الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت.. تنكيس أعلام وحداد وتحركات شعبية
تحل الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت، وسط تعقيدات سياسية وقضائية واجتماعية واقتصادية كبيرة، وتراخ رسمي يجعل العدالة في مهب الريح.
وفيما يستعد اللبنانيون لإحياء الذكرى عبر تحركات شعبية في محيط موقع الانفجار اعتراضاً على توقف التحقيق وضياع العدالة، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، في تغريدة عبر "تويتر"، التزامه "بإحقاق العدالة المستندة إلى حقيقة كاملة، يكشفها مسار قضائي نزيه يذهب حتى النهاية، بعيدا عن أي تزوير أو ظلم، لمحاسبة كل من يثبت تورّطه، لأنه لا أحد فوق القانون".
- عامان على انفجار مرفأ بيروت.. تحقيقات متوقفة وحقيقة غائبة
- عشية ذكرى الكارثة.. دعوات دولية للإسراع بتحقيقات مرفأ بيروت
وقال: "بعد عامين على فاجعة 4 أغسطس/آب، أشارك أهالي الضحايا والجرحى حزنهم، وعائلات الموقوفين معاناتهم".
مطالب بكشف الحقيقة كاملة
أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقال: "يوم حزين لن ينجلي سواده قبل معرفة الحقيقة الكاملة لترقد أرواح الضحايا بسلام وتنزل السكينة على قلوب ذويهم".
وأضاف: "لن يستقيم ميزان العدالة من دون معاقبة المجرمين وتبرئة المظلومين، ولا قيامة للبنان من دون العدالة الناجزة، مهما طال الزمن".
بدوره، قال رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري "إن انفجار 4 أغسطس/آب، جرح عميق في قلب بيروت لن يلتئم إلا بسقوط إهراءات التعطيل والاستقواء على الدولة والقانون وتصدّع صوامع الاهتراء السياسي والاقتصادي وعروش الكراهية والتعصب الطائفي".
وأضاف الحريري: "العدالة لبيروت وأهلها وتخليد ذكرى الضحايا فوق كل اعتبار.. لن ننسى".
وغرّدت قيادة الجيش عبر "تويتر"، قائلةً: "في الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت الكارثي"، قائلة: "عزاؤنا لأهالي العسكريين والمدنيين، وتحية إكبار للذين طيبوا جراحهم وعادوا إلى الحياة. منهم نستلهم العزيمةَ للاستمرار، والأملَ في أن تستعيد عاصمتنا قريبًا بريقها ومكانتها".
حزب الله.. حجج واهية وتهديدات مستمرة
بدوره، برر "حزب الله" تعطيله للتحقيقات، مكرراً هجومه على التحقيق، مستندا إلى مزاعم "التسييس" التي اتخذها منذ أشهر كذريعة لتوقيفه، بعد أن شعر بإمكانية وصوله إلى خيوط يمكن أن تدينه بشكل صريح.
ولمح في بيانه إلى "إمكانية استعمال القوة في حال الاستمرار بالتحقيق الحالي".
وكعادته في الهروب إلى الأمام طالب الحزب بـ"تحقيق وفق معاييره وحده".
استعدادات شعبية وحداد رسمي
في غضون ذلك، دعا أهالي ضحايا الانفجار مرفأ بيروت، خلال مؤتمر صحفي، الخميس، إلى "التحرّك اليوم لاستذكار جريمة العصر والمطالبة بالعدالة، بالإضافة للمطالبة بعدم هدم صوامع مرفأ بيروت لتبقى شاهدة على ما حدث".
وتمنى الأهالي مشاركة واسعة من جميع أطياف المجتمع اللبناني استذكارا واستنكارا لهذه الجريمة.
وأضافوا: "العدالة ستتحقق رغم كل الظلم والتسييس ودماء ضحايانا أغلى من مناصبهم والإهراءات (صوامع الغلال) ستبقى الشاهد على هذه الجريمة ولن نسمح بهدمها مهما كانت الأسباب".
من جهته، قال ويليام نون، أحد المتحدثين باسم الأهالي، إن "هناك من يحذّر من المشاركة في التحرك بسبب احتمال سقوط الصوامع لكننا نتمنّى على الجميع المشاركة معنا".
وكشف نون عن أن "التحركات ستبدأ عند الساعة الثالثة من ظهر الخميس في ساحة الشهداء بوسط بيروت، يقابلها مسيرة للأهالي في الأحياء المتضررّة جراء الانفجار، بالإضافة إلى مسيرة تنطلق من أمام فوج إطفاء بيروت لأهالي ضحايا الفوج (10 ضحايا)، وستلتقي هذه المسيرات عند مدخل مرفأ بيروت عند الساعة الرابعة والنصف بالتوقيت المحلي".
وفي هذه المناسبة، سيترأس البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي قداساً في كنيسة مار جرجس في بيروت، عند الساعة الحادية والنصف من قبل الظهر، بحسب المتحدث.
يذكر أن صوامع مرفأ بيروت المتصدعة تواجه خطر الانهيار في أي وقت نتيجة حريق مستمر منذ أكثر من أسبوعين لتخمر القمح بداخلها، دون أن تتمكن الجهات المعنية من إخماده نظراً لخطر الاقتراب منها.
ومنذ يومين سقط جزء منها ويبقى التحذير قائماً من سقوط جزء آخر الخميس نتيجة الانحناءات الكبيرة التي تحدث.
من جهة ثانية، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء اللبناني عن إغلاق الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات اليوم الخميس في ذكرى فاجعة انفجار مرفأ بيروت.
وتم تنكيس الأعلام على الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات، وتعديل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون، بما يتناسب مع ذكرى الفاجعة الأليمة، وتضامناً مع عائلات القتلى والجرحى وعائلاتهم.
كما نكس القصر الرئاسي الأعلام منذ الصباح تضامناً مع ضحاياً الانفجار.
وفي 4 أغسطس/آب 2020 وقع انفجار كبير في مرفأ بيروت صنّف من أقوى 10 انفجارات في العالم أدى إلى مقتل 213 شخصا. وجرح وإعاقة ما لا يقل عن 6 آلاف مواطن لبناني من مختلف الطوائف، إضافة إلى بعض الأجانب.
كما تسبب بانهيار وتصدع ما لا يقل عن 70 ألف وحدة سكنية في محيط مرفأ بيروت، فضلا عن الخسائر المادية التي لا تعوض في حرم المرفأ وإيراداته المالية التي ترفد خزينة البلاد بمئات المليارات اللبنانية، وحجم الدمار الذي لحق به وبصوامع القمح التي لم تعد صالحة للاستعمال، ويمكن أن تتداعى في أي لحظة ليعاد بناؤها من جديد.