"حجرة، ورقة، مقص: ممارسات اللعب والأداء" في بينالي البندقية 2017
المعرض يستكشف مفهوم "المرح" أو "اللعب" باعتباره حلقة وصل تجمع بين العديد من الأجيال الفنية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة أعلن عن المجموعة المختارة من الأعمال الفنية التي يستضيفها معرض "حجرة، ورقة، مقص: ممارسات اللعب والأداء" في بينالي البندقية 2017، إلى جانب الأعمال التكليفية الإضافية ضمن الكتاب المرافق، كما أعلن عن سلسلة الفعاليات والبرامج المقامة بالتعاون مع المؤسسات الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويدور الموضوع الرئيسي للمعرض "حجرة، ورقة، مقص: ممارسات اللعب والأداء"، الذي يُقام تحت إشراف القيّم الفني حمّاد ناصر، حول استكشاف مفهوم "المرح" أو "اللعب" باعتباره حلقة وصل تجمع بين العديد من الأجيال الفنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، محاولاً إيجاد إجابات لعدد من الأسئلة المتداخلة وهي: ما مصدر "المرح" في الممارسات الفنية؟ وكيف وأين يتعزز؟ وما دوره؟
وتتولى مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان مهام المفوّض الرسمي للجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية بدعم من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ويُقام خلال الفترة من 13 مايو إلى 26 نوفمبر 2017 (الافتتاح الرسمي من 10 إلى 12 مايو 2017).
ويضم المعرض مزيجاً من الأعمال الفنية بما في ذلك أعمال تكليفية وأعمال قائمة وإنتاجات إبداعية جديدة لأعمال فنية مفقودة لخمسة فنانين يتخذون من دولة الإمارات مقراً لهم، وهم نجوم الغانم وسارة الحداد وفيكرام ديفيتشا ولانتيان شيه والدكتور محمد يوسف. وتتناول أعمال هؤلاء الفنانين مفهوم اللعب من زوايا مختلفة بما فيها الحركة والإيقاع والشكل والزمان والمكان. ويقدم الكتاب المرافق للمعرض مساحةً مكمّلة وإضافة تأملية حول الموضوع الرئيسي.
وبهذه المناسبة، قال حمّاد ناصر، القيم الفني لمعرض الجناح الوطني لدولة الإمارات: "يُعد اللعب والمرح وسائل مهمة يستكشف الأطفال من خلالها أبعاد العالم المحيط بنا واستيعاب مكاننا فيه. ويسلّط معرض الجناح الوطني الضوء على مجموعة من الفنانين الذين ينتهجون هذا الأسلوب الفني في الفهم والتنقل باعتباره مصدراً للإلهام والحيوية. ويواصل هؤلاء الفنانون أسلوباً إبداعياً بدولة الإمارات قائماً على اللعب والمرح بوصفه درباً للإبداع، وهم يحرصون على تنويع المواد والأصوات والنصوص والعمليات الفيزيائية والاجتماعية ضمن ممارساتهم الإبداعية باعتبار ذلك جزءاً من مسيرة إنتاجهم الفني".
ومن جانبها، قالت خلود العطيات، مدير الفنون والثقافة والتراث في "مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان": "يُعد المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية أحد أهم وأبرز الفعاليات الثقافية الدولية، إذ يجتذب أكثر من نصف مليون زائر في كل دورة. وتفخر دولة الإمارات بمشاركتها في هذا الحدث الفني العالمي للمرة الخامسة في تاريخها، ويعود الجناح الوطني هذه المرة بمعرض متميّز يوثّق فيه الحوارات الثقافية والإبداعية المتنوعة ضمن المشهد الفني الإماراتي".
وتقدم نجوم الغانم عملاً فنياً بعنوان "بين السماء والأرض - جسد مستعار"، وهو عبارة عن عمل تركيبي يضمّ أداءً شعرياً و"فضاء" وهي قصيدة شعرية مصوّرة، بالإضافة إلى نسخة مطبوعة من العدد الأول لمجلة سلسلة الرماد، المموّلة ذاتياً من قبل الفنانة وعدد من الأعضاء الآخرين من مجموعة "أقواس" في العام 1985.
في حين، ستقدم سارة الحدّاد ثلاثة أعمال فنية من نسيج الكروشيه، بما فيها عمل قائم و هو "وأنت تحاول أن تنساني" وتكليفين جديدين وهما: "لا تتركني بمفردي أبداً"، وهو عبارة عن شاشة كبيرة معلقة؛ و"ألا تدرك ما يخالجني من شعور"، وفيه تستخدم الحداد أحد الأعمدة الفولاذية بالجناح الوطني لاستعراض هذا العمل الفني حيث تعلق عليه العديد من طبقات الكروشيه ذات الأحجام المختلفة المنسوجة من خيوط النسيج الوردية.
