بالصور.. لوحات فنية بألوان الاتحاد احتفالا بيوم العلم الإماراتي
صور من ورش فنية نظمها مركز وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بأبوظبي بالتعاون مع جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وعدد من الهيئات والمؤسسات لرسم موضوعات تعتمد ألوان العلم الإماراتي
حينما أخذ الإنسان الأول في إعمار الأرض لم يجد أقرب من الفن لغةً للتعبير عن الانتماء من خلال تدوين مشاعره على جدران الكهوف.. هنا يحضر الفن مرة أخرى لمشاركة الإنسان كلغة بصرية تدوّن تلك القيم النبيلة من خلال تنظيم مبادرة "عالي علمنا" التي تسعى إلى تكوين جدارية من لوحات فنية بألوان علم الإمارات للاحتفال بيوم العلم.
مبادر "يوم العلم" أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسيلتف شعب الأمارات وقياداته والمقيمون على أرضه حول علم الدولة في لحظة امتنان وتقدير وحب وعرفان لجميل هذا الوطن، وقد نظم مركز وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بأبوظبي بالتعاون مع جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وعدد من الهيئات والمؤسسات المختلفة مجموعة ورش فنية للرسم موضوعات متنوعية من خلال اعتماد ألوان العلم كثيمةٍ أساسية تتشكل من خلالها جدارية عملاقة عمادها عدد من اللوحات الصغيرة مقاس 30 في 30.
وتقول الفنانة الإماراتية خلود الجابري، المشرفة على هذه المبادرة الفنية: "في كل عام تقيم الوزارة عددا من المبادارات الفنية الاحتفالية لموظفيها للاحتفاء بهذا اليوم، برعاية كريمة من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، حيث يجتمع جميع الموظفين لرفعة علم الدولة، هذا العام آثرنا أن نوسع نطاق المشاركة بشكل أكبر لتشمل شريحة واسعة من المواطنين والمقيمين حد السواء، بالتعاون مع هيئات ومؤسسات وجامعات مختلفة تنتشر في كافة ربوع الإمارات لإشراك أكبر عدد من الناس للاحتفال بهذا اليوم الخاص".
أضافت: "اخترنا هذا العام أن نقيم ورشًا فنية بالتنسيق مع جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بالإضافة إلى مشاركات متنوعة مع عدد من المراسم الحرة والفنانين والجامعات والمدارس... وتم اختيار ألوان العلم الأربعة المتمثلة في الأحمر والأبيض والأسود والأخضر لتكون هي الألوان الحاضرة في اللوحات، مع فتح موضوعات اللوحة وتقنيات الرسم المختارة حسب كل فنان أو مشارك، وتم تحديد الفكرة من قبل مدير إدارة الفعليات والأنشطة الثقافية بمراكز الوزارة ياسر القرقاوي".
الفنان التشكيلي الإمارتي سالم الجنيبي، عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية أحد المشاركين في المبادرة الفنية، قال لـ"العين": "لقد سعيت إلى المشاركة في احتفاليات يوم العلم كفنان ومواطن إماراتي، فالفن هو اللغة التي أتقنها من أجل التعبير عن حبي وامتناني لوطني الغالي، ومهما أخذت أعبر وأبدي امتناني لوطني لن أعطي هذا الوطن الغالي حقه، من هذا المنطلق سارعت في المشاركة في الأنشطة الفنية التي سبقت يوم العلم من أجل المساهمة بعدد من اللوحات التي ستشكل عملا فنيا ضخما حينما توضع جنبا إلى جنب كجدارية ضخمة أسهم في عملها مجموعة كبيرة من الأسماء الذي يشعرون بحب حقيقي لوطنهم الإمارات وأرادوا أن يعبّروا عن هذا الحب بالفن".
أستعمل الجنيبي التجريد اللوني كأسلوب فني للوحاته المختراه من أجل أن تتجانس ألوان العلم وتتمهى بين الخطوط والمساحات، وقد عمد الفنان إلى هذه التقنية لتماشيها مع فكرة الورشة التي تتمحور حول ألوان العلم دون التطرق إلى موضوع محدد، وهو ما قال عنه: "أرى أن ألوان العلم موضوع وقيمة في حد ذاتها لا تضاهيه أي قيمة أخرى، لذا أردت التركيز على ألوان العلم الفقط من خلال التجريد اللوني، لكن بشكل عام في أعمالي تبرز فكرة الانتماء باستخدام عناصر شتى معبرة عن البيئة الإماراتية تحمل مفاتيح عن رموز وموضوعات تعبر عن فكرة الهوية والانتماء والبصمة".
ومن التجريد بلون العلم تبرز معالم دولة الإمارات في أعمال الفنانة الإماراتية وداد الحمادي التي تشارك جنبا لجنب الفنان الجنيبي للتعبير عن حبها لوطنها، وكما كان تجاور الحمادي لزملائها في الواقع جاءت لوحة الفنانة كذلك معبّرة من خلال تجسيد الفنانة للمرأة والرجل الإماراتي جنبا إلى جنب ومن خلفهم معالم ورموز من إمارات الدولة، وفي هذا الصدد قالت: "مشاركتي اليوم بمثابة عرفان وإشعار بالحب والاعتزاز والفخر كوني إماراتية، وقد جاءت موضوعة لوحتي معبرة عما قدمته الإمارات للمرأة الإماراتية من خلال مساواتها بالرجل وتقديم الدعم لها حتى وصلت أن تكون شريكا في بناء هذا الوطن الغالي، وصورة مشرفة عنه بعدما وصلت إلى كونها سفيرة ووزيرة وغيرها من المهن، لقد قدم هذا الوطن الكثير لأبنائه من الجنسين حد السواء، لذا أنا هنا للتعبير عن امتناني وحبي له وهذا أقل ما يفعل".
وكما شارك أبناء الآمارات في هذه الفعالية الوطنية، كان جنبا لجنب بجوارهم بعض الفنانين والمشاركين المقيمين من بينهم الفنانة التشكيلية السعودية سارة عبد الله، والتي أخذت تتحدث عن مشاركتها: "حينما أقول إنه لا يوجد فرق بين السعودية والإمارات فأنا حقا أعني هذه الكلمة، وعلى الرغم من أني زائرة، لكني أشعر أني في وطني الثاني، وحينما علمت بالمبادرة سارعت في المشاركة، فهذا اليوم يوم يخصني كخليجية وعربية، فالأخوة وروح التعاون والوحدة هي السمة بين دول مجلس التعاون، ولا يوجد فرق بيننا، وقد تشرفت بالمشاركة في هذه الفعالية".
الفنان باسم الساير شارك في مبادرة "عالي علمنا" من خلال مجموعة من اللوحات المرسومة بألوان العلم، والتي تكتظ بالناس والشخص، وهو الأسلوب الفني الخاص بالفنان الذي شرح لـ"العين" عنه: "إن المشاركة في هذا اليوم الوطني المميز فخر لي، فالإمارات وطني الثاني ولطالما منحني الكثير، لذا أجد أن فني هو أبسط ما يمكن أن أقدمه امتنانا، وقد عمدت إلى عمل لوحات مختلفة بأسلوب الفني الذي يعتمد على تصوير جموع الناس من أجل أن أوضح أن هذه الأرض تجمع الناس من كل حدب وصوب في سلام وحب ووئام تحت علمها".