شركة ألمانية عريقة تغلق مصنعا لأول مرة منذ 161 عاما.. اضطراب غير مسبوق

انخفضت أرباح شركة "باير" الألمانية العريقة، في الربع الأول بأكثر من الثلث، حيث تضررت شركة الكيماويات من ارتفاع تكاليف التقاضي وتباطؤ المبيعات.
وقد أجبرها ذلك على إغلاق مصنع تابع لها في ألمانيا لأول مرة في تاريخها الممتد على مدار 161 عامًا.
وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز، شهدت شركة باير، التي تشمل منتجاتها الكيماويات الزراعية والأدوية، عامًا مضطربًا اتسم بالتحديات القانونية في الولايات المتحدة، وانخفاض إيرادات الأدوية خارج براءات الاختراع، وتزايد المنافسة.
تضاعف تكاليف التقاضي
وانخفض صافي الربح في الأشهر الثلاثة الأولى من العام إلى 1.3 مليار يورو(1.4 مليار دولار أمريكي)، من ملياري يورو في الفترة نفسها من عام 2024، حيث تضاعفت تكاليف التقاضي وإعادة الهيكلة للشركة العملاقة ثلاث مرات تقريبًا لتصل إلى 587 مليون يورو (653.7 مليون دولار أمريكي)، من 207 ملايين يورو (230.5 مليون دولار أمريكي) في العام السابق.
وتورطت الشركة، التي تتخذ من ليفركوزن مقرًا لها، في قضايا قضائية شملت آلاف الأشخاص في الولايات المتحدة الذين يزعمون أن مادة الجليفوسات، وهي أحد مكونات مبيد الأعشاب "راوند أب" الذي تنتجه شركة مونسانتو التابعة لها في الولايات المتحدة، يمكن أن تسبب السرطان.
وصرحت شركة باير والجهات التنظيمية بأنه لا يوجد دليل على أن المادة الكيميائية تُشكل مثل هذا الخطر.
وأضافت باير أن الحكم السلبي في دعوى قضائية أمريكية تتعلق بالجليفوسات، والتي تستأنف عليها الشركة، قد زاد من نفقات التقاضي.
إنتاج الجليفوسات
كما قدمت الشركة التماسًا إلى المحكمة العليا الأمريكية، وهددت بوقف إنتاج الجليفوسات إذا ظلت المخاطر القانونية تهددها بهذا الشكل.
وقفزت أسهم الشركة، التي انخفضت بنحو 18% في العام الماضي، بنسبة 10% يوم أمس الثلاثاء، حيث عوضت مبيعات الأدوية الجديدة ضعف أداء قسم علوم المحاصيل.
وانخفضت الأرباح قبل الفوائد والضرائب، وقبل تكاليف إعادة الهيكلة والتقاضي، بنسبة 7% على أساس سنوي لتصل إلى 4 مليارات يورو(4.4 مليار دولار أمريكي) في الربع الأول.
وكان المحللون قد توقعوا انخفاضًا أكبر ليصل إلى 3.7 مليار يورو.
وقال الرئيس التنفيذي بيل أندرسون، "على الرغم من التحديات الناجمة عن انتهاء صلاحية براءات الاختراع والتأثيرات التنظيمية، فإن الربع الأول يضعنا في وضع جيد لتحقيق نتائج إيجابية في عام حافل بالتحديات بالنسبة للشركة".
وفي يوم الاثنين، أعلنت باير أنها ستغلق موقعها في فرانكفورت بحلول عام 2028، مشيرةً إلى فائض الطاقة الإنتاجية العالمي الناتج عن المنافسين الآسيويين في مجالها، وتزايد القيود التنظيمية في أوروبا.
ضغوط على النمو
وسلطت هذه الخطوة الضوء على الضغوط التي تواجهها المجموعة في سعيها للعودة إلى النمو اعتبارًا من العام المقبل.
وفي حين انخفضت إيرادات علوم المحاصيل بنسبة 4% في الربع الأول، حقق قسم الأدوية في باير زيادة بنسبة 4% في المبيعات، وزيادة بنسبة 13% في الأرباح قبل الفوائد والضرائب.
وقد دُعم النمو بزيادة الطلب على المنتجات الجديدة، بما في ذلك علاج السرطان "نوبيكا" ودواء الكلى "كيرينديا"، مما ساعد في تخفيف أثر خسارة الإيرادات من العلاجات الرائجة "زاريلتو" و"إيليا".
وقال أندرسون، "في بيئة أكثر استقرارًا، كنا سنعدل على الأرجح توقعاتنا للأدوية صعودًا، ولكن نظراً لعدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية، فإننا نشعر أنه من الحكمة أن نلتزم بالتوقعات الحالية".