هنا لندن "سيداتي سادتي نحن نذيع اليوم من لندن باللغة العربية لأول مرة في التاريخ" عبارة للمذيع المصري كمال سرور..
الذي أصبح أول مذيع ناطق بالعربية في تاريخ إذاعة "بي بي سي" في الثالثِ من يناير عامَ 1938بي بي سي كانت دوما مثارا للهيبة تارة والجدل تارة أخرى، والنتيجة نقد كثير
منحت نفسها صك المهنية لكنها اتهمت بمرافقة الاستعمار والتضليل هي تاريخ قبل أن تكون وسيلة إعلامية، لكن التاريخ في جعبته الكثير
إليك القصة الكاملة؟
تعال لنرجع بالذاكرة إلى الحرب العالمية الثانية كانت الإذاعة في أوج مجدها وقوتها وظهر ما يسمى بالإذاعات الموجهة واستخدمت هذه الوسيلة الفعالة بقوة باعتبارها "جريدة بدون ورق" كما أسماها الزعيم السوفياتي ستالين.
برامج موجهة إلى أنحاء العالم بلغات الشعوب المستهدفة لتوصيل صوت الإمبراطورية وفق سياسة مخططة ولا مجال للعفوية هنا أو المصداقية.. لنتجاوز تلك الأمور.
راديو باري وابنةُ الإمبراطورية
عام 1934م دشنت إيطاليا محطة "راديو باري" لإيصال صوت إيطاليا إلى المنطقة العربية ومنافسة بريطانيا وفرنسا.
وسخرت إيطاليا محطتها للهجوم على بريطانيا وفرنسا في المنطقة العربية لتحقيق مصالحها.
ولمواجهة "راديو باري" قررت الحكومة البريطانية تأسيس محطة البي بي سي العربية في لندن، وذلك عام 1938م لتعمل على دعم السياسة البريطانية ورغم ادعاء استقلالها إلا أنها خاضعة لإرادة البرلمان وتعمل بتفويض منه وتخضع لرقابته.
فنشأت في كنف الإمبراطورية البريطانية عندما تدهور النفوذ البريطاني في مستعمراتها.
حرباء محترفة
يقولون هي آخر ما تبقى من الحقبة الاستعمارية التي ورثت الجيل الجديد حروب الشائعات وتزوير الحقائق وفقا للخطط المخابراتية، فهل تصدق أن قناة الاستعمار البريطاني ستصبح يوما محايدة
خبراء الإعلام يرون في BBC قدرتها على تحقيق أهداف سياسية باستخدام التمويه بإذاعة ونشر الأخبار ومعلومات منتقاة توحي بالحيادية والموضوعية لمستمعيها البسطاء، كـ"الحرباء" التي تبدل لون جلدها للتمويه.
فبركة طالت الجميع
على مدار عقود عمدت بى بى سى نشر قصص ومشاهد مفبركة لخدمة أجندتها الخاصة التي تستهدف كافة البلدان العربية بلا استثناء لا تفرق بين حليف وعدو.. تريد أمثلة؟!
حكاية زبيدة
في فبراير 2018 عرضت BBC تقريرا استضاف سيدة مصرية ادعت أن ابنتها زبيدة، مختفية قسريا وإنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب في مصر، مطالبةً السلطات بكشف مصير ابنتها
لكن أمر "بى بى سى" افتضح عندما تحدثت الفتاة للرأي العام وكشفت زيف التقرير وكذبت رواية الاختفاء القسري وأنها هربت وتزوجت.
هجوم كيماوي
تقرير مضلل نشرته BBC، ادعت أنه لضحايا في مستشفى دوما شرقي دمشق عقب هجوم كيميائي مزعوم
وكانت نتيجة هذه التقارير قيام حلف شمال الأطلسي بتوجيه ضربات عسكرية على مناطق في سوريا
زعم أنها مصانع إنتاج الكيماوي.
وبعدها خرج مراسل بي بي سي ريام دالاتي عن صمته، وصرح بأن المشاهد التي قيل إنها صورت في المستشفى المزعوم مجرد مسرحية.
استغلال الروهينجا
تعرضت BBC للهجوم بسبب دفع 33 جنيها إسترلينيا نظيرَ مشاركةِ بعضِ مسلمي الروهينجا في فيلمٍ دراميٍّ يحكي معاناتِهِم
وأكد بعض المشاركين بالعمل أنهم ظلوا لساعات داخل مياه عكرة وواجهوا صعوبات لا تحتمل خلال التصوير ونقلت صحيفة "ذا صن" أن الروهينجا تحملوا المعاناة لاحتياجهم إلى الأموال التي دفعتها bbc.
فتنة في السودان
منذ سقوط النظام السوداني دأبت "بى بى سى" على محاولة بث الفتنة بين المجلس الانتقالي السوداني من جهة والقوى السياسية في البلاد والعمل على تعميق الخلاف بينهم، وشيطنة دور المجلس العسكري السوداني وهو ما يهدد أمن واستقرار البلاد.
الانحياز للإرهابيين في ليبيا
هاجمت شبكة بي بي سي عمليات تحرير طرابلس من المتطرفين، ودافعت عن الميلشيات المسلحة، وتبنت هجوما عنيفا على المعركة العسكرية التي يقودها الجيش الليبي ضد المتطرفين، ووصفت الإرهابيين في طرابلس بـ"قوات حماية المؤسسات".
والأمثلة تطول
في النهاية لا يمكن إنكار أن الـBBC شبكة تتمتع بشعبية كبيرة على مستوى العالم، ولكن لا يجب أن نخطئ الفهم فمع كل خطأ مهني اعتذار، ومع كل واقعة مُلفقة تبرير، يثبت أن تلك القناة وإن اختلفت لغاتها تعمل وفق أجندة
والحيلة تكمن في التخفي وراء سمعتها كقناة رائدة في الموضوعية، في الوقت الذي تمارس فيه أيديولوجيتها العدوانية في سياستها الخارجية، متمسكة بدفاع مستميت عن القيم الغربية التي تخدم النخبة البريطانية.