حماية الفك السفلي.. السبب العلمي وراء تربية لحية الرجل
العلماء الأمريكيون استخدموا جلد الغنم لمحاكاة شكل اللحية، ووجدوا أن شعر الوجه يمكنه امتصاص الطاقة الناجمة عن ضربة قوية
برزت اللحية بمختلف أشكالها مؤخرا كموضة رجالية، لكن بالإضافة إلى أنها تعطي مظهرا جذابا، وجد علماء من جامعة يوتا الأمريكية أن الرجال اتجهوا لإطالة شعر الوجه في الفترة الأخيرة لسبب عملي وعلمي.
وتغطي اللحية المنطقة السفلية من الفك، والتي عادة ما تتعرض للكسر أثناء القتال بين الرجال باستخدام قبضة اليد.
وحسب موقع (ياهوو) الأمريكي، استخدم العلماء الأمريكيون جلد الغنم لمحاكاة شكل اللحية، ووجدوا أن شعر الوجه يمكنه امتصاص الطاقة الناجمة عن ضربة قوية.
ولاختبار هذه النظرية، استخدم العلماء قطعة من ألياف الكربون لمحاكاة كيفية امتصاص العظم للقوة وتشتيت تأثيرها. وباستخدام جلد الغنم، غطوا الألياف بشعر كثيف أو جلد تم قصه أو نزعه. وأثناء التجربة، قاس "اختبار تأثير الوزن" قوة الضربة.
وأظهرت النتائج المنشورة في مجلة (Integrative Organismal Biology) إلى أن العينات المغطاة كاملا بالفراء امتصت في المتوسط طاقة تبلغ حوالي 30% أكثر من عظام الفك وحدها التي تم قصها أو نزعها.
وبالرغم من أن السبب وراء ذلك لا يزال غير واضح، يعتقد أن اللحية ربما تقلل من الاحتكاك بين الفك والعنصر الذي يسدد الضربة له.
وأوضح الباحثون أنه إذا كان الشيء نفسه ينطبق على شعر الوجه البشري، فإن الحصول على لحية كاملة ربما يساعد في حماية مناطق الهيكل العظمي للوجه المعرضة للضربات التي تسبب إصابات وجروح مثل الفك.
ويعتقد بعض الخبراء أن اللحى تلعب دورا مشابها عند الأسود؛ إذ يعتقد أن عرف الأسد يحمي فكها وحلقها من الهجمات الشرسة. وهي النظرية التي أشار إليها من قبل، تشارلز داروين، لكنه لفت أن اللحى لدى الرجال ربما تكون مجرد "زخرفة" تجذب انتباه الإناث.
ويختلف شكل اللحى في جميع أنحاء العالم، حيث يربي الرجال من أصول شرق أوسطية وأوروبية شمالية قادرون لحى كثيفة، في حين أن الرجال من شرق آسيا والهنود الأمريكيين يميلون أكثر إلى تربية لحية خفيفة نسبيا.
وبالرغم من عدم وضوح سبب اختلاف أشكال اللحى بين الشعوب، يعتقد العلماء أن الأشخاص بدون لحى أو أصحاب اللحى الخفيفة ينحدرون من خلفيات عرقية لا تميل إلى المشاحنات والقتال أو تحتاج إلى الحفاظ على بشرة باردة في البيئات الساخنة.