بكين تبدأ في الرد.. الرسوم الجمركية الصينية على السلع الأمريكية تدخل حيز التنفيذ

تدخل التعريفات الجمركية الصينية التي تصل إلى 15% على مجموعة من المنتجات الزراعية الأمريكية حيز التنفيذ اليوم الإثنين، ما قد يزيد من تفاقم النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتشمل التعريفات التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي السلع من لحوم البقر والدواجن إلى الحبوب، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.
وإلى جانب التعريفات، قالت بكين أيضًا إنها ستعلق تمامًا واردات فول الصويا من 3 كيانات أمريكية وأوقفت أيضًا شراء الأخشاب الأمريكية.
جاءت خطوة بكين بعد أن ضاعفت إدارة ترامب التعريفات الجمركية على جميع الصادرات الصينية إلى 20%. وقد استهدف التدابير الصينية السلع التي يمكن أن تستوردها الدولة الآسيوية من دول أخرى، ما يوفر حماية للاقتصاد المحلي من التداعيات.
وفي وقت سابق، أشار المسؤولون الصينيون إلى ثقتهم في قدرتهم على التعامل مع التوترات التجارية، والأسبوع الماضي قال وزير المالية لَن فوآن على هامش جلسة سنوية للمجلس التشريعي في بكين إن الحكومة المركزية لديها "أدوات سياسة مالية كافية" ومساحة للاستجابة للتحديات الداخلية والخارجية المحتملة.
وفرض الرئيس الأمريكي ترامب رسومًا بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية في 4 فبراير/شباط، ثم أضاف 10% إضافية قبل أيام.
ردود متقنة
بدت الردود الصينية متقنة لتجنب التصعيد بعد أن أطلق ترامب حربًا تجارية عالمية، وهو ما يترك مجالًا للمحادثات بين الجانبين. وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي أشار إلى استعداده للتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي مناقشات حتى الآن.
تأتي التعريفات الصينية الجديدة بعد اجتماع المشرعين الصينيين من أجل مؤتمر الشعب الوطني في بكين. وفي الاجتماع الأسبوع الماضي، حدد رئيس الوزراء لي تشيانغ هدفًا للنمو بحوالي 5%، وهو هدف طموح بالنظر إلى عدم اليقين التجاري، وأزمة العقارات المستمرة، والانكماش الذي يعكر وضع الاقتصاد.
بيانات إيجابية
أظهرت البيانات الرسمية أمس الأحد، أن التضخم الاستهلاكي انخفض بأكثر من المتوقع ليصبح سالبًا للمرة الأولى في 13 شهرًا.
وانخفض مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني العناصر المتقلبة مثل الطعام والطاقة، لأول مرة منذ عام 2021 بنسبة 0.1% وهي المرة الثانية فقط التي ينخفض فيها هذا المؤشر في أكثر من 15 عامًا.
وفي محاولة لزيادة الإنفاق ومواجهة التعريفات الأمريكية، قال لي أيضًا إن الصين سترتفع بعجز الميزانية العامة إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة عقود.
نهج متغير
قبل يومين، قال تحليل نشرته مجلة «فورين بوليسي» إن الصين يبدو أنها قررت هذه المرة تغيير نهجها في التعامل مع إدارة ترامب. فبدلًا من الاندفاع، بدا أن بكين تحافظ على طاقتها، مثل ملاكم متمرس في الجولة الأولى من القتال.
وتحتفظ الصين بترسانة من الأسلحة الاقتصادية لاستخدمها ضد أمريكا، ولعل السلاح الأكبر هو سماح بكين بخفض قيمة اليوان عن مستوياته الحالية لمواجهة أي صدمات أمريكية، ومن شأن مثل هذه الخطوة أن تقوض بشكل مباشر التعريفات الجمركية وتجعل من الصعب للغاية على إدارة ترامب متابعة استراتيجية الدولار الضعيف، وهو الأمر الذي يعتقد فريق ترامب أنه أساسي لتقليص العجز التجاري العالمي للولايات المتحدة وتوسيع فرص العمل في قطاع التصنيع.
إذا اتخذت الصين هذه الخطوة فسيكون نتيجتها تدمير الأسواق الأمريكية وتوليد شعور بالذعر، والذي بدوره قد يدفع بعض حلفاء ترامب من رجال الأعمال إلى السفر إلى واشنطن والتوسل إليه بالتراجع، وتحسين العلاقات مع بكين، لاستعادة الثقة بالاقتصاد الأمريكي.
وبعيد تولي ترامب منصبه وتوعده بكين، ردت الصين على تعريفات ترامب بضربة أصابت عمق التضخم الأمريكي. وأعلنت وزارة المالية الصينية، أنها ستفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 15% على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة ورسومًا أعلى بنسبة 10% على النفط الخام والمعدات الزراعية وبعض السيارات.
وتؤثر أسعار الطاقة بشكل فوري وكبير على أسعار السلع والخدمات في الولايات المتحدة، مما يُشعر المواطن الأمريكي بشكل سريع بموجة التضخم.
وتشير تقارير إلى أن فرض التعريفات الجمركية على الصادرات الصينية لم يمنع الصين من زيادة صادراتها. فمنذ بداية الحرب التجارية التي شنها ترامب عام 2018، زاد الفائض التجاري للصين أكثر من الضعف ليصل إلى 820 مليار دولار (6% من الناتج المحلي الإجمالي).ويظل فائضها مع الولايات المتحدة عند 340 مليار دولار، وهو نفس مستوى عام 2018 تقريبا، وفقا لشركة أوكسفورد إيكونوميكس للأبحاث.