"زلزال بنكيران" يضرب إخوان المغرب.. استقالة وضربة مرتدة
استقالة وغضب في حزب العدالة والتنمية المغربي المحسوب على الإخوان إثر بيان مثير يربط الزلزال بـ"المعاصي"، ويلقي المسؤولية على الآخرين.
وفي أول رد فعل، أعلن القيادي والوزير السابق في صفوف الحزب عبد القادر إعمارة استقالته من التنظيم، وذلك بعد أقل من 24 من إصدار البيان المثير للجدل.
وكتب إعمارة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية، فإني أعلن عن استقالتي من الحزب وكل هيئاته منذ هذه اللحظة”.
هذه الكلمات اعتبرها الكثير من المراقبين، ردا مباشرا من إعمارة على بيان الأمانة العامة للحزب الذي أغضب الكثير من أعضائه، وفق صحف محلية مغربية.
وقالت صحيفة "هسبريس" المحلية، إن عددا من أعضاء الأمانة العامة للحزب، تحاشوا التعليق على موضوع البيان، في إشارة إلى عدم رضاهم عنه.
"معاصٍ وذنوب"
وفي البيان المثير للجدل الصادر أمس، قال بنكيران، "يجب أن نراجع كذلك كي نرجع إلى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي".
وتابع "لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها".
كما مضى في إلقاء المسؤولية على الآخرين في حادث الزلزال، "لكن في المقابل تظل المؤسسات الأخرى من حكومة ومجلس النواب ومجلس المستشارين والجماعات الترابية وغيرها غائبة وعاجزة عن القيام بواجبها".
واستطرد "ذلك لكونها مؤثثة على العموم بكائنات لا تمثل الإرادة الشعبية، ولا علاقة لها بالعمل السياسي النبيل والمسؤول، وعاجزة كليا عن التواصل المباشر والمسؤول مع المواطنين"، معتبراً أن "مثل هذه الممارسات لا تليق بنا كأمة عريقة وكشعب مغربي، ما فتئ يعطي الدروس للعالم في أفراحه وأتراحه، فضلا عن كونها تعطل التنمية وتعمق الفوارق المجالية والاجتماعية".
"خطأ جسيم"
إلى ذلك، رأى عزيز أفتاتي، القيادي البارز في صفوف “حزب المصباح”، أن البيان “خطأ جسيم ما كان ينبغي للأمانة العامة أن تساير رئيس الأمانة العامة، عبد الإله بنكيران فيه”.
وأضاف أفتاتي “اعتبار الزلزال غضبا من الله خطأ شائع في الثقافة الإسلامية، ويدخل في باب العقائدية والفكرية”، مضيفا أن هذه الأخطاء “لا ينبغي أن تتسرب لهذه الهيئات الإصلاحية”.
وبكلمات غاضبة، تابع القيادي الحزبي: “أنا لا أتفق مع ذلك الكلام، لأنه غير سليم من الناحية العقدية والفكرية. وهذه القناعة غير صحيحة، لأنه لا يمكن أن نقول إن جزيرة الوقواق ضربها إعصار، وهذا غضب إلهي”.
ومضى قائلا "ما كان ينبغي للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن تضمن كلام الأمين العام في البيان، وقد يفهم منه أنه إقرار أو اتفاق معه، وأنها تشاركه تلك القناعة وتتقاسمها معه، وهذا أستبعده”.
وزاد أفتاتي: “بنكيران إنسان صوفي، وأن تتسرب إليه مثل هذه الأفكار الخاطئة فهذا أمر ليس مستغرب، كما قد تكون عنده بعض المبالغات في كل الأحوال، وذلك ما كان ينبغي أن يضمن في البيان”.
وبلغ عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق في المغرب قبل أسابيع، 2862 قتيلا، وسط سباق مع الزمن للعثور على ناجين. وتمكنت السلطات من دفن 2530 شخصا منهم، وبلغ عدد الجرحى 2400 شخصا.