دوبلير "بيروت المنكوب".. مرفأ طرابلس أصبح بطلا في أزمة لبنان
القائمون على الميناء يسعون حالياً إلى زيادة ساعات تشغيله حتى 24 ساعة يومياً، لسدّ النقص جراء خروج مرفأ بيروت من الخدمة
مؤقتا حل ميناء طرابلس في شمال لبنان مكان ميناء بيروت المدمر، على الرغم من أن قدرته الاستيعابية أقل بكثير من المنشأة الأساسية في العاصمة، التي كانت تُعد البوابة الرئيسية للاستيراد في بلد صغير يؤمن معظم احتياجاته من الخارج.
وتحوّل ميناء طرابلس خلال الأسبوع الأخير، على الرغم من أنه بقي خلال عقود يعاني من إهمال متعمد من الحكومات المتعاقبة، أشبه بخلية نحل.
ويعقد مديره أحمد تامر اجتماعاً تلو الآخر، ويتجوّل مسؤولون محليون وأجانب في أقسامه وبين عنابره بينما يعمل موظفوه 18 ساعة يومياً وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
وغيّرت 7 باخرات كانت في طريقها إلى بيروت مسارها إلى مرفأ طرابلس، ثاني أكبر مرافئ لبنان، لتفريغ حمولتها، وذلك مباشرة بعد وقوع الانفجار الدامي،.
وأوصى المجلس الأعلى للدفاع في لبنان بتجهيز مرفأ طرابلس سريعاً "لتأمين العمليات التجارية من استيراد وتصدير".
24 ساعة
ويقول مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر لوكالة فرانس برس "يُمكن لمرفأ طرابلس أن ينوب لفترة مؤقتة عن مرفأ بيروت، إلى حين استعادة عافيته، وعودة دورة العمل إليه".
ويسعى القائمون على الميناء عليه حالياً إلى زيادة ساعات تشغيله حتى 24 ساعة يومياً، لسدّ النقص جراء خروج مرفأ بيروت من الخدمة عقب انفجار 4 أغسطس/آب الجاري، والذي أوقع 171 قتيلاً وأكثر من 6500 جريح.
ويستقبل ميناء طرابلس الذي تبلغ مساحته 3 ملايين متر مربعة وفق تامر، كافة البضائع بينها القمح، باستثناء المواد البترولية.
ورغم الدمار الكبير الذي لحق بميناء بيروت، واستمرار عمليات البحث عن مفقودين، إلا أن بعض الأقسام في مرفأ بيروت ما زالت قيد الخدمة، وفق تصريحات مسؤولين لبنانيين.
وقال وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة خلال جولة مع وزيري الاشغال والدفاع داخل الميناء الأربعاء أن "12 رافعة تعمل من أصل 16 في مرفأ بيروت.
وأضاف: "يعمل المرفأ الآن كي تفرغ البواخر حمولتها ويأتي التجار لأخذ بضاعتهم".
أزمة قمح
قبل الانفجار، جرت العادة أن يستقبل مرفأ طرابلس مليوني طن سنوياً بينما تصل قدرته الاستيعابية إلى 5 ملايين طن، أيّ أنه يعمل فقط بـ"40% من قدرته" وفق تامر.
ويستقبل ميناء طرابلس سنوياً 80 ألف حاوية فيما تبلغ قدرته الاستيعابية 300 ألف.
ويشهد مرفأ طرابلس منذ أشهر ورشة لتوسيعه ورفع قدرته التشغيلية، كان هدفها أساساً أن يتحول إلى مرفأ أساسي لمرور البضائع الضرورية إلى سوريا خصوصاً في مرحلة إعادة الإعمار نظراً لقربه الجغرافي من سوريا.
ولرفع جهوزية المرفأ وتوسيع نطاق خدماته، لا بدّ من تفعيل المنطقة الاقتصادية، وفق تامر، وكذلك الترانزيت إلى دول مجاورة بينها سوريا.
والمنطقة الاقتصادية التي تم تأسيسها عام 2008 من دون أن يبدأ العمل بها كانت قد أحيت الآمال في إنعاش مدينة طرابلس، حيث كان 57% من سكانها يعيشون عند خط الفقر أو دونه عام 2015، بحسب الأمم المتحدة.
ويُرجّح أن تكون النسبة قد ارتفعت على وقع الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بلبنان منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019.
ويستورد لبنان أكثر من 85% من مواده الغذائية.
وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن يؤدي الانفجار إلى "تفاقم الوضع الاقتصادي والغذائي المتردي بالفعل" في البلاد.
وبعد انفجار مرفأ بيروت، جرى التداول باقتراح بناء صوامع في مرفأ طرابلس، على مساحة تبلغ 36 ألف متر مربع، وسط خشية اللبنانيين من انقطاع الخبز في بلد يعاني أساساً من غلاء الأسعار بعد تدار صوامع القمح في مرفأ بيروت أثر الانفجار.
واعتبر تامر أن "البلد الذي لا يملك صوامع للقمح، يكون مستهدفاً وعرضة للتجويع".
وتفقد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة دايفيد بيزلي الثلاثاء مرفأ طرابلس.
وأعلن أنه سيتم إحضار 17500 طن من الطحين إلى لبنان.
إلى جانب طرابلس، أفرغت باخرتين تجاريتين تحملان 11500 طن من القمح حمولتها في ميناء صيدا، الذي يتوقع أن يتحمّل كذلك جزءاً من العبء عن مرفأ بيروت، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام.