بنكيران يراوغ.. هروب للأمام لمداراة دمار إخوان المغرب وفضيحة البيان
عوضا عن الاعتذار، اختار عبد الإله بنكيران زعيم العدالة والتنمية الإخواني بالمغرب، الهروب إلى الأمام والمداراة على "فضيحة" بيان الحزب
بشأن زلزال الحوز.
وفي الوقت الذي كان يظن المغاربة، أن الخروج الأخير لبنكيران الذي أعقب "البيان"، سيكون للاعتذار للمغاربة جميعاً وسكان القرى والمباني المتضررة من الزلزال، اختار الرجل الهروب إلى الأمام، وتقديم مراوغات واهية.
- سقوط حر لـ"إخوان المغرب".. "بنكيران" بين لعنة الزلزال والبيان
- "زلزال بنكيران" يضرب إخوان المغرب.. استقالة وضربة مرتدة
إصرار على الخطأ
وفي شريط فيديو مصور، بثه الحزب على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، خرج عبد الإله بنكيران للرد على موجة الانتقادات الواسعة التي أثارها بيان حزبه، الذي ربط زلزال الحوز بـ"انتشار الذنوب والمعاصي".
وعوضا عن التراجع وتقديم الاعتذار عن محتوى البيان الذي وصف بـ"الفضيحة"، تشبث زعيم الحزب الإخواني بأطروحته الهجومية، موضحاً أن "ما قصده بالذنوب والمعاصي حين تحدث عن الزلزال، هو أنه من الصواب أن نراجع أنفسنا كأمة”.
وقال: "هؤلاء هم ضحايا في الأغلب بسبب ذنوبنا جميعا كمغاربة”، واستمر في تبرير محتوى البيان المثير للجدل بالقول: "يجب أن نتبين هل الذي وقع قد يكون بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا، ليس فقط بمعناها الفردي، ولكن أيضا بمعناها العام والسياسي".
مراوغة "مكشوفة"
وفي أعقاب ذلك، قفز المتحدث عن السقطة المدوية لحزبه، للحديث عن مواضيع أخرى، والتغطية على الزلة السياسية التي جرت وراء الحزب المنهار سياسيا وتنظيميا انتقادات شديدة اللهجة.
ومضى مُهاجماً منتقديه واصفاً إياهم بـ"العلمانيين غير الشرفاء"، بحسب قوله. قبل أن يوجه نيرانه إلى أعضاء الحزب، وخاصة منتقديه، مستخدماً أسلوب الأمر والتحكم.
وفي هذا الصدد، ردد بعجرفة أنه نشاطه السياسي والحزبي ليس حديث العهد، معلقاً بالقول "كنت رئيس حكومة عليكم، وكنت أمينا عاما سابقاً للحزب، ولي تاريخ طويل".
وقبل يومين، اجتمعت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الإخواني، لتصدر بياناً طويلاً، ربطت فيه زلزال الحوز بـ"ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي، ولكن بمعناها العام والسياسي”.
وأوضح البيان ذاته أن “السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية، وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي، وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها”.
هروب للأمام
وفي وقت سابق، وصف المحلل السياسي حسن بلوان، والخبير في العلاقات الدولية، هذا البيان بكونه محاولة للهروب إلى الأمام، والتغاضي عن زلات الحزب، سواء السياسية التي ذيلته الترتيب الانتخابي، أو الإدارية التي أفقدته التدبير الحكومي.
وأوضح، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن قراءة بسيطة في مسار هذا الحزب ومجموع مواقفه، وحتى طريقته في الإدارة الداخلية، تظهر أنه مؤسسة تبني على ممارسة "الأستاذية الدينية"، والوعي الزائف بصوابية مواقف القيادة، باعتبارها في زعم مريدي الحزب مؤيدة من الله".
ولفت إلى أن "هذا المنطق، وهذه الأيديولوجية الفاسدة، لا تتواجد عند حزب العدالة والتنمية المغربي فقط، بل تتقاسمها جميع تنظيمات الإسلام السياسي في كل أنحاء العالم".
وأوضح أن هذا المنطق "لا تطبقه هذه التنظيمات على مريدها فقط، بل يريدون فرضه حتى على من يُخالفهم، ومن هنا يتجرؤون على الحياة الشخصية للأفراد، ويتدخلون في اختياراتهم، بل يتجاوزون حدودهم البشرية، لتحديد مصائرهم الأخروية بأستاذية وتعالٍ مقيتين".
واعتبر أن "هذا السلوك ينم عن "عجرفة" سياسية، فكيف يُعقل أن تجلس في العاصمة، وفي المنازل الآمنة، وتصدر الفتاوى بشأن مصير آلاف البُسطاء الأبرياء، الذين يبيتون في الخيام بين ركام منازلهم وآلام فراق أقاربهم؟".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA== جزيرة ام اند امز