ردود فعل غاضبة.. فيديوهات ترصد تعذيب عمال تثير ضجة كبيرة في لبنان
أظهرت صور ومقاطع مصورة في لبنان تعرض مجموعة من الشبان للضرب والإذلال, وأثارت هذه المقاطع ردود فعل منددة.
وفي هذه المقاطع يظهر مجموعة من الشبان والمراهقين، بعضهم سوري والبعض الآخر لبناني، يتعرضون للجَلد والتعذيب. وفي بعض الفيديوهات، يظهرون وفي أفواههم حبات بطاطا بينما يقوم رجل بصفعهم على وجوههم وإهانتهم.
وبحسب الرواية المتداولة فقد قام أحد الشبان في بلدة العاقورة (جبل لبنان- قضاء جبيل) باستئجار مجموعة من الشبان للعمل لديه في قطاف الكرز. وبعد 4 أيام من العمل، اتهمهم بسرقة ساعة يد ونظارة شمسية، للتهرب من دفع أجورهم.
وعند نفي هؤلاء الشبان تهمة السرقة، وإصرارهم على تقاضي حقوقهم، أرسل رجاله الذين عملوا على ربط العمّال وجَلدهم بأسلاك الكهرباء وإذلالهم.
فيما تحدثت رواية أخرى عن أن عملية التعذيب جرت في أحد المراكز الأمنية، الذي يملك الشاب صداقات بين أفرادها.
وبعد انتشار المقاطع المصورة علمت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أنه بتاريخ الإثنين، ادعى أحد الأشخاص أمام مخفر العاقورة بأن عدداً من العاملين لديه سرقوا مبلغاً وقدره 100 مليون ليرة لبنانية. وبناء لإشارة القضاء تم تحويل الشكوى إلى قوى الأمن الداخلي مفرزة جونيه القضائية في وحدة الشرطة القضائية لمتابعتها.
وأشارت المديرية إلى أنه بتاريخ الأربعاء، وبعد تداول فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر اعتداءات بالضرب على مجموعة من هؤلاء العمّال، فُتح تحقيق بالحادث من قبل المخفر المعنى بناء لإشارة القضاء المختص وأخذت إشارة بإحضار الشخص الذي يعملون لديه للاستماع لإفادته بهذا الشأن.
وأثارت هذه الفيديوهات غضباً واستنكاراً واسعاً، وعلت الأصوات مطالبةً القوى الأمنية بفتح تحقيقات سريعة لكشف ملابسات هذه الأفعال الجرمية المروّعة ومحاسبة كل من شارك فيها.
وفي هذا السياق، صدر بيان عن بلديه فنيدق، استنكرت فيه التعرّض لـ"بعض شباب عكار الباحثين عن لقمة عيشهم"، واعتبرت هذا "الفعل جريمة شنيعة تستحق أشد العقاب"، مع العلم أن عدداً من الشبان الذين يظهرون في مقاطع الفيديو يقطنون في عكّار.
واستنكرت بلداه فنيدق "بشدة ما تعرّض له بعض الشباب اللبناني العكاري من اعتداء وضرب وذل وسوء معاملة، بعد اتهامهم بالسرقة، بهدف التملّص من دفع مستحقاتهم، خلال بحثهم عن لقمة العيش في قطاف الكرز".
ووصف البيان الفيديوهات والصور المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بـ"الشنيعة جدا"، وقد وضعتها البلدية برسم المعنيين من رجال الدولة والأمنيين وصولاً لحقيقة ما جرى، مطالبة بإنزال "أشدّ أنواع العقاب لمن سوّلت له نفسه معاملة الناس بهذه الطريقة البشعة".
وفي الإطار، أقدم أفراد من عائلات الشبان العقاريين الذين تعرضا للضرب، على قطع طريق عام العبدة-حلبا (الطريق الرئيسية في عكار) بالحجارة والسيارات والدراجات أمام فصيلة درك العبدة، مطالبين الجهات الأمنية بتوقيف ومحاسبة المعتدين الآن.
بدوره قال مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا: "لقد صدمنا بمشهد إذلال العمال الذين يعملون بقطاف الكرز على يد جلادهم، فاستغل عملهم واتهمهم وحاكمهم ثم شهر بهم عبر نشر فيديوهات مسيئة ومرفوضة، أعادت إلى الأذهان المشاهد البوليسية التي كنا نراها على يد الأنظمة القمعية".
وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية بتوقيف الجناة والمتورطين، ورفع الغطاء عنهم، داعيا عقلاء محافظة جبيل للتحرك سريعا لوأد الفتنة ورد اعتبار وكرامة هؤلاء العمال.