إطفائيو لبنان يتذكرون شهداء انفجار مرفأ بيروت: الوجع كبير
قبل سنة كانوا في فوج إطفاء بيروت في ثكنتهم في مركز الكارنتينا، يضحكون ويمزحون ويتبادلون أطراف الحديث، وإذ بجرس الإنذار يرن
إطفائيو ضحايا انفجار مرفأ بيروت: شربل حتي، وشقيقه نجيب، إضافة إلى شربل كرم وجو بوصعب، رامي كعكي، مثال حوا، رالف ملاحي، إيلي خزامي، جو نون وسحر فارس.
اليوم، لم يبق من الضحايا سوى ذكريات جميلة في قلوب أهلهم وزملائهم، وصور يعلقونها على الجدران، لأبطال دفعوا حياتهم أثناء تأدية الواجب.
في التقرير التالي قصدت "العين الإخبارية" مركز الإطفاء، آخر مكان تواجد فيه الشهداء قبل رحلة الموت.
هدوء يخيّم على الثكنة التي تستقبل الزوار عند مدخلها بصور الضحايا الـ10، حزن متخف في الزوايا، انعكاساته تبدو على وجوه عناصر وضباط الفوج. ورشة ترميم ما دمّره الانفجار مستمرة، فقد نالت الثكنة نصيب كبير من الدمار لقربها من مرفأ بيروت.
الإطفائي أسبر مهنا تحدث عن اللحظات التي سبقت الانفجار وكيف كان "الإطفائيون يتحضرون للعب كرة اليد عندما رنّ جرس الحريق، سارع الشبان إلى آلياتهم وانطلقوا إلى المرفأ، عند وصولهم ومعاينتهم مدى ضخامة الحريق طلبوا الدعم".
يقول مهنا: "بدأنا التجهيز للانطلاق وإذا بالانفجار يدوي"، مضيفاً: "لا كلمات يمكنها وصف ما عشناها في ذلك الوقت، دمار في كل مكان وزملاء لا نعرف ما حلّ بهم إلى أن فجعنا بأنه لم يبق منهم مخبر".
وشدد مهنا: "خسرنا زملاء كنا وإياهم كالأشقاء، كان لكل منهم حكاية وطموح وأمل، كل ذلك انطفأ بانفجار العصر".
كذلك روت المسعفة في فوج الإطفاء لور العلم لحظات من اليوم المشؤوم، وقالت: "قبل أن تحل الكارثة، كانت زميلتي سحر تعد النسكافيه، وإذ بجرس الإنذار يرن، انطلقت لتلبية الواجب، انتظرتها أن تعود ومن معها من الإطفائيين، فقد وعدتني أن تزورني بعد انتهاء خدمتنا في منزلي، لكن للأسف وصل الخبر المفجع، لم يتم العثور على أي منهم بعد الانفجار".
عن شعورها بالخوف بعد الحادث أجابت: "كلا، نحن من أجل أبطالنا الراحلين سنكمل الطريق"، ووجهت لورا حديثها للمسؤولين قائلة: "إن لم تحققوا العدالة على الأرض فعدالة السماء ستقتص من كل متورط بالانفجار".
"يوم الانفجار كان صعبا على كل بيروت، لا سيما على فصيلتنا في فوج الإطفاء"، يقول الإطفائي توفيق غاوي شارحاً: "نحن مقربون جداً من بعضنا، ووقف الزمن منذ أن داهمتنا المصيبة، فخسارتنا كبيرة جداً، وما عشناه من لحظات دموية لا يمكن أن ننساها طوال حياتنا".
وعن استكمال مهامهم بعد الحادث الأليم، قال: "لو كنا نعتبر أن ما نقوم به وظيفة كان ذلك ممكناً، لكن نحن نعتبره رسالة إنسانية، لذلك الخوف مرفوض بالنسبة لنا، نحن معرضون لأن نخسر حياتنا في أي لحظة، فكل شاب منا مشروع شهيد".
وشدد غاوي أن "دماء الشهداء لن تذهب هدراً، هذا وعد علينا، سنتابع قضيتهم لآخر نفس، حقهم في رقبتنا ولن نتهاون به"، وتمنى أن تكون الأيام القادمة أفضل على لبنان وأن نرى البلد في مشهد أجمل".
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز