لبنان بين وصفات الخارج ودعوات الراعي.. هل تنفع العِظة؟
على وقع وصفات دولية وإقليمية لحل عقدة الحكومة وإنقاذ البلاد من مستنقع أزماتها، لا يبخل البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعظاته على فرقاء لبنان.
ولم تفلح المساعي الدولية ولا المبادرات الداخلية، حتى الآن في إقناع الفرقاء اللبنانيين بقبول صيغة توافقية، تُخرج البلاد من عنق زجاجة التعطيل، الذي يغذيه حزب الله المدعوم إيرانيا، والتيار الوطني الحر.
ويُصر الرئيس اللبناني وصهره جبران باسيل على تشكيل حكومة سياسية تتضمن حصة الثلث المعطل، فيما تدعم قوى سياسية أخرى حكومة اختصاصيين خالية من الحزبية.
وفي عظته اليوم، الأحد شدد الراعي على ضرورة تشكيل حكومة بعيدة عن الطائفية في لبنان.
وقال الراعي، إن لبنان يتعرض لحرب اقتصادية مفتوحة، مجددا التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين، وليس من وزراء طائفيّين ومذهبيّين يعيّنهم السياسيّون.
وأضاف "نريد حكومة واحدة لكلّ اللبنانيّين وللبنان واحد، لا مجموعة حكومات في حكومة ولكلّ طائفة حكومتها".
"درب الانهيار"
وانتقد البطريرك الماروني ممارسات المسؤولين التي أوصلت لبنان إلى الانهيار قائلا: "لا نستطيع قبول ممارسة الجماعة السياسية ولا نستطيع قبول سلوك درب الانهيار".
وفي إشارة منه إلى تعنت بعض أطراف العملية السياسية في قبول مبادرات الحل، انتقد "إقفال كل باب يأتي منه الخير للشعب وللبنان أكان من الدول المانحة أم من صندوق النقد الدولي أم من الدول العربية الشقيقة".
ورفض الراعي في هذا السياق القبول بـ"ممارسة الجماعة السياسيّة خصوصاً المقامين في السلطة، أعني خيارهم سلوك درب الانهيار، مكابرتهم على قبول الحلول المتوافرة، وبالمقابل إبقاؤهم معابر الهدر والتهريب على الحدود الشماليّة والشرقيّة مفتوحة على مصراعيها".
وفي ظل عرقلة المعنيين بتشكيل الحكومة، أكد الراعي أن العالم ينتظر أن تؤلف الحكومة، ليتخذ مبادرات إيجابية تجاه لبنان.
وأشار في هذا السياق إلى أنه "ما من موفدٍ عربيٍّ أو دوليٍّ إلا ويُردِّدُ هذا الكلام. جميعُهم يَتوسَّلون المسؤولين عندنا أن يَضعوا خلافاتِهم ومصالحَهم وطموحاتِهم الشخصيّةَ جانبًا، وأن يَنكبّوا على إنقاذِ البلاد".
وتابع قائلا: "ما لم تتألفْ حكومةُ اختصاصيّين غيرِ حزبّيين لا هيمنةَ فيها لأيِّ طرفٍ، عبثًا تَتحدثون، أيهّا المسؤولون، عن إنقاذٍ، وإصلاحٍ، ومكافحةِ فسادٍ، وتدقيقٍ جنائي، واستراتيجيّةٍ دفاعية، ومصالحةٍ وطنيّة. إنَّ معيارَ جِديّةِ المطالبةِ بكلِّ هذه المواضيع هو بتأليف الحكومة".
ناقوس خطر
ودق الراعي ناقوس الخطر من الطائفية، بتأكيده على أن لبنان دولة مدنية، رافضا الحديث الذي بدأ يُسمع عن "حكومة من وزراء طائفيّين ومذهبيّين يعيّنهم السياسيّون".
وأوضح وهو يشرح موقفه الرافض للطائفية: "في دستورنا، لبنان دولة مدنيّة، طوائفها تنتمي إلى ربّها. وميثاقنا الوطنيّ يقتصر على الشراكة الوطنيّة في إطار المناصفة والمساواة".
وأردف: "نريد حكومة واحدة لكلّ اللبنانيّين وللبنان واحد، لا مجموعة حكومات في حكومة، لكلّ طائفة حكومتها داخل الحكومة، منعًا لنزاعات طائفيّة ومذهبيّة يرفضها عيشنا المشترك الذي يميّز لبنان عن سواه من الدول المحيطة".
ويأتي كلام الراعي بعد خمسة أشهر على تكليف سعد الحريري لتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين لكن لا يزال التعطيل سيد الموقف، نتيجة سباق الأحزاب والطوائف على الحصص الوزارية.
ويؤكد الحريري أن رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل يتمسكان بالثلث المعطل، وهو ما يرفضه الرئيس المكلف، في وقت فشلت فيه كل المحاولات والمبادرات لحل العقد ومن بينها مبادرة الراعي الذي يشدد على رفضه منح الثلث المعطل لأي طرف.
ويعاني الشعب اللبناني في ظل ذلك من أزمة اقتصادية متفاقمة رفعت نسبة الفقر إلى أكثر من نصف الشعب، نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار ما انعكس على أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuNzYg جزيرة ام اند امز