بعد فقدانه في تفجير بيروت.. أسرة موظف بالمرفأ تتشبث بأمل اللقاء
الانفجار الذي وقع، الثلاثاء، في مرفأ بيروت، يعد أكبر انفجار تشهده المدينة على الإطلاق، وأدى لمقتل 158 شخصا وإصابة أكثر من 6 آلاف
قبل أن يصبح في عداد المفقودين في 4 أغسطس/ آب ٢٠٢٠، ظن غسان حصروتي، الموظف في صومعة الغلال الضخمة في مرفأ بيروت لمدة 38 عاما، أنه يعمل في أكثر أماكن المدينة أمانا.
كانت الجدران الخرسانية القوية والغرف المبنية تحت الأرض مخبأ له ولزملائه لعدة أيام خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وكان يقول لأسرته مرارا إنه يقلق عليهم أكثر مما يقلق على نفسه عندما يتوجه كل صباح لمقر عمله، وفقا لوكالة "رويترز".
وفي الساعة الخامسة والنصف مساء الثلاثاء اتصل غسان بزوجته ابتسام، وقال لها إنه سيبيت الليلة في الصومعة لأن شحنة من الحبوب ستصل ولا يستطيع المغادرة.
وطلب منها أن ترسل له غطاء ووسادة، لكنها لم تسمع صوته مرة أخرى منذ ذلك الحين.
ودمر الانفجار الذي وقع، الثلاثاء، في مرفأ بيروت، وهو أكبر انفجار تشهده المدينة على الإطلاق، الصومعة ما أدى إلى قتل 158 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 6 آلاف وشرد ما يقدر بنحو 300 ألف لبناني بينما وصلت آثاره لأميال إلى داخل المدينة.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 21 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين.
وأكد مسؤولون أن 2750 طنا من نترات الأمونيوم، وهي مادة تستخدم في تصنيع الأسمدة والقنابل أيضا، كانت مخزنة لـ6 سنوات في مستودع بالمرفأ دون إجراءات مناسبة للسلامة.
ووعدت الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن وقوع الكارثة لكن الغضب يتأجج في نفوس السكان.
ويقولون إن عمليات الإنقاذ تجري بشكل أبطأ من اللازم وإن فرصة العثور على المفقودين أحياء تتلاشى.
وأوضحت أسرة غسان أنه على الرغم من أنهم حددوا للسلطات موقعه بالضبط وقت الانفجار، لكن جهود الإنقاذ لم تبدأ إلا بعد ذلك بنحو 40 ساعة.
ويجتمع أفراد الأسرة في منزلهم ببيروت كل يوم وهم ينتظرون بقلق أي معلومات قد تستجد عن والدهم الغائب.
وقال ابنه إيلي (35 عاما): "ها الناس المفقودة تحت ما أنها (ليسوا) مجرد أرقام... بالنسبة إلهن أرقام، بالنسبة لإلنا هو بيّ وعنده أصدقاء ومحبين.. بيستهتروا بوجع الناس".
وأكد إيلي أنهم يحتاجون لتسليط الضوء على ضحالة مستوى إدارة الكارثة حتى لا تتكرر الكارثة المروعة ولا الإدارة السيئة للموقف.
وأشارت أسرة غسان، الذي كان والده هو أيضا يعمل في ذات الصومعة لـ40 عاما، أنه كان مخلصا لعمله.
وقالت ابنته تاتيانا (19 عاما) التي تتجاذبها مشاعر اليأس والأمل: "ما حتى ودعناه بطريقة مظبوطة لو راح يروح يعني.. بعدنا ناطرينهم (ننتظرهم) يرجعوا كلهم".