هيمن بيكيلي.. شاب إثيوبي يغير مستقبل علاج السرطان
في سن الخامسة عشرة، حقق هيمن بيكيلي إنجازاً قد يغير مستقبل علاج سرطان الجلد.
بدأ شغفه بالعلوم منذ الطفولة عندما كان يمزج مواد كيميائية منزلية مختلفة وهو في السابعة من عمره، أملاً في ابتكار "إكسير سحري". ولكن، بعد تلقيه مجموعة كيميائية كهدية، اكتشف تفاعلاً بين الألمنيوم وهيدروكسيد الصوديوم كاد أن يشعل حريقاً في منزله. كانت هذه الحادثة بداية مراقبة دقيقة من والديه، وهو شيء اعتاد عليه مع مرور الوقت.
اليوم، أصبح بيكيلي محط أنظار الجميع، حيث اختارته شركة 3M ومنصة Discovery Education بطلا لتحدي العلماء الشباب لعام 2023. وفكرته تقوم على اختراع صابون قد يعالج ويمنع سرطان الجلد، وهو إنجاز لم يكن ليخطر على بال أحد في مثل عمره.
وقد نال عن هذا الابتكار جائزة قدرها 25 ألف دولار، وبدأ قضاء جزء من وقته في مختبر بمدرسة جونز هوبكنز للصحة العامة في بالتيمور، حيث يعمل على تطوير هذا الابتكار الطموح.
ولدت فكرة الصابون العلاجي لدى هيمن عندما بدأ يفكر في كيفية مساعدة الناس الذين يتعرضون لأشعة الشمس الضارة بدون حماية. لقد رأى في صغره عمالاً في شوارع أديس أبابا يعملون في ظروف قاسية، دون أي حماية للبشرة، وهو ما دفعه للتفكير في حلول مبتكرة. بعد سنوات، قرأ عن عقار "إميكويمود"، وهو علاج يستخدم لعلاج سرطان الجلد، وبدأ يسأل نفسه: "ماذا لو استطعنا تحويل هذا العقار إلى شيء بسيط ورخيص، مثل قطعة صابون؟"
أدرك بيكيلي أن التحدي لا يكمن في مجرد خلط العقار بالصابون، بل في إيجاد طريقة لضمان بقاء المركب العلاجي على الجلد حتى بعد غسل الصابون. الحل جاء من خلال دمج الصابون بجزيئات نانوية دهنية تسمح للعلاج بالبقاء على البشرة مثلما تبقى بعض المرطبات والعطور.
بعد أن فاز في تحدي العلماء الشباب، وجد بيكيلي نفسه محاطاً بدعم كبير من علماء ومختبرات معروفة. في أحد اللقاءات، التقى بالبيولوجي الجزيئي فيتو ريبيكا في حدث استضافته جمعية أبحاث سرطان الجلد في واشنطن. ومنذ ذلك الحين، أصبح بيكيلي يعمل بشكل منتظم في مختبر ريبيكا بجامعة جونز هوبكنز.
لم يكن الابتكار والتطوير في هذا المجال رحلة سهلة؛ حيث يتعين على بيكيلي وفريقه إجراء تجارب على الفئران المصابة بسرطان الجلد، واختبار الصابون العلاجي لضمان فاعليته.
ومع ذلك، يدرك بيكيلي أن أمامه طريقاً طويلاً قبل أن يتمكن من الحصول على براءة اختراع والموافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهي عملية قد تستغرق عقداً كاملاً.
ورغم كل هذا النجاح، يبقى هيمن بيكيلي متواضعاً. يقول: "أي شخص يمكنه أن يفعل ما فعلته، كل ما فعلته هو التفكير في فكرة والعمل على تحقيقها"، لكنه يدعو الشباب ألا يشعروا بأن الابتكار قد انتهى: "هناك دائماً مجال لأفكار جديدة. استمروا في الابتكار، واستمروا في تحسين عالمنا".
تستمر رحلة هيمن بيكيلي نحو تحقيق حلمه، وهو حلم قد يجعل من اختراعه خطوة مهمة في علاج أحد أخطر أنواع السرطان.