الانتخابات الإسرائيلية.. هل يقود بن غفير "الأمن الداخلي"؟
قبل عدة سنوات كان ينظر في إسرائيل إلى ايتمار بن غفير على أنه يميني متشدد يمكنه فقط أن يحلم بالوصول إلى مقعد بالكنيست.
ولكن في انتخابات عام 2021 نجح في الوصول إلى الكنيست وهو يطمح الآن لحقيبة الأمن الداخلي في حكومة يشكلها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو بعد الانتخابات التي ستجري الثلاثاء المقبل.
وقال في تغريدة على تويتر، مساء الأحد، قال بن غفير: "أعلن هذا المساء عن نيتي أن أكون وزيرا للأمن الداخلي في الحكومة اليمينية التي سنشكلها بعد فترة وجيزة من فوزنا في انتخابات الثلاثاء المقبل بعون الله. لقد حان الوقت".
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وزعيم حزب (الليكود) نتنياهو أن أعلن عدم وجود مانع أمام بن غفير لتولي حقيبة وزارية في حكومته.
وإن كان نتنياهو لم يحدد ماهية هذه الحقيبة فقد سارع حزب (الليكود) لتسريب الخبر للهيئة العامة للبث الإسرائيلي بأنه " لن يمنح بن غفير حقيبة الأمن الداخلي الحساسة".
وتشير استطلاعات الرأي العام إلى أن حزب (الصهيونية الدينية) اليميني المتطرف سيقفز إلى مراتب متقدمة في الانتخابات التي ستجري الثلاثاء ويصبح الحزب الثالث من حيث أكبر عدد مقاعد بالكنيست.
ويرأس الحزب، عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن بدوره أنه يطمح لحقيبة الدفاع في حكومة نتنياهو.
وكان نتنياهو أعلن أن (الصهيونية الدينية) سيكون جزءا من ائتلاف سيقيمه بعد الانتخابات لتشكيل حكومة تحظى بثقة 61 نائبا من أعضاء الكنيست ال 120.
ويتوقع أن يحصل (الصهيونية الدينية) على 13 مقعدا بالكنيست وإن كان بن غفير رجح حصول حزبه على 15 مقعدا.
وقال بن غفير على تويتر: "سنصل إلى 15 مقعدا ولن تكون هناك حكومة مع جانتس".
ويتوقع مراقبون أن نتنياهو سيسعى لضم حزب (المعسكر الرسمي) برئاسة جانتس وتشكيل حكومة تناوب وهو ما رفضه جانتس.
ونشر جانتس، الأحد، صورة لنتنياهو وبن غفير على "تويتر" وكتب: هؤلاء الناس على بعد خطوة من مكاتب كبار الوزراء، لقد أصبح كابوس نوفمبر/تشرين الثاني حقيقة واقعة، فنحن نواجه خطرا واضحا وملموسا على دولة إسرائيل".
كما حذر جانتس من عواقب وصول بن غفير وسموتريتش إلى مقاعد الحكومة.
وقال في تغريدة على حسابه في تويتر: "بعد الانتخابات، قد يشعل العنصريون والراديكاليون النار في البلاد.. هذا خطر عظيم وعار عظيم".
كما أضاف في تغريدة أخرى : "ليس لدى بن غفير أو سموتريتش أي قدرة على التعامل مع قضايا الأمن الداخلي الملتهبة".
وفي يوم الأحد نشر بن غفير شريط فيديو قصير لشابين فلسطينيين يرشقان الجنود الإسرائيليين بالحجارة في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
وعلق في تغريدة على تويتر على الصورة، وتسائل: "لماذا نحتاج إلى تغيير إجراءات فتح النار؟ لهذا السبب".
ولطالما دعا بن غفير إلى إطلاق النار على فلسطينيين بهدف القتل عوضا عن الاعتقال حال بادروا بتنفيذ عمليات ضد إسرائيليين.
وفي حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، توعد بن غفير، مطلع الشهر الجاري وهو يحمل سلاحه الشخصي، بطرد الفلسطينيين هناك من منازلهم وإسكان مستوطنين مكانهم.
واقتحم المسجد الأقصى أكثر من مرة في الأسابيع الماضية ووعد بأنه سيسمح لليهود بالصلاة في المسجد.
وقالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الهرار في تغريدة على تويتر: "بن غفير، الذي أدين بثماني جرائم جنائية بما في ذلك الشغب وعرقلة ضابط شرطة والتحريض على العنصرية وحيازة مواد دعائية لمنظمة إرهابية ودعم منظمة إرهابية، يريد أن يكون الوزير المسؤول عن الشرطة".
وأضافت: "هذا سيحدث في حكومة نتنياهو المتهم بارتكاب جرائم.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الولايات المتحدة الأمريكية نقلت لإسرائيل، بما في ذلك لنتنياهو، مخاوفها من حصول بن غفير وسموتريتش على حقائب وزارية في حكومة نتنياهو في حال تشكيلها.
من هو بن غفير؟
ولد إيتامار بن غفير في بلدة مفسيرت صهيون، في ضواحي القدس، بالعام 1976 لأبوين يهوديين هاجرا من العراق.
كانت والدته مهاجرة كردية يهودية ناشطة في منظمة الإرغون عندما كانت مراهقة وكانت ربة منزل.
كانت عائلته علمانية، لكن عندما كان مراهقًا تبنى آراء دينية ومتطرفة، فانضم أولاً إلى حركة شبابية يمينية تابعة ل(موليديت)، وهو حزب دعا إلى ترحيل العرب من إسرائيل، ثم انضم إلى حركة الشباب التابعة لحزب (كاخ) و(كاهانا حي) الأكثر تطرفاً ، والذي تم حظره من قبل الحكومة الإسرائيلية وعدد من دول العالم".
لديه خمسة أطفال، ويعيش في مستوطنة (كريات أربع) المقامة على أراضي الخليل في جنوبي الضفة الغربية.
عندما بلغ سن الرشد للتجنيد في الجيش الإسرائيلي في سن 18 عامًا، تم إعفاؤه من الخدمة بسبب خلفيته السياسية اليمينية المتطرفة.
وفي التسعينيات، كان ناشطًا في الاحتجاجات ضد اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين، وفي عام 1995، قبل أسابيع قليلة من اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، ظهر بن غفير لأول مرة على شاشة التلفزيون وهو يلوح بشعار كاديلاك الذي سُرق من سيارة رابين ويعلن: "وصلنا إلى سيارته وسنصل إليه أيضًا".
نفذ سلسلة من الأنشطة اليمينية المتطرفة أسفرت عن عشرات لوائح الاتهام، وفي مقابلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، زعم أنه تم توجيه الاتهام إليه 53 مرة، وإنه في معظم الحالات، تم إسقاط التهم خارج المحكمة.
درس بن غفير القانون في كلية أونو الأكاديمية الإسرائيلية، ولكن في نهاية دراسته، منعته نقابة المحامين في إسرائيل من أداء امتحان المحاماة على أساس سجله الجنائي، ولكنه زعم أن القرار كان لدوافع سياسية، وبعد سلسلة من الاستئنافات، تم إلغاء القرار.
وكمحامي، مثل بن غفير عددا من الناشطين اليهود من اليمين المتطرف المشتبه في ارتكابهم جرائم بينهم متهمين بقتل عائلة دوابشة الفلسطينية بإحراق منزلهم وهم نيام في بلدة دوما بشمالي الضفة الغربية في جريمة اعتبرتها الحكومة الإسرائيلية إرهابية.
ويمثل بن غفير منظمة (لاهافا) اليمينية الإسرائيلية المتطرفة التي تسعى السلطات الإسرائيلية لحظرها.
وفي أكثر من مناسبة قال بن غفير إن عمله كمحامٍ للنشطاء اليهود من اليمين المتطرف مدفوعة بالرغبة في مساعدتهم وليس من أجل المال.
في 25 فبراير/شباط 2019، قال بن غفير إن المواطنين العرب في إسرائيل غير الموالين لإسرائيل "يجب طردهم"، وكان يعلق في منزله صورة لباروخ غولدشتاين، الذي ذبح 29 مسلمًا في الحرم الإبراهيمي بالخليل في عام 1994، ولكنه أزالها استعدادًا للانتخابات التشريعية الإسرائيلية لعام 2020 على أمل السماح له بالترشح.
وفي انتخابات عام 2021 تم انتخابه لعضوية الكنيست للمرة الأولى.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز