لمواجهة عنف إيران ضد صحفييها.. "بي بي سي" تلجأ للأمم المتحدة
إيران التي تتذيل قائمة حرية الإعلام والصحافة حول العالم لا تكف عن ملاحقة الصحفيين سواء في الداخل أو الخارج.
خطوات إيران لمضايقة الصحفيين الإيرانيين العاملين في الخدمة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، دفعت الأخيرة إلى اللجوء للأمم المتحدة ورفع شكوى ضد طهران لمواجهة الحملة الأمنية ضد الصحفيين وأسرهم.
وبالسنوات الماضية، تحدثت تقارير عديدة عن استهداف إيران للصحفيين الذين يعملون في وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية بالخارج، كما قامت باستجواب واعتقال أفراد عائلاتهم وأقاربهم من قبل قوات الأمن .
وإيران من أسوأ دول العالم من حيث حرية الإعلام، وبالإضافة إلى السجن والاعتقال والضغط على الصحفيين والكتاب داخل إيران، فإن الصحفيين خارج إيران هم أيضًا هدف للضغوط الأمنية من الحكومة الإيرانية.
ويأتي إعلان "بي بي سي" اللجوء إلى الأمم المتحدة بعد يومين من زعم المرشد الإيراني علي خامنئي أن طهران تتعرض لحرب اقتصادية وسياسية وأمنية وإعلامية، مطالباً السلطات في بلاده بشن هجوم مشترك في المجالين الأمني والإعلامي لمواجهة ما اعتبره "تهديدات العدو".
هذه الدعوة لأعلى سلطة في إيران زادت من المخاوف بشأن أمن النشطاء والإعلاميين الإيرانيين في الخارج.
وقالت ليليان لاندور رئيسة قسم اللغات في خدمة "بي بي سي" العالمية، إن "هيئة الإذاعة البريطانية رفعت شكوى عاجلة للأمم المتحدة ضد إيران بسبب مضايقة صحفيي بي بي سي الإيرانيين".
وحثت لاندور الأمم المتحدة على ضرورة الضغط على الحكومة الإيرانية لوقف حملتها على صحفيي "بي بي سي" الإيرانيين وعائلاتهم.
ودعت لاندور بالمؤتمر الدولي حول حرية وسائل الإعلام في تالين بجمهورية إستونيا، إلى ضرورة وضع حد لـ"التهديدات بالقتل والمضايقات عبر الإنترنت، واستجواب العائلات والضغط على أحبائهم لإنهاء عملهم مع بي بي سي، والهجمات الإلكترونية".
وأضافت أنه "في العام الماضي، بما في ذلك الفترة التي انقضت منذ تولي إبراهيم رئيسي منصبه رئيسا لإيران في أغسطس/ آب الماضي، ازداد الضغط على مراسلي بي بي سي الفارسية"، مشيرة إلى أنه "على هذا الأساس، اشتد اضطهاد عائلات صحفيي البي بي سي الفارسية في إيران".
مخاوف
كما تقول "بي بي سي" إن هناك مخاوف بشأن التهديدات الأمنية ضد مراسلي "بي بي سي" في بلدان ثالثة خارج بريطانيا أو إيران، بالنظر إلى عمليات إيران عبر الحدود ضد الصحفيين والنشطاء السياسيين.
وفي السنوات الأخيرة، تم اختطاف العديد من المعارضين والشخصيات الإعلامية الإيرانية من قبل أجهزة الأمن بالخارج أو اعتقالهم في ظروف مجهولة.
وتقول هيئة الإذاعة البريطانية إن إجراءات الاستخبارات ومكافحة التجسس قد تم تكثيفها لتقويض مصداقية "بي بي سي" فارسي ومراسليها.
وعادت ليليان لاندور رئيسة قسم اللغات في خدمة "بي بي سي" العالمية، لتدعو خبراء من الأمم المتحدة إلى إدانة عقد من المضايقات بحق صحفييها، مطالبة الحكومة الإيرانية إلى إنهاء الضغط على الفور.
وقالت إن "صحفيي بي بي سي الفارسية يجب أن يكونوا قادرين على مواصلة حياتهم المهنية دون ترهيب أو خوف ضد أنفسهم أو أفراد عائلاتهم"، مضيفة أن "مهمة بي بي سي للصحافة المحايدة والشفافة كانت واضحة، لكن من الصعب تحقيقها".
ولفتت إلى أن "الضغوط السياسية والقضائية والمالية تزايدت على وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، لكن الجماهير تتوقع منا أن نتحمل المسؤولية، وأن نبلغ بدقة ونزاهة، وأن نواجه قوة الحقائق والأهم من ذلك، ألا نخاف".
وفي إشارة إلى تقارير "بي بي سي" الفارسية، قالت إنه "كلما أبلغ الصحفيون الحقائق بشأن قضية مهمة، فإن هذا النمط من المضايقات يزداد حدة".
وأضافت أن "هذه المضايقات لا تقتصر على الأنظمة الاستبدادية ومناطق الحرب، لكن الاعتداءات العنصرية والعنصرية على الصحفيين تتجاوز ذلك".
وفي الأعوام الماضية، أغلقت السلطات الإيرانية الحسابات المالية لعوائل وأقارب صحفيين إيرانيين يعملون بالخارج لصالح "بي بي سي" الفارسية.
aXA6IDE4LjExNy4xODguMTA1IA== جزيرة ام اند امز