الصين تلفت الأنظار في COP30 بالتحول الأخضر.. ثبات الانبعاثات وزيادة الطاقة المتجددة
أظهرت تحليلات حديثة أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين ظلت ثابتة أو في انخفاض لمدة 18 شهرا، ما يعزز الآمال في تحقيق ذروة الانبعاثات قبل الموعد المحدد، وهو ما نال إشادة كبيرة في COP30 في البرازيل.
ويسلط التقدم الصيني الضوء على الدور الحاسم للطاقة المتجددة، حيث تنمو قدرة البلاد الشمسية والرياحية بسرعة كبيرة، مؤكدة أن التحول الأخضر ممكن رغم تحديات الطلب المتزايد على الكهرباء والصناعات الثقيلة.
ويعزى هذا الاستقرار جزئيا إلى الزيادات السريعة في توليد الطاقة الشمسية والرياح، والتي نمت بنسبة 46% و11% على التوالي في الربع الثالث من هذا العام، ما حافظ على ثبات انبعاثات قطاع الطاقة رغم ارتفاع الطلب على الكهرباء.
وأضافت الصين 240 غيغاواط من الطاقة الشمسية و61 غيغاواط من طاقة الرياح خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، ما يضعها على الطريق الصحيح لتحقيق رقم قياسي آخر في الطاقة المتجددة. وفي العام الماضي، ركبت البلاد 333 غيغاواط من الطاقة الشمسية، أكثر من إجمالي إنتاج بقية دول العالم مجتمعة.
ووجد تحليل مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (كريا) لموقع كاربون بريف أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين لم تتغير في الربع الثالث مقارنة بالعام السابق، مدعومة بانخفاض الانبعاثات في صناعات السفر، الأسمنت والصلب.
وتأتي هذه النتائج مع انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين في البرازيل، حيث لم يحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ قمة القادة، بينما حضر الوفد الصيني المفاوضات. كذلك لم يحضر نظيره الأمريكي دونالد ترامب ولم يرسل وفدا.
في الأسبوع الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "فشل أخلاقي وإهمال قاتل" إذا لم تحافظ الحكومات على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية.
أشاد الدبلوماسي البرازيلي أندريه كوريا دو لاغو بالتقدم الصيني في التقنيات الخضراء، مشيرا إلى أن الصين تبتكر حلولا عالمية تناسب الجميع، بينما فقدت الدول الغنية جزءًا من حماسها لمعالجة أزمة المناخ.
وأكد لوري ميليفيرتا، كبير محللي كريا، أن الاتجاه العام لانبعاثات الصين قد يشهد ارتفاعا طفيفا في الربع الأخير، لكن بالنظر إلى الاتجاهات السابقة، قد تسجل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون انخفاضا خلال 2025 بالكامل.
تتمثل أهداف الصين في بلوغ ذروة الانبعاثات بحلول 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060. وفي سبتمبر/أيلول، أصدرت البلاد أهدافا جديدة بخفض الانبعاثات بنسبة 7-10% من الذروة بحلول 2035، وهي أهداف وصفها الخبراء بأنها متواضعة ولا تكفي لتفادي الكارثة العالمية.
![]()
وأشار لي شو، مدير مركز الصين للمناخ بمعهد سياسات آسيا، إلى أن هذه الأهداف يجب اعتبارها خط أساس لا سقف، مشددًا على الحاجة لتخفيضات أكبر في بعض القطاعات الاقتصادية التي لم تتبع اتجاه إزالة الكربون.
كما تواجه الصين تحديا في تحقيق خفض كثافة الكربون (انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة ناتج محلي) بين 2020 و2025، ما يستلزم جهودا إضافية للوصول إلى هدف 2030 بخفض 65% مقارنة بعام 2005.
تجه الأنظار الآن إلى الخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026-2030)، التي ستحدد أولويات الحكومة وسياساتها، مع التركيز على أنظمة الطاقة منخفضة الكربون، والتي من المتوقع أن تكون حجر الزاوية للتحول الأخضر في البلاد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI5IA==
جزيرة ام اند امز