الصين: واشنطن تتحمل مسؤولية انتكاسة المفاوضات التجارية
الحكومة الصينية تؤكد أن "أحدث تعريفات جمركية فرضتها أمريكا على الواردات الصينية لن تحل المشكلات التجارية بين البلدين".
أكدت الصين أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل مسؤولية الانتكاسات في عملية المحادثات التجارية بين البلدين.
- الحرب التجارية بين أمريكا والصين.. أرباح وخسائر
- الحرب التجارية.. ما هي المعادن النادرة التي تهدد بها الصين أمريكا؟
وقالت الحكومة الصينية، في وثيقة خاصة بالسياسة نشرتها الأحد، إن "أحدث تعريفات جمركية فرضتها أمريكا على الواردات الصينية لن تحل المشكلات التجارية بين البلدين".
وأضافت الوثيقة أنه "بإمكان الصين ضمان توفر زخم قوي للتنمية الاقتصادية المستدامة كما أن التوقعات الاقتصادية للبلاد متفائلة للغاية".
وكانت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بدأت في السادس من يوليو/تموز 2018 بتطبيق الولايات المتحدة تعريفات جمركية محددة خصيصا للصين وقيام هيئة الجمارك وحماية الحدود بتحصيل تعريفة جمركية بنسبة 25% على 818 منتجا صينيا مستوردا بقيمة 34 مليار دولار، وردت الصين في اليوم نفسه بتطبيق وفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على 545 سلعة أمريكية المنشأ بقيمة 34 مليار دولار، واستمرت المعارك التجارية بين الطرفين وشهدت مراحل من التصعيد والتهدئة إلى أن اتفق الطرفان على عقد هدنة.
وبعد عقد 11 جولة من المحادثات التجارية رفيعة المستوى أعلن الرئيس الأمريكي تعثر المفاوضات في 5 مايو/أيار 2019، وأن الولايات المتحدة ستزيد التعريفات على المنتجات الصينية بقيمة 200 مليار دولار أمريكي من 10% إلى 25%.
وهدد الرئيس الأمريكي بطرح تعريفة جديدة بنسبة 25% على سلع صينية بقيمة 325 مليار دولار إضافية، والتي ستغطي أساسا جميع المنتجات الصينية المتبقية، وردا على ذلك، أصدرت وزارة التجارة الصينية بيانا أعلنت فيه أنها ستزيد التعريفة الجمركية على سلع أمريكية بقيمة 60 مليار دولار أمريكي اعتبارا من 1 يونيو/حزيران 2019.
ليصبح بذلك إجمالي قيمة البضائع الصينية المطبق عليها التعريفات الجمركية الأمريكية حصريا 250 مليار دولار، هذا بخلاف واردات الصلب والألومنيوم والغسالات والألواح الشمسية التي تطبق على واردات دول عدة، وبلغ إجمالي قيمة البضائع الأمريكية المطبق عليها التعريفات الجمركية الصينية حصريا 110 مليارات دولار.
وتضمنت أهداف الولايات المتحدة الأمريكية من الوصول لاتفاق تجاري مع الصين تقليص العجز التجاري بين الدولتين بمقدار 200 مليار دولار أمريكي لصالح الولايات المتحدة الأمريكية في عامين، وزيادة نفاذ الشركات الأمريكية إلى أسواق الزراعة والطاقة والأسواق المالية الصينية، وإعادة الشركات الأمريكية للإنتاج وتوفير وظائف للأمريكيين داخل الولايات المتحدة، بجانب الحفاظ على التفوق التكنولوجي الأمريكي وأسبقيته.
وعقب تعثر الوصول لاتفاق تجاري تبادل الطرفان الصيني والأمريكي الاتهامات بالتسبب في توقف المحادثات التجارية، أعلنت الإدارة الأمريكية أن الصين تراجعت عن الوعود التي قطعتها خلال المفاوضات ومنها تخفيض الدعم الذي تقدمه للشركات المملوكة للدولة، بمعنى آخر تغيير النموذج الاقتصادي الذي تعتمد عليه الصين، واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بالتخلي عن بعض بنود الاتفاق.
فيما حثت الصين الولايات المتحدة على العودة إلى المسار الصحيح والتوصل إلى اتفاق يحقق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك على أساس الاحترام المتبادل، خاصة بعدما تعهدت في جولات المفاوضات بحماية الملكية الفكرية وزيادة استيرادها للبضائع الأمريكية.
ومنذ بداية المفاوضات توقع العديد من المحللين صعوبة الوصول لاتفاق تجاري بين دولة تعتمد اقتصاديات السوق الحرة التقليدية والتجارة الحرة وسياسات تقليل دور الدولة في النشاط الاقتصادي وبين اقتصاد ضخم متطور تكنولوجيا يدار مركزيا بقواعد مختلفة.