"ختم الوصول".. معركة لبنان لحماية سيادته من الاستباحة الإيرانية
قيادات مليشيا حزب الله رعوا الاستثناء الذي يحصل عليه عناصر الحرس الثوري بمطار بيروت، لكن مسؤولا إيرانيا كشفه مؤخرا بعد تسربه للإعلام.
رفضت قوى سياسية لبنانية، استباحة إيران السيادة اللبنانية، من خلال تيارات سياسية في البلاد، على رأسها "حزب الله"، مطالبين الحكومة بالقيام بدورها، واتخاذ موقف حاسم تجاه الإجراء الخاص بالسماح لإيرانيين بالدخول عبر مطار بيروت دون الحصول على ختم وصول، الأمر الذي يجعل الأراضي اللبنانية مركزاً لأعمال عدائية يقوم بها نظام ولاية الفقيه عبر ذراعه الإرهابية في لبنان.
وأكدت قوى سياسية لبنانية، أن التساهل في قضية السماح لإيرانيين بالدخول دون الحصول على ختم المرور يمكّن طهران ومليشياتها من تحويل لبنان إلى منصة لأعمال عدائية سواء داخل البلاد أو خارجها، في ظل رغبة إيرانية في تعميق تمركزها في عواصم عربية، بعد انحسار دورها في سوريا واليمن، لافتين إلى أن هذا الإجراء يضرب سياسة لبنان، الهادفة إلى النأي بالنفس عن أزمات وحروب بالمنطقة.
- "واشنطن تايمز": حزب الله يحول مطار بيروت إلى مركز لتهريب السلاح الإيراني
- اجتماع أمريكي أوروبي يبحث التصدي لإرهاب حزب الله
وفي هذا السياق، طالب حزب القوات اللبنانية، بتحرك حكومة تصريف الأعمال، التي يترأسها سعد الحريري، لوضع حد لما عده الحزب "استباحة إيرانية بمساعدة قوى داخلية" للبلاد.
رئيس "القوات"، سمير جعجع، أكد في اجتماعه مع عدد من نواب ووزراء تكتل الجمهورية، أن مجلس الوزراء هو السلطة الإجرائيّة في البلاد، ولا يجوز اتخاذ قرارات، مثل عدم ختم جوازات سفر الإيرانيين القادمين إلى لبنان، دون العودة إلى الحكومة.
وحذر جعجع من أن إجراءات من هذا النوع لها انعكاسات سياسية على مستوى البلد ككل، مطالباً بضرورة التمييز بين صلاحيات إدارية لا انعكاسات سياسية لها، وبين أخرى لها انعكاسات على السياسة العامة للبلاد، ما يحتّم العودة فيها حصراً إلى السلطة.
وانضم إلى هذه المطالب، عدد من القوى السياسية اللبنانية، منها حزب "النجادة"، حيث قال الأمين العام للحزب، عدنان الحكيم، إن الأمر له عواقب وخيمة مع المجتمع الدولي، الذي أصدر عدة تبليغات على أشخاص إيرانية، ونحن في انتظار القرار من الحكومة، لإصدار قرار بهذا الشأن.
وبحسب سياسيين لبنانيين، فإن الإجراء الخاص بدخول إيرانيين دون أختام، ليس بالأمر الجديد، حيث يعود إلى سنوات، لكن الكشف عن الأمر عبر مسؤول إيراني خلق حالة من الجدل بشأن توقيت العمل بـ"القرار السري"، الذي يرعاه حزب الله.
فالبعض رده إلى عام 1999، وآخرون يؤكدون أن العمل به منذ الحكومة قبل السابقة، التي ترأسها نجيب ميقاتي، بعد انقلاب ناعم منذ 7 سنوات بمعاونة حزب الله، دون إعلان العمل به حيث مرر من جانب الوزراء والمسؤولين المنتمين والموالين للحزب.
وبالعودة للحكيم، فقد تساءل في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، قائلا: "على أي أساس تصدر هذه التأشيرة؟ فهل هي زيارة تجارية أم سياحية أم عائلية؟! ولماذا السفير اللبناني هو الذي يصدر هذه البطاقة في طهران لبعض الأشخاص على ورقة محايدة؟! في ظل نفي وزير الداخلية علمه بهذا الأمر، في حين أنه الوصي على جهاز الأمن العام اللبناني".
وتابع: "قائد الأمن العام عباس إبراهيم قال إن هذا الإجراء متبع منذ سنوات، وإذا كان ذلك صحيحاً، فكيف لم تعلم به الدولة اللبنانية؟ ولماذا تم الإعلان عنه هذه الأيام من مسؤول إيراني بعد العقوبات الأمريكية الجديدة؟ ومَن هم الأشخاص الذين دخلوا دون ختم جواز السفر؟ وهل خرجوا؟ وهل الأمن العام يراقبهم عند الدخول والخروج؟ وهل لديه علم بما يقومون به في الداخل؟"!.
من جانبه، قال الباحث السياسي اللبناني، فادي عاكوم، إن الأمن العام هو المسؤول عن المعابر البرية والجوية، ومديره ينتمي لحزب الله، والقرار ينفذ من الضاحية الجنوبية.
ولفت إلى أن القرار معمول به من أواخر التسعينيات، بالسماح لأي إيراني بالدخول والخروج دون ختم، لتسهيل مهام عناصر الحرس الثوري في تدريب مليشيا حزب الله، في الضاحية والبقاع، وتسهيل الخروج للبنانيين الحاصلين على جوازات سفر إيرانية، التابعين لحزب الله، الذاهبين إلى طهران.
وأوضح عاكوم، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن مسؤولاً إيرانياً سرب هذه المعلومة عقب واقعة شهدها المطار، تدخل فيها ضابط بالأمن العام، ومع التسريب للإعلام، اضطر الإيرانيون للإعلان عنه.
المحلل السياسي اللبناني، محمد سعيد الرز، قال إن وزارة الخارجية والأمن العام يسمحان بذلك الإجراء، بناء على قرار صادر من رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، مشيراً إلى أن الدخول عبر المطار أو الحدود مع سوريا مفتوح على الملأ، والسؤال أصبح "هل إيران تعاملنا بالمثل؟!".
وأوضح الرز، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "مفهوم السيادة اللبنانية يتطلب ألا يسمح بذلك الإجراء على الإطلاق، وإذا أراد لبنان أن يكون له دور منسجم مع المجتمع الدولي، عليه الحفاظ على سيادته، حتى ينال أولاً المساعدات التي يطلبها حتى ينقذ وضعه الاقتصادي والاجتماعي، فما نفع تقديم هذه المساعدات إذا كان باب لبنان مفتوحاً لإيران يدخل قيادات معاقبة دولياً، وعناصر من الحرس الثوري؟!".