الدمار يصيب أشهر دور الأزياء اللبنانية.. المأساة كبيرة
الدمار الذي لحق بدار الأزياء الخاصة بالمصمم زهير مراد، الأكبر بين الأضرار التي لحقت بدور الأزياء القائمة في محيط انفجار بيروت الكارثي.
مفيش كلام ينقال.. قلبي عندك يا حبيبي ربنا يعوضك بكرمه ورحمته والحمدلله على سلامتك".. هكذا علّقت المطربة المصرية أنغام على مقطع الفيديو الذي نشره المصمم اللبناني الشهير، زهير مراد على "أنستقرام" متضمناً الأضرار التي لحقت بدار الأزياء الخاصة به في منطقة الجميزة.
وعلّق مراد على الفيديو: "قلبي مكسور.. لا أستطيع التوقف عن البكاء.. جهود سنين ضاعت في دقيقة.. شكراً لله على كل شيء".
ويعد الدمار الذي لحق به الأكبر بين الأضرار التي لحقت بدور الأزياء القائمة في محيط انفجار بيروت الكارثي الذي وقع في 4 أغسطس/آب الجاري، والتي قارب عددها الـ15، فيما تقدر الخسائر الإجمالية بمئات ملايين الدولارات.
ويختلف الوقت الذي تتطلبه كل دار عن الأخرى للعودة إلى نشاطها المعتاد، نظراً للأضرار التي لحقت بالمباني القائمة بها هذه الدور، أو تدمير الواجهات الزجاجية بالكامل، أو تحطم المقتنيات المتواجدة في الداخل، لكنها جميعاً باشرت جهودها للوقوف على قدميها من جديد قريباً.
لا أريد من الدولة شيئاً
وفي حديث لـ"العين الإخبارية" قال مصمم الأزياء عبد محفوظ: "كنت وحيداً في الدار بعد أن غادر العاملين الساعة الرابعة.. هذا الانفجار هو الأعنف والأضخم بين الانفجارات التي عاصرتها في العاصمة، شاهدت داري الذي يكتنز تاريخي يتحطم أمام عيني".
وأضاف: "لكن بالرغم من كل الخسائر يبقى الوطن أغلى من خسارتي الكبيرة، المهم أننا خرجنا من التفجير بخير وسلامة"، مؤكداً إيمانه بقدرة اللبنانيين على تخطي هذه المحنة.
وتابع محفوظ: "سنعيد إعمار بيروت بعد هذه المأساة المستمرة منذ عام 1975، ونأمل أن تكون هذه الحادثة خاتمة الأحزان للبنانيين".
وأعرب عن تمنياته بأن تكون المساعدات من الدول الشقيقة والعربية مباشرة للمتضررين وليس من خلال السلطات اللبنانية، معلناً: "لا أريد من الدولة شيئاً، لأنها دولة كاذبة وسارقة ولا ثقة بها، وفي حال عوضت المتضررين فستعطينا النصف وتستثمر بالنصف الثاني، والكثير من اللبنانيين لم يحصلوا على أكثر من 10% من تعويضات في تفجيرات سابقة".
وأوضح أن أكثر المتضررين في هذا القطاع هو زهير مراد، إذ إن داره كانت الأقرب إلى موقع الانفجار.
الطغيان يزهر عصيان
بدوره وصف المصمم كريكور جابوتيان الانفجار بـ"الفاجعة والمجزرة" بحق اللبنانيين جميعاً، وأنها نتيجة الاستهتار وعدم المسؤولية حيال الشعب اللبناني.
وعن خسائره قال جابوتيان: "الخسائر مادية الحمدلله، وبصراحة عندما أنظر إلى من خسر ابنه أو والده أو أخيه أو أحد أقاربه تهون مصيبتي، بالرغم من خسائري الكبيرة ولكن الخسائر المادية تأتي وتذهب أما من خسرناهم فلن يعودوا أبداً".
وتابع: "إننا خسرنا شارع ذو طابع تراثي في منطقة الجميزة، وهذا مؤلم جداً لأننا عجزنا عن المحافظة على ما تبقى من تراثنا، وإذا كان المهم اليوم هو مداواة جروح اللبنانيين لكن الأهم هو التفكير بكيفية التخلص من المنظومة السياسية الحاكمة الفاسدة التي أوصلتنا إلى هذا الواقع الأليم والمرير".
وكشف كاجوبتيان: "طالبنا بأن تكون المساعدات عبر الجمعيات غير الحكومية، لأننا فقدنا الثقة بالطبقة الحاكمة"، موضحاً: "السلطة اللبنانية لطالما كانت عاجزة عن تلبية مطالب اللبنانيين لأنها وضعت مصلحتها كأولوية وليس مصلحة الشعب".
وأبدى تفاؤله بأن "الطغيان يزهر عصيان"، وأن الثوار باتوا من كل الطوائف ومن كل المناطق يتكلمون لغة الوطن الواحد، و"هذا ما يعطينا أمل ببناء لبنان أفضل كما يجب، رغماً عن السلطة".
تخلوا عن قوة النسيان
ومن على سريره داخل المستشفى تحدث مصمم الأزياء ربيع كيروز بحسرة وغصة لـ"العين الإخبارية" وهو محاط بمجموعة من أفراد عائلته وأصدقائه: "لا زلت أخضع للعلاج، من هول الصدمة غبت عن الوعي بعد دقائق محدودة على الانفجار، لم أستوعب ما حصل إلا عندما وصلت لإلى المستشفى".
وأضاف: "كنت المصاب الوحيد فيما لم يصب أحد من فريق عملي، لكن الصدمة طالت الجميع، تعب سنوات ذهب في لحظات لكن الحمد لله على كل شيء".
وتابع كيروز: "لكن، وبالرغم من قوة الصمود والإرادة لدى اللبنانيين عليهم أن يتخلوا عن (قوة النسيان) وأن نتذكر كي لا تُعاد، حان الوقت كي نحدد مصيرنا بأيدينا لا أن نتأقلم مع ما يحدث؛ وذنب بيروت ودور الأزياء في دفع ثمن إهمال المسؤولين هو أننا تركناهم مسؤولين ولم نطح بهم".