البنك الدولي: مبادرة "الحزام والطريق" تزيد الدخل العالمي بنسبة 2.9%
المؤسسة الدولية تقول إن بناء "مبادرة الحزام والطريق" هو خطوة طموحة لتعميق التعاون الإقليمي وتعزيز الربط البيني بين القارات.
أقر البنك الدولي عبر سلسلة مقالات ناقش فيها تأثير "مبادرة الحزام والطرق" الصينية بأن لها تأثيراً استراتيجياً على البنية التحتية والتجارة الخارجية والاستثمارات عبر الحدود، والنمو الشامل والمستدام للبلدان والمناطق على طول الطريق والعالم بأسره.
وقال البنك الدولي إن بناء "مبادرة الحزام والطريق" هو خطوة طموحة لتعميق التعاون الإقليمي وتعزيز الربط البيني بين القارات، كما ستعمل على تحسين البنية التحتية للنقل وتحسين البيئة الاقتصادية الإقليمية، وبالتالي تقليل تكاليف التجارة بشكل كبير وتعزيز الاستثمارات عبر الحدود.
ووجد تقرير بحثي أصدره البنك الدولي مؤخراً، أن تعاون في إطار المبادرة الصينية سيقلل من تكاليف التجارة العالمية بنسبة 1.1 ٪ إلى 2.2 ٪، وسيعزز تكاليف التجارة في الممر الاقتصادي بين الصين ووسط آسيا وغرب آسيا بنسبة 10.2٪، كما سيعزز أيضاً النمو الاقتصادي العالمي في عام 2019 بنسبة 0.1% على الأقل.
كما أوضح التقرير أن شبكة النقل المقترحة من قبل المبادرة، زادت من إجمالي الناتج المحلي لدول الحزام والطريق بنسبة 0.09% من خلال الاستثمارات الخارجية، بما في ذلك نمو قدره 0.08% في شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، و0.04% في أوروبا ووسط آسيا، ونمو في جنوب آسيا بنسبة 0.13% وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 0.23%.
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار "شين لانغ" الصينية على مدار السنوات الخمس الماضية، قامت الشركات الصينية ببناء 82 منطقة للتجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي في بلدان الواقعة على طول الحزام والطريق باستثمارات أجنبية مباشرة تتجاوز 80 مليار دولار أمريكي وما يقرب من 4000 شركة دخلت المنطقة، مما وفر 244 ألف فرصة عمل للمنطقة المحلية.
كما تشير البيانات الصادرة عن البنك الدولي إلى أن حجم التجارة في البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق" مثلت 22٪ من التجارة العالمية و43.4٪ من سكان العالم.
وفي الفترة ما بين عامي 2013-2018، بلغ إجمالي تجارة السلع الصينية على طول بلدان "الحزام والطريق" أكثر من 6 تريليونات دولار أمريكي، أي بمعدل نمو سنوي متوسط 4٪، وهو أعلى من معدل نمو التجارة الخارجية للصين خلال نفس الفترة، كما وصلت استثمارات الشركات الصينية مباشرة إلى أكثر من 90 مليار دولار أمريكي في تلك بلدان بمعدل نمو سنوي متوسط قدره 5.2٪.
وأظهر البحث الصادر عن البنك الدولي أيضاً أن تعزيز بناء "مبادرة الحزام والطرق" من شأنه أن يسرع الحد من الفقر في العالم؛ حيث من المتوقع أن تؤدي استثمارات الحزام والطريق إلى انتشال 34 مليون شخص من براثن الفقر، منهم 29.4 مليون شخص من دول ومناطق على طول الحزام والطريق.
ويقاس الفقر المعتدل بمعادل القوة الشرائية البالغ 3.2 دولار في اليوم، وفي عام 2015 كانت نسبة سكان العالم دون هذا المستوى حوالي 26 ٪، ومن المتوقع أن تنخفض إلى 10.2٪ بحلول عام 2030.
ووفقاً للأبحاث، هناك نحو 52 ألف شخص يعيشون تحت عتبة الفقر المدقع البالغة 1.9 دولار في اليوم في نيبال، إلا أن هذا العدد تم تقليصه بفضل استثمار الحزام والطريق في البنية التحتية.
ويتوقع البنك الدولي أن تحقق المبادرة فوائد ملموسة للبلدان المشاركة، على سبيل المثال، فإن مشاريع الحزام والطريق في باكستان، بما في ذلك ميناء جوادار وطريق بيشاور كراتشي السريع ومشاريع تطوير خط السكة الحديد بين المدينتين، ستزيد دخل البلاد الفعلي بنسبة 10.5٪ في عام 2030.
وقالت كارولين فروند، مديرة تجارة والتكامل الإقليمي ومناخ الاستثمار في البنك الدولي، إن بناء "مبادرة الحزام والطريق" يعني المزيد من التجارة والاستثمار ونمو أعلى، مؤكدة أن من شأن المبادرة أن تزيد الدخل الفعلي للبلدان والمناطق على طول الطريق بنسبة 1.2٪ - 3.4٪، في حين ستزيد الدخل العالمي الفعلي بنسبة 0.7٪ -2.9٪.
كما قال ليو وى دونغ، مساعد مدير معهد العلوم الجغرافية والموارد بالأكاديمية الصينية للعلوم، إن نشر البنك الدولي البحوث الاقتصادية ذات صلة، قد أثبتت تماماً أن بناء "مبادرة الحزام والطريق" قد تم الاعتراف به على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي.
وكانت قد أعلنت الصين عقد الدورة الثانية من قمة "الحزام والطريق" للتعاون الدولي في العاصمة بكين، خلال الفترة من 25 إلى 27 أبريل/نيسان الجاري، وبحسب وكالة شينخوا الصينية، أكد وانج يي، عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني، أن القمة التي تعقد تحت عنوان "التعاون بين الحزام والطريق.. تشكيل مستقبل مشترك أكثر إشراقا" تحظى بأهمية تاريخية.