5 أعمال أدبية الأكثر تأثيراً في التاريخ
استطلاع لآراء الخبراء والنقاد والكتاب عن أهم الروايات وأكثرها تأثيراً على المجتمعات والتاريخ. نرصد لكم الأعمال التي احتلت أول 5 مراكز
ينشر سنوياً مئات الروايات والدواوين الشعرية لكنها تُنسى بعد أشهر قليلة من نشرها وينطفئ بريقها ويزول أثرها. بينما تتجاوز بعض الأعمال الأدبية حاجز الزمان والمكان وتبحر من قلب الكاتب إلى قلب القرّاء في أنحاء العالم وتأخذ مكانتها في وجدان كل من يعيش أحداثها وتفاصيل شخصياتها، وتتجدد مكانتها مع قرائها من جيل إلى جيل.
وأجرت شبكة "بي بي سي" تصويتاً استطلعت فيه آراء الخبراء والنقاد والكتاب عن أهم الروايات وأكثرها تأثيراً على المجتمعات والتاريخ، وتلقت فيه إجابات من 108 منهم. واحتلت المراكز العشر الأوائل كل من الأوديسة، كوخ العم توم، فرانكنشتاين، 1984 والأشياء تتداعى، ألف ليلة وليلة، دون كيشوت، هاملت، مئة عام من العزلة، والإلياذة.
وإن كنتم تتساءلون لم اختيرت هذه الأعمال دون غيرها، إليكم الأسباب التي دعت المصوتين لاختيار بعضٍ منها:
1 -الأوديسة لــ”هوميروس“ القرن الثامن قبل الميلاد
ملحمة شعرية إغريقية متفرعة عن حروب طروادة. تُنسب إلى الشاعر الإغريقي هوميروس وتروي قصة بطلها ”أوديسيوس“ بعد انتهاء الحرب ورحلة عودته إلى وطنه بعد غياب طويل. وقد تصدرت القائمة لأنها برأي نقاد وكتّاب شاركوا بالتصويت، تعد من الأساطير التي لعبت دوراً كبيراً في تشكيل قيم الثقافة الغربية.
الملحمة الشعرية تناقش معنى أن تكون ”بطلاً“، كما تناقش دور النساء البطولي، وساعدت على إعادة النظر بمفهوم الحرب، ومعنى العودة للوطن، كما أوضحت مفهوم ”الفردية“ الذي قاد إلى تغيير كبير في العالم. كما تعد القصة من الأعمال التي وضعت أساسيات السرد القصصي وأدب الرحلات في الأدب الغربي.
2 -كوخ العم توم، لـ ” هارييت بيتشر ستو“ 1852
جاءت في المركز الثاني رواية "كوخ العم توم" التي أجمع العديد من المصوتين عليها أنها من أكثر الأعمال تأثيراً على حركة التحرر من العبودية، وهي الرواية السياسة الأكثر انتشاراً في القرن التاسع عشر في أمريكا.
وصفها النقاد بأنها من أوائل الأعمال التي ناقشت قضايا حساسة آنذاك، كقسوة العبودية والاستغلال البشري وازدواجية الأنظمة القانونية والمجتمع الذكوري والحاجة لحراك نسوي، كما قدمت شخصيات من أصول أفريقية بطابع إنساني بعيداً عن الصور النمطية المتداولة في ذلك الوقت.
ووصفت الرواية التي ترجمت للعديد من اللغات وأثرت بأجيال عديدة من الكتّاب بأنها ساعدت أمة كاملة على تغيير قوانينها الجائرة والتحرك لرفع الظلم عن العبيد وحققت نقلة نوعية لحياة الملايين للأفضل وهو بالضبط دور الأدب.
3- فرانكشتاين، لـ ”ماري شيلي“ 1818
حلت رواية الكاتبة ماري شيلي والتي مر على صدورها 200 سنة في المركز الثالث. الرواية تعيد تشكيل مفاهيم الحياة والموت، والإنسان والآلة في ظل قسوة العالم الحديث، والتي ربما يرمز لها المسخ الذي يصنعه العالم فرانكشتاين أثناء محاولته لبعث الحياة في المادة.
يشير النقاد بأن الرواية أثرت في العلماء والكتّاب على حدًّ سواء لأنها أيقظت خوف العلماء من خروج الآلات التي يصنعونها عن سيطرتهم، كما قدّمت للأدباء قالبا روائيا مميزا انتشر بشكل واسع في الأوساط الأدبية.
4 -ألف ليلة وليلة، القرن 18 ميلادي
لم تغب عن القائمة حكايا ألف ليلة وليلة الأكثر شهرةً على مستوى العالم. حكاية شهريار وشهرزاد ألهمت مئات الأعمال الفنية التشكيلية والسينمائية والدرامية وغيرها، وقدمت للعالم لمحة عن ثقافة الشرق.
وللحكايا قيمة أدبية كبرى لتسليط الضوء على قوة السرد القصصي والأدب والحكمة في مواجهة العنف والظلم والتعسف. ويشير أحد الكتّاب إلى أن رغبة الملك الدائمة بمعرفة تتمة القصة ما هي إلا رمز لفضول الإنسان تجاه الحياة، الفضول الذي يوقظه يومياً ليعرف ما التالي من فصول حياته.
5- مئة عام من العزلة، ”جابرييل جارثيا ماركيز" 1976
اتفق كتّاب وروائيون ونقاد عدة على أن رواية "مئة عام من العزلة" من أعظم ما كتب خلال القرن الماضي. الرواية إلى جانب عبقرية أحداثها وتداخل شخصياتها قدمت نظرة وأفقاً أكثر عالمية للأدب وكانت قفزة نوعية في تحويل التركيز عن الأعمال ذات الصبغة الغربية الأوروبية إلى أعمال من ثقافات أخرى، كأمريكا اللاتينية، وشجعت الكتّاب من أمريكا اللاتينية على الاعتزاز بوطنهم الأم كمركز ومحور أحداث قصصهم وأعمالهم الأدبية.