ذكرى انفجار مرفأ بيروت.. الممرضة الأيقونة تتحدث لـ"العين الإخبارية" عن لحظات المأساة
صورة طبعت في ذاكرة اللبنانيين، التقطت يوم انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس/آب الماضي، رسمت الحياة وسط الدمار الذي ضرب قلب العاصمة.
ممرضة تحمل ثلاثة رضع وسط الركام، ليتضح أنها باميلا زينون التي تعمل في قسم عناية الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى "مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس" في منطقة الأشرفية، لتتحول بعدها إلى أيقونة الإنسانية والشجاعة وتصبح حديث الناس.
بعد سنة من الانفجار المشؤوم، استعادت "باميلا" ذكرياتها في حديث لـ"العين الإخبارية" لأفظع اللحظات التي مرّت بها في حياتها، حيث قالت: "كان يوماً طبيعياً إلى أن دوى الانفجار، إذ فجأة تحول المكان إلى دمار، لم أعرف ما حصل خارجاً، شعرت بالخوف، استعدت قوتي وسارعت لأطمئن على الأطفال، كانوا خمسة في الطابق، حملت التوائم الثلاثة، حاولت مساعدتهم، وسارعت بهم الى الأسفل لأنقلهم إلى مستشفى آخر" مشيرة إلى أنه "تمكنت كذلك من إعطاء رضيع لعائلته التي كانت تزوره وطفلة أخذها طبيب وممرضة إلى قسم الطوارئ في المستشفى".
مشاهد مؤلمة استعادتها "باميلا" عن ذلك اليوم الدموي منها كما قالت "كنت أحمل الرضع لإخراجهم من وسط الدمار في حين أرى الجرحى يدخلون المستشفى، تساءلت لماذا يقصدون المستشفى وهو مدمر، إذ لم أتوقع فظاعة ما خلفه الانفجار في الخارج".
الفترة الأولى بعد الرابع من أغسطس/ آب كانت صعبة بحسب ما قالته مضيفة "احتجت إلى وقت كي أتمكن من معاودة الأكل والنوم بشكل طبيعي، الانفجار طبع بصماته عليّ كما العديد من الشبان والشابات والممرضين والممرضات الذين أعرفهم وتأثروا جداً من ذلك اليوم، فإلى الآن أشعر أنهم منزعجون حين أقابلهم في المستشفى".
ولم تنس "باميلا" (26 سنة) التي تعمل منذ ست سنوات ونصف السنة في مجال التمريض مع الأطفال من شكر المصور الذي التقط لها الصورة، وقالت "صورة في الوقت الصحيح جسدت كل ما شعرته في تلك اللحظة" وعن تحولها إلى أيقونة للإنسانية علّقت "أحمد الله أني تمكنت من إعطاء الأمل للكثيرين بعد كل الذي حدث".
وأشارت إلى أنها زارت الأطفال "شعرت بالفرح عندما رأيتهم، وبعد أن تمكنت من حملهم وهم رضع الآن أصبح من الصعب ذلك فقد كبروا وأصبحوا جميلين جداً"، وعما تعلمته من هذا الموقف الصعب أجابت "تعلمت أن على الإنسان عدم الاستسلام مهما كان ما يواجه فظيعاً، عليه أن يبقى قوياً، وألا يرضى بالأمر الواقع وأن يثابر في العطاء".
وإلى زملائها توجهت بالقول "نحن كممرضين وممرضات وكطواقم طبية أثبتنا مدى قوتنا في المحنة التي مرّت علينا، ففي الوقت الذي كنا في صدمة إلا أنه مع ذلك كنا مركزين كي ننقذ أكبر قدر من الناس، أعطينا كل ما في استطاعتنا وهذه نعمة من الله".