الجهات الخمس
إفلات النظام الإيراني بجرائمه أمام المجتمع الدولي يؤكد أن القانون الدولي مجرد كذبة وأداة تستخدمها الدول الكبرى لخدمة مصالحها!
فرغم أن لها قرصا في كل أزمة في المنطقة، ورغم معاداتها لكل القيم الديموقراطية الغربية، وسعيها للحصول على قنبلتها النووية، وإيوائها لقيادات تنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر واتهامها بالضلوع في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وإرسالها آلاف المقاتلين إلى العراق وسورية، وثبوت مدها للانقلابيين الحوثيين بالمال والسلاح، ودعمها للتنظيمات الإرهابية والراديكالية التي تستهدف المصالح الغربية، وتدخلاتها في شؤون جيرانها، إلا أن إيران تبدو في منأى من أي محاسبة وفق القانون الدولي، بل على العكس بيدو كما لو أنها تملك ضوءا أخضر للخروج على القانون الدولي والاستمرار في ممارساتها العدوانية في المنطقة!
وإذا كانت الممارسات الإيرانية كتابا مكشوفا للعالم الذي لا يحرك ساكنا بل ويمنحه مباركته، فأي خيار تملكه دول المنطقة العربية وعلى رأسها السعودية لمواجهة إيران سوى مقاومة مشروعها والتصدي لمحاولة الهيمنة على العالم العربي وابتلاع الهوية العربية، فمعركة التصدي للمشروع الإيراني أصبحت معركة وجود وليست مجرد معركة ضد تطويع نظام في العراق، أو مساندة نظام في سورية أو دعم انقلاب في اليمن!
وعندما تخوض معركة من هذا النوع الحاسم فإن أي مثالية ذاتية بلهاء في التعاطي مع نوايا العدو أو إنكار نظرية المؤامرة هي أقرب إلى السذاجة القاتلة التي يرتكبها البعض بحق أوطانهم عندما يكون في مواجهة لا تحتمل «التفلسف» وممارسة هواية السباحة عكس التيار أو الغناء بصوت نشاز!
نقلًا عن صحيفة عكاظ
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة