"بيروت أمطرت زجاجا ورعبا".. ناجون من الانفجار يروون لحظات الكارثة
فيزيائيا، لم تتجاوز كارثة بيروت الثواني القليلة، لكنها ستكون بلا شك حدثا مفصليا في تاريخ لبنان.
"كنت في منزلي، وفجأة سمعت انفجارا، ثم تلاه آخر.. شعرت أن المنزل بأكمله يهتز تحت وقع قوة مجهولة.. اعتقدت أنه زلزال قبل أن تمطر السماء زجاجا".
شهادة لمواطن لبناني يدعى فيليب أراكتينجي واكب لحظات الرعب الأولى للانفجار المزدوج في مرفأ العاصمة بيروت، وخلف أكثر من 100 قتيل وآلاف الجرحى.
وفي حديث ترجمته "العين الإخبارية" عن إعلام فرنسي، قال فيليب: "دُمر منزلي بالكامل، وتطايرت أشلاء الأثاث والزجاج، وتحولت إلى شظايا قاتلة كادت تودي بحياة زوجتي وأطفالي".
وفي منزله الذي لم يتبق ما يوحي بأنه كان حتى وقت قريب مكانا يجمع تلك العائلة، تناثرت شظايا الخشب والأبواب والنوافذ، وباتت الأرضية ملغمة بقطع الزجاج المتطاير من النوافذ والشرفات البلورية، وغدت رائحة الخراب تغطي المكان.
الأرض تهتز
من جانبه، قال المواطن كارل داغر إنه كان جالسا في شرفة شقته بواجهتها البلورية بالطابق الرابع، حين بدأت الأرض تهتز.
"اعتقدنا أنه زلزال"، يقول، "قبل أن نسمع دوي انفجار ثان بعد 3 10 أو 15 ثانية، هربت، لكن أصابني البلور المتطاير من الواجهة التي تحطمت وتناثرت في غرفة الجلوس".
"بيروت أمطرت رعبا"
أما هادي نصر الله، فكان على متن سيارة أجرة على مستوى منطقة الميناء حيث وقع الانفجار.
"شاهدت الدخان الكثيف"، ويضيف "سألت الناس عما يجري لكن فجأة فقدت السمع لثواني من هول الانفجار.. رأيت أضواء قوية لكن لم أستطع سماع أي شيء".
ويتابع: "التفت إلى سائق السيارة أسأله ما إن كان لا يزال على قيد الحياة.. توقفت السيارة من هول اللحظة، ونظرت إلى السائق يستفسر أيضا عن حالي، لكن انفجارا ثانيا دوى فتطاير الزجاج من كل مكان، وتهاوت المباني والأعمدة الخرسانية وتعالت الصرخات المكتومة من كل جانب".
"بيروت أمطرت زجاجا ورعبا"، يقول هادي الذي لا يزال تحت تأثير الصدمة..
فيزيائيا، لم تتجاوز الكارثة الثواني القليلة، لكنها ستكون بلا شك حدثا مفصليا في تاريخ بيروت ولبنان.