وتحت عنوان "التشتيت الانحلالي"، يطل الفنان فيكرام ديفيتشا بهذا العمل القائم المصنوع من أحجار الأرصفة التي سوف يتم نقلها وتركيبها مرة أخرى في تصميم ومكان جديد؛ إلى جانب "غسل الصخور"، وهو عبارة عن عمل مصوّر تكليفي يوثّق لحظات غسل أحجار صخرية ضخمة تمت الاستعانة بها من قبل في إحدى أعمال الفنان بعنوان "ساحة الصخور" عام 2014.
وعلى جانب آخر، يقدم الفنان لانتيان شيه مجموعة من "الأشياء" داخل مساحة الجناح الوطني بما في ذلك "مطفأة سجائر حسن" و"نصف إناء من الزعفران”و "طاووس محنط"، بالإضافة إلى عمل تكليفي ضخم بعنوان "دويّ قطع حديثنا" وهو سلسلة من الأحداث التي تجرى داخل وخارج مساحة معرض الجناح الوطني، ليمتد على مدار فترة بينالي البندقية البالغة ستة أشهر.
أما الدكتور محمد يوسف فأعاد إنتاج عملين مفقودين، أحدهما بعنوان "الانسيابية بالمجاذيف تحت الماء" وهو عمل تركيبي ضخم من المجاذيف الخشبية والآخر يُسيى "الشواهد" وهو عبارة عن ملاعق معدنية مرصوصة على لوحة خشبية بيضاء، يدنوها شكل ناتئ على هيئة القبر تظهر بداخله مرآة مثبّتة.
هذا وقد تم تكليف الفنانين روكني هايريزاده ورامين هايريزاده وحسام رحمانيان لتطوير عمل فني من 30 صفحةً وهو عبارة عن سلسلة من الرسومات ولوحات كولاج، تم تصويرها كفضاء للحوار الإبداعي، سيتم نشرها في الكتاب المرافق للمعرض، بحيث تضيف مساحةً جديدة إلى المعرض للتعمق في محاولات فهم مفهوم المعرض من زوايا إبداعية أخرى على المستويين النصي والتصويري.
وعلى جانب آخر، كتب ديباك أونيكريشنان سلسلة من القصص القصيرة المعاصرة ليتم نشرها في كتاب المعرض، في حين تسهم "مجلّة وتد" بمشروع يستعرض مساحات غير رسمية عن مفهوم "اللعب" في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيتواجد كلا العملين فعلياً داخل مساحة معرض الجناح الوطني. وسيتم ضمّ هذه الاستجابات الإبداعية تجاه موضوعات المعرض إلى جانب سلسلة من المقالات. ويستكشف المؤرخ الفني مرتضى فالي المصدر الأصلي للعب في دولة الإمارات العربية المتحدة مع التركيز على أعمال الفنانين حسن شريف وعبدالله السعدي.
أما المتخصصة في علم الإنسانية أوزما ريزفي فستكتب عن مرونة ومساحات الانتماء، في حين سيسهم الصحفي عثمان سامي الدين بمقالة عن الكريكت والتي تستكشف تاريخ الكريكت وقصصه في دولة الإمارات. وتقدم عائشة بالخير تحليلا مفصّلاً عن الموسيقى الإماراتية الإفريقية والألعاب الشعبية. وستكتب القيمتان الفنيتان ريم فضة وميساء القاسمي بحثاً عن الأندية الاجتماعية في أبوظبي التي تطرقتا إليها أثناء رحلة إشرافهما الفني على معرض "تعابير إماراتية 2015".
وتماشياً مع الرؤية الإشرافية للمعرض، قام الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بدعوة العديد من المؤسسات الثقافية للمشاركة في الحوار القائم حول موضوعات معرض الجناح الوطني لتنظيم عدد من الأنشطة والفعاليات المدرجة ضمن أجندة برامجهم. وبالفعل، أكد بعضها المشاركة بما فيها "مؤسسة الشارقة للفنون" و"رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي" و"السركال أفنیو" و"مركز مرايا للفنون" و"معرض 421" و"واتشابل جاليري" ومقرها لندن و"كليّة سنترال سانت مارتينز للفنون والتصميم".
وقام الجناح الوطني بتكليف الفنانة هند مزينة لتطوير برنامج أنشطة وفعاليات للجناح الوطني يتناول مفاهيم التقييم الفني من خلال ممارساتها الخاصة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث المعروضة في الكتاب المرافق للمعرض جاءت بالتعاون مع مؤسسة "الفن جميل".