بيروت.. "زهرة الشرق" منكوبة
بيروت العاصمة التي واجهت على مر الزمان النكبات والأزمات والكوارث والحروب، تقف اليوم دامعة العين، ترقب ألسنة اللهب
كما لم يحدث في أسوأ الفترات التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت، ولا حتى في الحرب الأهلية.. اهتزت المدينة، اليوم الثلاثاء، على وقع انفجارين متتاليين.
تطايرت الأعمدة الخرسانية الضخمة من شدة الانفجارين اللذين واكبتهما "العين الإخبارية" كما غيرها من وسائل الإعلام، قبل أن تسقط على الأرض وسط سحب كثيفة من الغبار الممزوج بألسنة اللهب وأعمدة الدخان.
دوي ضخم يأتي في وقت يترقب فيه اللبنانيون صدور حكم قضائي بشأن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
توقف الزمن لثوانٍ في بيروت.. غيب الانفجار الهائل جميع الأصوات الأخرى حتى لم يعد يسمع لا صراخ ولا بكاء ولا حتى أصوات السيارات وجلبة المرور.
وبينما لم يعلن رسميا بعد عن طبيعة الانفجارين، أعلن محافظ بيروت المدينة منكوبة، معتبرا من بين دموعه أن ما حدث شبيه بالقصف الذري على هيروشيما ونكازاكي.
التهم الانفجار الثاني فريقا للإطفاء تابعا لبلدية بيروت، ممن لا يعرف حتى الساعة إن كان عالقا تحت الأنقاض أم لا، فيما ترتفع ألسنة اللهب معلنة أن المدينة المنكوبة تواجه أسوأ لحظاتها في تاريخها المعاصر.
بيروت العاصمة التي واجهت على مر الزمان النكبات والأزمات والكوارث والحروب، تقف اليوم دامعة العين، ترقب ألسنة اللهب الممتدة من مرفئها مشحونة بألف سؤال وسؤال.
هذه بيروت التي قال عنها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش:
فراشةٌ حجريّةٌ بيروتُ . شكلُ الروح في المرآة ,
بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ، وأندلس وشام
فضَّةٌ , زَبَدٌ ’ وصايا الأرض في ريش الحمام
وفاةُ سنبلة . تشرُّدُ نجمةٍ بيني وبين حبيبتي بيروتُ
لَم أسمع دمي من قبلُ ينطقُ باسم عاشقةٍ تنام على دمي .....وتنامُ...