشخصيات والحوادث التاريخية.
ويبتسم الفنان وهو يتذكر في حديثه مع "العين الإخبارية" كيف بدأ رحلته مع الفن عبر الرسم بالطباشير صغيرا، ليرسم الشخصيات والحيوانات، قبل أن تنمو لديه موهبة الرسم والفن ويستخدم قلم الرصاص والألوان، قبل أن ينضج فنيا ويبلور مدرسته في مجال النحت على الفخار.
وقال وهو يشير إلى ميدان عمله الذي هو عبارة عن قبو في منزله بقطاع غزة، الذي بات قبلة عاشقي الفن والتراث: "هنا عشقي وأكون موجودا بشكل شبه الدائم".
وأوضح أنه يكرس أغلب وقته لفنه الذي يعشقه ويعمل فيه منذ 25 عاما، مبينا أنه حسب نوع الفخار أو الحجر الذي ينحت عليه يستخدم أدوات النحت البسيطة، لتتجسد اللوحات الناطقة بالإبداع.
وأكد أنه في لوحاته يعمل من ذاكرته ومخيلته، ولا يعتمد على الرسوم المنقولة أو الصور، مبينا أن ذلك يزيد العبء والتركيز ولكنه في النهاية يكون أمام لوحة أو منحوت استثنائي فريد وليس مقلدا.
وذكر أن إنجاز المنحوتة الواحدة يستغرق وقتا مختلفا حسب حجم وطبيعة المنحوتة، وإجمالا الأمر يستلزم منه ساعات طويلة من العمل الدقيق.
وأسهمت معاصرته العديد من المراحل في التاريخ الفلسطيني إلى جانب إحساسه الفني، في اتساع أفق خياله ليوظف كل ذلك بلمساته الإبداعية والدقيقة في رسم الأحداث والشخصيات ونحتها على قطع فخارية وصخرية.
وبتتبع المنحوتات واللوحات يمكن استقراء محطات من التاريخ والتراث الفلسطيني من معارك وأحداث وشخصيات وشواهد تراث، مثل الدبكة وأدوات الحياة التقليدية مثل الساقية وأداة الطحن ودلاء القهوة والأبقار والطيور.
ولإعطاء قيمة أكبر لمنحوتاته، يلجأ إلى شراء وجمع قطع فخارية قديمة تشكل في حد ذاتها قيمة أثرية، ليضفي عليها بلمساته رونقا خاصا يحاكي حدثا تاريخيا أو شخصية بارزة.