وجع بيروت في صور.. 11 شهرا على انفجار المرفأ
بعدسة الكاميرا الخاصة به، وثّق المصوّر الفوتوغرافي ضيا مراد آثار فاجعة أصابت "البشر والحجر" في بيروت بـ4 أغسطس/آب الماضي.
أعاد ضيا مراد بعدسته لحظات الرعب إلى الأذهان، الوجع والدمار الذي لا يزال يتنشر في أرجاء المرفأ رغم مرور حوالي العام على الكارثة، وفي الوقت ذاته أوصل رسالة أمل من خلال يمام يحلّق في أرجاء المكان.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عرض جزءاً من الصور قبل أن يخصص معرضاً لها، ليذهل بحرفيته كل من شاهد ما التقطته يداه.
في شهر مارس/آذار الماضي، دخل ضيا برفقة المهندس إيمانويل دوراند، المرفأ، لم يكن لديه كما قال لـ"العين الإخبارية" أي توقعات عن المشهد وما سيلتقطه من صور.
يقول مراد: "شعرت بالرهبة من ضخامة الإهراءات، وبالصدمة من مدى تضررها، وبالرعب حين رأيت أشلاء المدينة مرتفعة على شكل جبل من حديد"، مضيفاً: "أطلعني القيمون على الإهراءات كيف ساهمت بقوة في إنقاذ بيروت والتخفيف من ضغط الانفجار، وزاد احترامي لها عندما علمت بالدور الذي كانت تلعبه في الحفاظ على صحتنا من خلال فحص الحبوب في مختبرها".
حاول ضيا كما قال أن ينقل قدر المستطاع أحاسيسه المادية ومشاعره العاطفية، لينشر الصور بعدها عبر صفحته على "أنستقرام"، وبعدما لقيت الصور تفاعلاً من قبل المتابعين، لا سيما وأنه لا يمكن للناس دخول موقع الانفجار في المرفأ قبل أخذ إذن مسبق من الجهات المختصة، أي أنهم لن يتمكنوا من رؤية آثاره المدمرة، فكّر كما قال بطباعة 6 صور وتكبيرها لتكن مثالاً لتجربته، وبعدها وسّع الفكرة من خلال إقامة معرض.
استغرق التحضير للمعرض شهرين، فالأمر لا يقتصر على الصور كما قال مراد، بل كذلك العبارات التي ستصف كل صورة وهو "عمل دقيق، كونه يتعلق بمكان فارقت فيه أرواح كثيرة الحياة، إضافة إلى دمار طال قسم كبير من مدينة لا تزال جريحة".
في 6 يونيو/ حزيران كان افتتاح المعرض الذي أطلق عليه "The Road to Reframe" في "آرت هاوس" (بيروت)، ويشرح ضيا قائلا: "ضم المعرض ٤١ صورة، ثلثها لوحات عن المرفأ، والجزء الثاني يتعلق بصور لليوم الثاني من الانفجار من بينها صور قصر سرسق، حيث جمال العمارة اللبنانية التي لم تسلم من الدمار".
وبعد أن حدد ٣٠ يونيو/ حزيران تاريخا لانتهاء المعرض، مدده 6 أيام، إذ يقول: "تواصل معي بعض المغتربين وعبروا عن رغبتهم بحضوره، إضافة إلى أن المهندس الفرنسي سيصل لبنان، مع العلم أنه حتى اللحظة زار المعرض ما يزيد عن ١٥٠٠ شخصا".
وعن مكان تواجده حين دوى الانفجار في 4/أغسطس/ آب أجاب: "في منطقة مار مخايل القريبة جداً من المرفأ، كنت على دراجتي النارية متوجهاً إلى الشركة العقارية حيث أعمل، وقعت أرضاً، استجمعت قواي، وقفت من جديد وبدأت التقط صوراً لما يدور حولي من دون وعي، ثم نقلت فتاة استنجدت بي إلى المستشفى لأعود بعدها وأطمئن على زملائي".
وفيما إن كان يفكر بعرض صوره خارج لبنان قال: "نعم في سويسرا في شهر أكتوبر/تشرين الأول، كما سأزور فرنسا لحضور عشاء خيريا وسأعرض صوري خلاله".
موهبة ضيا التي طورها لينافس أهم المحترفين في هذا المجال لم تأت من فراغ كما قال، بل من دراسته لهندسة العمارة، وعندما التقط الصور للمرفأ لم يكن يفكر بالمعرض والجوائز، كان همه "ألا ننسى ما حصل في ذلك اليوم المشؤوم، وأن نصر على المحاسبة لاسترداد حق الضحايا وبيروت التي ستبقى عاصمة الثقافة والفنّ رغم كل ما أصابها من جروح".
المصور ضيا مراد (الصورة لـ: جوا سوسا)
aXA6IDE4LjIyMy4yMDYuODQg جزيرة ام اند امز