«بيليم» تحت العواصف.. «COP30» يواجه تحديات الوقود الأحفوري والسياسة الدولية
انهال المطر والبرق على مركز مؤتمرات COP30 في بيليم مع افتتاح المؤتمر، لكن التنظيم المكثف والدبلوماسية البرازيلية حافظت على سير الجلسات بسلاسة، بعيدا عن الخلافات المعتادة.
يركز مؤتمر الأطراف الثلاثين على ترجمة الطموحات المناخية إلى إجراءات عملية، مع إشراك المجتمع المدني والمدن والقطاع الخاص لتعزيز الحوكمة المتعددة المستويات ومواجهة آثار التغير المناخي على السكان.
ستتضح معالم الهدوء خلال اليومين المقبلين، عندما تجري الرئاسة البرازيلية مشاورات مع الدول الرئيسية حول البنود التي ستناقش خلال الأسبوعين المقبلين.
مناورة دبلوماسية مكنت الدولة المضيفة من تجنب الخلافات المعتادة حول جدول الأعمال الرسمي، والتي غالبا ما كانت تستغرق عدة أيام في المؤتمرات السابقة، مما يعيق الأعمال الأخرى. ومع ذلك، مر جدول الأعمال أمس الإثنين بسلاسة.

تعقد الآن اجتماعات صغيرة لمناقشة البنود الخلافية الصعبة مع الرئاسة، بينما يمكن المضي قدما في عناصر أخرى من برنامج المحادثات الضخم.
تعد هذه بداية مشجعة لرئيس مؤتمر الأطراف، أندريه كوريا دو لاغو، أحد أكثر دبلوماسيي المناخ احتراما عالميا، إذ عمل في الحوكمة البيئية منذ قمة الأرض عام 1992 في ريو دي جانيرو.
ينتظر مؤتمر COP30 معارك أشد وطأة، إذ يواصل المشهد السياسي العالمي خلق عقبات إضافية أمام التقدم. وبينما يعرب العديد من المشاركين عن سعادتهم ببقاء الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب بعيدا، فلا شك في أن غياب أكبر مصدر للانبعاثات سيضعف أي اتفاقات.

سيعقد وفد أمريكي بديل مؤتمرا صحفيا لإثبات استمرار دعم العديد من الأمريكيين لاتخاذ إجراءات طموحة، بمشاركة أكثر من 100 قائد سياسي وزعيم أعمال يمثلون التحالفات دون الوطنية و"رؤساء بلديات المناخ" والتحالف الأمريكي للمناخ.
يغطي جدول أعمال اليوم الثلاثاء طيفا واسعا من المواضيع، بدءا من التكيف والاقتصاد الحيوي وصولا إلى المدن والبنية التحتية. ويؤكد المضيفون على أن هذه الجلسات يجب أن تشمل سياسات ملموسة وتطبيقها، وفقا للغارديان.
صرح كوريا دو لاغو: "يهدف كل يوم إلى ربط المفاوضات بالتأثير الواقعي، وتوفير منصة تلتقي فيها مبادئ التنفيذ والإنصاف والإلحاح. مؤتمر الأطراف الثلاثين هو المكان الذي تترجم فيه التجارب المعاشة إلى إجراءات مناخية عاجلة".

بالنسبة للمواضيع الأوسع نطاقا، والمتعلقة بالانبعاثات والتمويل، لا تزال الدول تحدد مواقفها. وسيكون النقاش الرئيسي حول إمكانية إطلاق خارطة طريق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وما إذا كانت ستشمل جميع الدول.
في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين بدبي، اتفق العالم على التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري، لكن هذا الموضوع غاب تقريبا عن مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في باكو. هذا العام، وجه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إشارات واضحة لدفع هذا الملف الحاسم قدما.
لكي تكون هذه الفكرة ذات معنى، يجب أن تكون إلزامية لجميع الدول، لكن العديد من المنتجين الرئيسيين للنفط سيقاومونها. البرازيل، كواحدة من أكبر عشر دول منتجة للنفط والغاز، مثالية لدفع الأمر قدما، لكن السؤال يبقى: إلى أي مدى ستلتزم؟

يأمل المضيفون أن يسهم المجتمع المدني في دفع عجلة الطموح. على عكس مؤتمرات كوب السابقة، تشجع السلطات البرازيلية المظاهرات في الشوارع لتعزيز الطموح، مع مشاركة واسعة من جماعات السكان الأصليين والمنظمات غير الحكومية.
ستعقد "قمة شعبية" يومي الخميس والجمعة، وتجمع عالمي للشباب يوم الجمعة، مع أكبر مظاهرة يوم السبت. ويصطف العديد من ممثلي المنظمات غير الحكومية خلف دعوة مؤتمر COP30 للبدء في عملية بناء مخرج من عصر الوقود الأحفوري.

بعد 30 عاما من مؤتمرات المناخ، لا تزال البشرية بلا خطة متفق عليها لمعالجة استخدام الوقود الأحفوري، وهو العامل الرئيسي لأزمة المناخ. كل يوم يمر دون اتفاق كهذا هو يوم ضائع ويزيد المخاطر على سكان العالم، وفقا لما قاله مارسيو أستريني، السكرتير التنفيذي لمرصد المناخ البرازيلي.
ستحاول بعض الدول التركيز على التمويل لعرقلة التقدم، ما قد يعقد المؤتمر بسهولة. أمام دبلوماسيي المناخ ذوي الخبرة الكثير من العمل لإيجاد توازن بين المصالح المتعارضة وتجاوز العواصف المحتملة في الأيام المقبلة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA==
جزيرة ام اند امز