بكين تحذر مزارعي أمريكا: ستفقدون السوق الصينية للأبد
بكين ترى أنها قادرة بسهولة على إيجاد دول أخرى تشتري منها السلع الزراعية، بينما لن يجد المزارعون الأمريكيون سوقا ضخمة أخرى كالصين.
قال نائب وزير الزراعة الصيني إن بلاده قادرة بسهولة على إيجاد دول أخرى لشراء احتياجاتها من السلع الزراعية بدلاً من الولايات المتحدة، في حين لن يجد مزارعو أمريكا سوقا ضخمة أخرى كالصين، محذرا إياهم من فقد السوق الصينية للأبد بسبب الحرب التجارية.
وقال هان جون، في مقابلة صحفية مع وكالة أنباء شينخوا الرسمية: "لدى العديد من الدول الرغبة والقدرة الكاملة على التهام حصة الولايات المتحدة في الصين"، مضيفاً أنه إذا أصبحت دول أخرى موردا موثوقا به للصين فسيكون من الصعب للغاية بالنسبة للولايات المتحدة استعادة السوق.
كما حذر هان من أن المزارعين الأمريكيين قد يفقدون موقعهم في السوق الصينية الذي قضوا عدة عقود في بنائه، مشيراً إلى أنهم قد لا يكونون قادرين على تعويض الخسائر الناجمة عن التعريفات الانتقامية، حتى مع خطة البيت الأبيض لتقديم مساعدات بقيمة 12 مليار دولار للمزارعين الذين وقعوا ضحية للنزاع التجاري.
وقال إن بكين فرضت رسوما على 90% من السلع الزراعية التي تستوردها البلاد من الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب التجارية في بداية الشهر الماضي، مع تأثير محدود على الصين.
وأضاف أن فرض رسوم إضافية سوف يتسبب في انخفاض كبير في صادرات المنتجات الزراعية الأمريكية إلى الصين، لكن التأثير على الصين محدود للغاية، بسبب مصادر الاستيراد المتنوعة.
- الصين: واشنطن تتحمل مسؤولية انتكاسة المفاوضات التجارية
- الصين: مستعدون لمواجهة واشنطن تجاريا والحرب بين البلدين كارثة
وخلال الفترة الماضية، تصاعدت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، حيث كشفت بكين النقاب عن أحدث تعريفات جمركية انتقامية على البضائع الأمريكية بقيمة 16 مليار دولار يوم الأربعاء، رداً على التدابير التي اتخذتها واشنطن لفرض رسوم بنسبة 25% على نفس قيمة الواردات الصينية.
وقال نائب وزير الزراعة أيضا إن الشركات الصينية "أوقفت بشكل أساسي" استيراد فول الصويا من المزارعين الأمريكيين منذ 6 يوليو/تموز الماضي، وسوف تتعامل مع التأثير من خلال إيجاد مكونات بديلة لتغذية الحيوانات.
وتعد الصين أكبر مستورد لفول الصويا في العالم، حيث تستخدمه لصنع زيت الطهي والديزل الحيوي وتغذية الماشية.
كما قال هان إن البلاد تتوقع انخفاض واردات فول الصويا من الولايات المتحدة بشكل كبير هذا العام، مؤكداً أن بلاده قادرة تماما على معالجة النقص الناتج عن انخفاض واردات فول الصويا الأمريكي.
وتشتري الصين المزيد من فول الصويا من دول أخرى وتروج لبدائل فول الصويا لإطعام الماشية، بالإضافة إلى دفع المزارعين إلى زراعة المزيد من المحاصيل محليا.
ووفقا لوزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية، استوردت البلاد منتجات زراعية من الولايات المتحدة بقيمة 24.1 مليار دولار خلال العام الماضي، وهو ما يمثل 19% من إجمالي وارداتها الزراعية التي تبلغ قيمتها نحو 125.86 مليار دولار.
وبحسب ما ذكرته وكالة أنباء الصين الرسمية "شينخوا"، فإنه ابتداءً من 6 يوليو/تموز الماضي، فرضت بكين تعريفة بنسبة 25% على 517 نوعا من المنتجات الزراعية الأمريكية، بما في ذلك المكسرات وفول الصويا والقطن والفواكه واللحوم، وبلغت قيمتها الإجمالية في العام الماضي نحو 21 مليار دولار.
وقالت بكين إنها مستعدة لفرض رسوم جمركية على المنتجات الأمريكية البالغة 60 مليار دولار، إذا مضى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -الذي اتهم الصين بتجميع فائض تجاري ضخم من خلال الممارسات التجارية غير العادلة- في خطط فرض رسوم إضافية على 200 مليار دولار على البضائع الصينية.
وستتضمن القائمة التالية 387 نوعا من المنتجات الزراعية -بما في ذلك القهوة والخضراوات والزيوت النباتية- والتي بلغت قيمة وارداتها الإجمالية نحو 2.9 مليار دولار في العام الماضي.
وقال هان إنه نتيجة لذلك، ستواجه جميع المنتجات الزراعية التي تشتريها الصين تقريبا من الولايات المتحدة تعريفة إضافية بمجرد سريان أحدث الإجراءات المضادة لبكين.
كما قال هان إن الاتحاد الأوروبي لن يكون قادرا على تعويض الخسائر لمنتجي فول الصويا في الولايات المتحدة، الذين سيتركون بفائض كبير دون أن تشتري الصين الحبوب منهم.
وقال أيضاً إنه على الرغم من موافقة الاتحاد الأوروبي على استيراد المزيد من فول الصويا من أمريكا، فإنه سيشتري فقط ما بين 13 و14 مليون طن من فول الصويا سنويا على مدار العقد المقبل، مقارنةً بأكثر من 30 مليون طن من الحبوب التي اشترتها الصين من الولايات المتحدة العام الماضي.
لكن هان أقر بأن تعريفة واشنطن ستؤثر على منتجي الفواكه والخضراوات والمأكولات البحرية في الصين لأنه لن يكون من السهل عليهم إيجاد وجهات تصدير بديلة على المدى القصير، إلا أن أشار أيضاً إلى أن بكين ستساعد المصدرين على إيجاد دول أخرى لبيع منتجاتهم ومحاولة زيادة الاستهلاك المحلي بدلاً من ذلك، لتقليل تأثير الرسوم الجمركية.
وكانت الولايات المتحدة ثالث أكبر سوق للفواكه الصينية وخامس أكبر سوق للخضراوات في العام الماضي، حيث بلغت قيمة الصادرات 1.84 مليار دولار.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز