بكين تتغلب على واشنطن في النفوذ بآسيا.. كيف؟
أمريكا الأولى والصين الثانية بمؤشر "القوة الآسيوية لعام 2019" الصادر عن معهد لوي الأسترالي الذي يرتب الدول حسب تأثيرها في الأحداث.
كشف تقرير "مؤشر القوة الآسيوية لعام 2019" الصادر عن معهد لوي، وهو مركز أبحاث أسترالي مقره سيدني، عن ترتيب أقوى 25 دولة حول العالم من حيث النفوذ الدبلوماسي.
ووفقا للمؤشر الذي وصف بأنه "التقييم الأكثر طموحاً وشمولاً لنفوذ الدول في المنطقة على الإطلاق"، احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى برصيد 84.5 من أصل 100، مسجلة بذلك انخفاضاً بنحو 10 نقاط عن العام الماضي، بينما شهدت الصين أكبر تحسن، حيث قفزت إلى 75.9 نقطة في المرتبة الثانية.
ويصنف المؤشر 25 دولة ومنطقة من حيث قدرتها على التأثير في الأحداث الإقليمية، وتقييم سلطة الدولة من خلال 126 مؤشرا عبر ثمانية تدابير مواضيعية: القدرة العسكرية وشبكات الدفاع، والموارد والعلاقات الاقتصادية، والتأثير الدبلوماسي والثقافي، وكذلك المرونة والموارد المستقبلية.
وبحسب شبكة أخبار "جوان تشا" الصينية، يرجع ارتفاع الصين في المؤشر -من 74.5 في العام الماضي إلى 75.9 هذا العام -جزئياً إلى التغلب على الولايات المتحدة من حيث "الموارد الاقتصادية" التي تشمل حجم الناتج المحلي الإجمالي والنفوذ الدولي والتكنولوجيا.
ومن بين مقاييس القوة الثمانية، التي تم تقسيمها إلى نصفين بين تلك التي تتعامل مع الموارد الأخرى التي تتعامل مع النفوذ، كانت الصين والولايات المتحدة -وهما القوتان العظميان الوحيدتان اللتان حصلتا على أكثر من 70 نقطة -منقسمتين على نحو متساوٍ، في حين تغلبت بكين على واشنطن من حيث النفوذ الدبلوماسي في آسيا.
كما تمكنت كوريا الشمالية التي احتلت المركز الـ 16 في تحقيق ثاني أفضل تحسن بعد الصين، حيث قفزت 5 مراكز في ترتيب الدول من حيث النفوذ الدبلوماسي.
وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد الصيني نما بأكثر من حجم الناتج المحلي الإجمالي لأستراليا في عام 2018، معتبراً أن قاعدته المتنامية من الطبقة الوسطى العليا من المستهلكين سوف تخفف من تأثير الجهود الأمريكية لتقييد شركات التكنولوجيا الصينية في الأسواق الغربية.
في مكان آخر في آسيا، سلط التقرير الضوء على كل من اليابان والهند اللتين احتالتا المركزين الثالث والرابع على التوالي، وروسيا التي صعدت إلى المركز الخامس.
كما تمكنت كوريا الشمالية التي احتلت المركز الـ 16 من تحقيق ثاني أفضل تحسن بعد الصين، وبحسب المؤشر لم يقتصر الأمر على قفز كوريا الشمالية لخمسة مواقع من حيث النفوذ الدبلوماسي، ولكنها تمكنت أيضا من تجاوز الفلبين في مؤشر القوة الكلي.
وبحسب التقرير الصادر عن مركز الأبحاث الأسترالي، يعتمد التنافس المستقبلي لجيش بكين، الذي يحتل حاليا المرتبة الثانية بعد واشنطن، على الإرادة السياسية طويلة الأجل، حيث تنفق الصين بالفعل أكثر من 50% على الدفاع، مقارناً باقتصادات دول الآسيان العشر.
وقال شين تشيانغ، أستاذ في مركز الدراسات الأمريكية بجامعة فودان في شنغهاي، إن بكين لا تزال بحاجة لإقناع جيرانها بأنها يمكن أن تكون "قوة بناءة، بدلاً من أن تكون ضارة للمنطقة".
أضاف: "لا يزال هناك الكثير من التحديات أمام الصين لزيادة قوتها ونفوذها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
فيما قال وو شين بو، الذي يعمل أيضًا في مركز الدراسات الأمريكية بجامعة فودان، إن بكين حققت نجاحًا متباينًا فيما يتعلق بالفوز بالأصدقاء والحلفاء الإقليميين.
وأوضح: "بالنسبة للصين، فإن التحدي الرئيسي هو كيفية إدارة النزاعات البحرية مع جيرانها".
وأضاف"لا أعتقد أن هناك معارضة متزايدة لمبادرة الحزام والطريق من المنطقة، بل إن المزيد والمزيد من البلدان تقفز على متنها، بينما تظل الولايات المتحدة المعارض الوحيد للمشروع حيث تخشى واشنطن من أنها قد تعزز النفوذ الجيوسياسي للصين".
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز